الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أصم أذنيه ما يبديه عاذله

عدد الابيات : 37

طباعة

أصمَّ أذنيهِ ما يُبديهِ عاذلهُ

وَحالَ عن سمعِ ما يرويه حائلهُ

فَكفكفَ الدمعَ من جفنيهِ فاِنحدرت

وَأسبلت فوقَ خدّيه سوابلهُ

مُسترحمٌ قلبَ خلِّ ليس يرحمهُ

وَواصلٌ حبلَ خلِّ لا يواصلهُ

رضي بحكمِ الهوى قسراً فساغ له

منَ الهوى حقّه منه وباطلهُ

يا عاذليهِ دعوهُ في غوايتهِ

فإنّها علّة ليست تزايلهُ

داءٌ تنزَّل فيه لو يعالجهُ

عيسى ابن مريمة أعياهُ نازلهُ

وَشادن مِن ظباءِ الإنس ما حبلت

إلّا الأسودُ له صيدا حبائلهُ

قبّلتُ مبسمهُ يومَ الرحيل وقد

أَغرى بهِ الدمع لمّا سالَ سائلهُ

يا حبّه حين يَبكي في الوداعِ وقد

تذري الدموع بخدّيهِ أناملهُ

يَفوقُ شمسَ الضحى ما ضمّ برقعه

وَيخجل البدرَ ما ضمّت غلائلهُ

ما حالتِ الوشح في ضمآن ناحلهِ

إلّا شَكى ظمأً للوشح ناحلهُ

وَلا خلاخلهُ في ساقهِ اِندمجت

إلّا شَكت غُصصاً منه خلاخلهُ

يا نفس لا تطمئنّي إن حلا زمنٌ

طمعاً ولا تَيأسي إِن غال غائلهُ

فإنّ للدهرِ حكماً في تقلّبه

يجري على قدرٍ والمرءُ جاهلهُ

فَكَم غدا مُخصب يرعى المحول به

وَكَم ربيع غَدا يرعاهُ ماحلهُ

فليسَ حرمانهُ يبقى لسائلهِ

وَليسَ يبقى من الأيّام نائلهُ

وربّما مرتج من نيلهِ طمعاً

منهُ أصيبَ بما يرجو مقاتلهُ

لا يستقيمُ على حالٍ فكَم نسجت

منهُ بواكرهُ حكماً أصائلهُ

وَكم أَواخره فيما يجيءُ بهِ

قد غيّرت ما قضت فيه أوائلهُ

إنّي ولو أومضت منه البوارقُ ما

رَجوت بَل للصدى منه مخايلهُ

ما لي وللناسِ ما اِستنصرتُ من أحدٍ

إلّا تَعامى وَخانَتني دلائلهُ

وَلا المرء بشّ لي بالودِّ ظاهره

إلّا وباطنهُ تغلي مراجلهُ

وَقَد أرى المجدَ ما في الناس منتسبٌ

إلّا لحمير ماضيه وقابلهُ

متوّج ما مثيل من يماثلهُ

في المكرُماتِ ولا شكلاً يشاكلهُ

ما ظلَّ في غيرِ صدرِ الزحفِ صارمه

وَلا سَطا في سوى الأقران ذابلهُ

قَد أَشغَلته المَعالي حيث قام بها

وَليسَ شيء سواها قطّ شاغلهُ

شمسٌ منَ الفخرِ والإجلالِ ليس له

في جريه فلكٌ إلّا صواهلهُ

وَليثُ حربٍ له تعنو ضراغمهُ

وَليسَ غاباته إلّا عواسلهُ

كَم قادَ مِن جحفلٍ يوم الوغى لجبٍ

في لجّةٍ أَصبحت غرقا جحافلهُ

يوم يسدُّ شعاع الشمس غيهبهُ

إِذا عجاجُ الوغى ثارَت قساطلهُ

يا مَن تفرّد بالفعلِ الحميدِ ومن

عمّت جميعَ الورى طرّاً فضائلهُ

ما القولُ في شاعرٍ في الناس ليس لهُ

شأنٌ سِوى جاهكَ القاضي يحاولهُ

ما في البريّةِ إلّا أنتَ رازقهُ

مِن بعد رازقه الباري وكافلهُ

وَما بهِ في سماءِ المكرُمات سَمت

إلّا بعزّك في العليا منازلهُ

أَهدى لمجدِك درَّ النظمِ متّسعاً

بسيطه باسط فيه وكاملهُ

شعراً إِذا ما شدا في الدسِت طال على

متمِّم وأبي تمَّام قائلهُ

فيه الغرائب من نحوٍ ومن لغةٍ

فعندَ إِنشادهِ سحبان قائلهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة