الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » زر للأحبة أربعا ومعالما

عدد الابيات : 36

طباعة

زُر للأحبّةِ أربعاً ومعالما

واِلثِم بهنّ لهند رسماً راسما

إنَّ الزيارة للديارِ فريضةٌ

أَضحَت عليك فكُن بفرضك قائما

دمنٌ إِذا لاحَت لَنا عَرصاتها

جرتِ الدموعُ من الشؤونِ سَواجما

عفتِ الرياح رسومها فتنكّرت

إلّا ثلاثاً في الرسومِ جَواثما

وَلَقد عهدت منَ الخليطِ بسوحها

بيضاً كأمثالِ الشموسِ نواعما

يفضحنَ أغصانَ الأراكِ معاطفاً

لدناً وأسماط الجمان مباسما

سقيت أبارقها البروق وسفحها

ودقَ السوافحِ والغميم غمائما

وَكَست يدَ الغيثِ المجلجل قطرهُ

بِرُسومها الروض البهيج كمائما

حتّى إِذا باتَ الحيا يَبكي بها

أَضحى بها النوّار يضحكُ باسما

وَسَرى النسيمُ بها وفضّ المسك في

تلكَ الرياض المعجبات لطائما

وأغنّ يَرشُقني بأسهم لحظهِ

فَأظلّ للتعذيبِ منه لازما

حكّمته في مُهجتي حتّى غدا

منهُ عليها بالكآبةِ حاكما

وَأجزت فيما يَرتَضي قتلي له

فغدوت في نفسي بذلكَ آثِما

قمرٌ أطعتُ هواهُ مذ هاويتهُ

متبرّعاً وعصيتُ فيه اللائما

سكنَ الفؤاد ولم يَزل متصعّداً

كالصخرِ فتّت في الديارِ مآكما

سَكَنَ الفؤاد ولم يزل متصعّداً

لي شخصهُ مُتيقّظاً أو نائما

وَحكت ثَنايا ثغرهِ في كشرهِ

أسماط لؤلؤة وفوه الخاتما

وعشيّة ودّعته ودموعه

تذكي منَ الأشواقِ جمراً جاحما

أَشكو ويَشكو ما لقيت وما لقي

وَأذيعُ ما قد كنت قدماً كاتما

نار الجوى والوجد لا أنا سالمٌ

منها ولا هو قطّ منها سالما

حتّى إِذا أزفَ الفراق وصارَ حل

و وَداعنا عند الفراقِ علاقما

صافَحته خدّي بصفحةِ خدّهِ

وَلثمتُ منه واجباً وبراجما

رَعى الشباب فَما ألذّ مشارباً

فينا وأعذب للنفوسِ مَطاعما

وَأَرى بني الأيّام ذاك محارباً

فيما أحاوِله وذاكَ مُسالما

يا مَن أراه لفكره مُستنتجاً

أَبكارَ لفظٍ كالجمانِ كرائما

لا تقصدن إلّا المظفّر مادحاً

إِن أنتَ قرّضت البديهةَ ناظما

ملكٌ سَعى في المَكرُماتِ ولم تمط

أَيدي الولايد بعد عنهُ تمائما

ما اِخضرّ عارض خدِّه إلّا وقد

سادَ الأنامَ أعارباً وأعاجما

ما شامَ مزن نداهُ يوماً شائم

إلّا بواكفه أسرّ الشائما

نَفَدت خزائنه ندىً وسماحةً

منه وما لثمت يداه درهما

يُعطي ويُسرفُ في العطاء ولم يكن

أبداً على فرطِ السماحةِ نادما

وَمَتى ضربت به الخطوب وجدتهُ

في قَطعِها عضبَ المضارب صارما

يا مَن تفرّد في مفاخرهِ ومن

يرجوك حتّى صرن فيه سوائما

أطلقت في روضِ الندى آمال من

مَلأ الزمانَ محامداً ومكارما

وَوهبت في جدبِ الزمان مغانماً

وحملت في هدن الزمانِ مَغارما

وَدعيت كعباً بعد كعبٍ للندى

وَالمكرمات وبعد حاتم حاتما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة