الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » قف بالرسوم الخاليات مخاطبا

عدد الابيات : 45

طباعة

قِف بِالرسومِ الخاليات مخاطباً

وَاِجعل أَنينك للمطيّ مجاوبا

دمنٌ بِها كم قد غدوت محبّبا

ولكَم لثمت بِها الغزالة كاعِبا

بانَ الأحبّة مِن مَعالِمها وقد

جَعَلوا الهوادجَ للخرادِ مَراكبا

أَمسَت كَخوفِ العيرِ أَوحش منزلاً

وَعَفت عِراصاً بَعدَهم وَملاعبا

وَلَقد وقفتُ فكنتُ جسماً حاضراً

ما بينَ أربُعهم وَقلباً غائبا

يوماً نودّعهم وَنحنُ منَ الجَوى

نذري بِأنملِنا الدموعَ سَواكبا

وَتَرى ظعائِنَهم غداةَ البينِ في

لججِ السرابِ طوافياً ورواسبا

يُجلين لِلأبصارِ حين تحمّلوا

منهم شموساً في الخدورِ غَواربا

سارَت بهنّ العيسُ ترفلُ فاِغتدت

منّا القلوبُ لِركبهنّ جَنايبا

بيضُ الترائبِ لَم يَزلن حَبايبا

منّا للبّاتِ القلوبِ نَواهِبا

أَطمَعنَنا منهنّ وصلَ إِياسنا

فَتخالهنّ فَواركاً وَحَبائبا

وَبسمنَ عن بردٍ تحلّ عقوده

مِن أن يصير لهنّ سلك ناقبا

بردٌ يذيبُ ولا يَذوبُ وكلّما

قارنتهُ للّثمِ كنت الذائِبا

كَم قَد نَعمت بهنّ مُختلياً ولم

أَخشى حَسوداً كاشِحاً ومُراقبا

أيّام لم يعبث بنا زمنٌ وَلَم

نَسمع غرابَ البينِ فينا ناعبا

وَذَوائِبي غربيبة أَلوانها

وَرياضُ لهوٍ لَم يزلنَ خَصائبا

أَسفاً لأيّامٍ مَضَت أسفاً لها

ولّى الشبابُ وَما قَضيتُ مَآرِبا

ما إن رجوتُ منَ الزّمانِ مَغانماً

إِلا وقَد فَاجأت خطباً نائبا

ما جادَ فِكري في مَذاهبِ حُكمهِ

مُتصفّحاً إلّا رَأيت عَجائبا

ما شمتُ منهُ مَخايلاً إلّا وَقَد

هَطلت مَواطر ودقهنّ مَصائبا

كَم بارقٍ للظنّ يَبدو صادقاً

وَيلوحُ في عينِ الحَقيقةِ كاذِبا

لا تَأمننَّ الناسَ كَيداً واِحذَرن

ممّن تَراهُ مُسالماً وَمحاربا

وَاِصرف لَهم باب الوبالِ ولا تلن

للناسِ ما دامَت حَياتك جانبا

كم واثقٍ بالناسِ حتّى ما أَتت

نوبُ الزمانِ غَدوا عليهِ نوائِبا

سَلني عنِ الدنيا تَجدني مخبراً

عَنها فَصيحاً في المَقالةِ خاطِبا

عاشرت أحداثَ اللّيالي مثلَ ما

أَحصيتُهنّ مآكلاً ومشاربا

وَضربت في الأرضين حتّى جلت في

أَقطارهنّ مَشارقاً ومَغاربا

وَعددت لِلآنامِ صبراً طائلاً

وَعزيمةً تَمضي وَرأياً صائبا

وَرقيتُ في أفقِ المطالبِ لامساً

مِنها شموساً وُضّحا وَكواكبا

وَعلقتُ بِالزاكي أبي العربِ الّذي

عمّ الأنامَ غوايلاً وَرَغائبا

ملكٌ يَخالُ العدلَ ديناً قيّماً

وَيَرى عَليه الجودَ فَرضاً واجبا

وفتىً مَتى تقصدهُ في طلبِ الغِنى

تَقصِد جواداً لِلمَواهبِ واهبا

تَحظى الملوكُ عُلاه إِذ هيَ قبّلت

مِن راحَتيهِ أَناملاً وَرَواجبا

ما سارَ نَحوَ عُلاه طرسُ كتابه

إِلّا وَقَد هَزم الكتاب كَتائبا

ما في سَماء علاه مرّ مخاطب

إِلّا وَأتبعهُ شِهاباً ثاقبا

كَم سُلّ منهُ على الخطوبِ مهنّد

عَضبٌ وَأَمضى في الخطوبِ مَضاربا

أَسدٌ إِذا ما هزّ ثعلبَ رمحهِ

صارَت لَه أسدُ العرينِ ثَعالبا

تَركَ العدا في الحربِ ميداناً تثي

رُ بِهِ فَوارسه دَماً وغياهِبا

وَدماهم منه ببحرٍ زاخرٍ

لَجب تلاطمَ بِالدروعِ غَوارِبا

بَحراً يموجُ مغافراً وبواتراً

وَلَهاذماً وضَراغماً وَشَوازبا

وَكَساهمُ حللَ النجيعِ فَأَصبَحوا

صَرعى لذؤبانِ الفلاةِ مآدبا

في عارضٍ يذرُ السيوفَ بَوارقاً

وَالنبلَ وبلاً وَالعجاجَ غياهِبا

يا مَن أَقامَ حياً غمائمَ جودهِ

لِلناسِ عَن ودقِ الغَمائمِ نائِبا

اِسمع مقالةَ شاعرٍ أَضحى عَلى

صَرفِ اللّيالي وَالحَوادثِ عاتِبا

وَنَداكَ يصلح بينهنّ وَتينه

فَاصلح خصامهما ندىً وَمَواهِبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة