الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أحلك من أسر الغرام حلاحل

عدد الابيات : 37

طباعة

أحلّك مِن أسرِ الغرام حلاحلُ

وَأتلفَ يوم البينِ عقلك عاقلُ

وَقسّمك التوديع اِثنين واحد

معَ الظاعنِ الغادي وآخر نازلُ

فجسمكَ في تلك المنازل نازلٌ

وقلبكَ في تلك الرواحل راحلُ

تلذّذ في طعمِ الصبابة لذّةً

أَواخرُها محبوبة والأوائلُ

وَلا يشغلنّك اللوم عن لذّة الهوى

منَ اللوم والتعنيف في الناس شاغلُ

فَمَجنون ليلى خامرَ الحبُّ قلبَهُ

مَدى عمرهِ حتّى اِحتوته الجنادلُ

وَعمرو بن عجلان بهندٍ وحبّها

لهُ كانَ مِن شرحِ الأحاديث طائلُ

وَغيلان لم ينفكّ من حبّ ميّةٍ

أسيراً إِلى أَن غال غيلان غائلُ

بِنفسي من ودّعتها ودموعها

عَلى وجنتَيها مسبلات هواطلُ

غَداةَ تجلّت لي وللبين رائح

تُنازعُني روحي جهاراً ونابلُ

تُغالِطُني الشكوى ولِلوجدِ بيننا

مخارج فيما بيننا ومداخلُ

وَأكبادُنا من وجدنا وقلوبنا

مشارب فيها للهوى ومآكلُ

ممنّعة في المحصنات عقيلةٌ

عَدتها بدارات العفافِ عقائلُ

يَجولُ عليها وشحُها فوق خصرها

وفي ساقها أضحت تغضُّ الخلاخلُ

فَلو وشّحت بالحجل والحجل صامتٌ

لعاينتهُ في خصرها وهو حائلُ

يَميسُ بِها في التيهِ قدٌّ كأنّه

إِذا ماسَ غصنُ البانة المتمايلُ

خلونَ لها من مدّة السنّ أربع

فأَحجمَ ثديها وعشر كواملُ

تُصيبُ شغافَ القلبِ منّي بأسهمٍ

إِذا اِنجلت منها العيون النواجلُ

لَها حائلٌ دونَ اللِقا مِن عشيرها

غيورٌ وَمِن كونِ التعفّف حائلُ

وَمستعجمات لا تجيب لسائلٍ

بما رام من أخبارها إذ يُسائلُ

لَها وسط وهي غيرُ أواهل

منازل منها عامرات أواهلُ

سَقاها ملثُّ القطرِ كلّ مجلجلٍ

وَثجّت عليها المعصرات الحواملُ

وَأَلبَسها نوء السماكين حلّةً

فَيشرق بالأزهار منها الحمائلُ

فيصبح منها سَيحها وعرارها

تمجُّ أعاليهِ الندا والأسافلُ

وَأَصبحَ فيها برهةً فكأنّما

بهِ لفلاح راحة وأناملُ

جوادٌ إِذا اِستسقى الظُماة أكفّه

تساجل ودقاً غيثها المتساجلُ

تسحُّ علينا منه في كلِّ غدوةٍ

مخايل ودقٍ تقتفيها مخائلُ

به زانتِ الأيّام وجهاً وأشرقت

بدولته أبكارها والأصائلُ

جَرى حبُّه بالناسِ حتّى تمازجت

عروق الدما منه به والمفاصلُ

وَأَلقوا إِليه مشكلات أمورهم

عَلى أنّه والٍ عليهم وكافلُ

أَلا أيّها الشمس الّذي هو لم يَكن

لَهُ الفلك إلّا النضا والصواهلُ

شَننتَ على أعداكَ شعواءَ بالضحى

تزلزل منها المحكمات المجادلُ

تُثيرُ عليهم عارضاً ما لمزنهِ

سَرى النبل واللدن الذوابل وابلُ

فَجشّمتهم صدرَ الحصان وللّقا

مصادرُ في حيزومه ومناهلُ

فَولّوا وفيهم عامر الرمح نافذٌ

حَيارى وفيهم مضربُ السيفِ شاكلُ

فَأبدلتهم ممّا اِستحقّوا بعاجلٍ

وَما عاجل إلّا ويتلوه آجلُ

وَكانوا يعدّونَ القبور لموتهم

فَماتوا وما الأحداث إلا الحواصلُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة