أَعاذِلَتي كفّي فقد سدّه العقلُ

لدَينا وقام الجدّ واِقتعدَ الهزلُ

أَعاذِلَتي غاضَ التجلّد واِنطوى

وَلَم يبقَ ما بيني وما بينه وصلُ

وَمَن لي وإن أَسلو وقد جدّ حادثٌ

تيقّنت أنّي بعده قطّ لا أسلو

أَراني زَماني كلّ ما كانَ خافياً

وَأَنهلني مِن حيثُ لا يعذب النهلُ

وَأَبصَرني ما كانَ تحتَ غطائهِ

فَلاحت ليَ الأسرارُ واِنكشف الجهلُ

سَتَمضي الليالي وليذيقنّ حتفه

مرعرعها والكهل والشيخ والطفلُ

وَلا بدَّ للإنسانِ مِن صعقة بها

تفارقه الإخوان والمال والأهلُ

فبئس بدار سعيها مذ تكوّنت

وديدنُها في أهلها الفتك والخبلُ

فَلَم يَجتمع شملٌ بِها قطّ مرّة

لأصحابها إلّا بها اِفترقَ الشملُ

أَتى نبأٌ كادت تجرّ لسانه

رواس الرواسي أو يميد به السهلُ

وَيا مقلتي لا تَبخلي الآن إنّما

حرامٌ عليك الآن بالأدمع النجلُ

وَجودي على عبد العزيز ونجلهِ

شماس بدمع دون وابلهِ الوبلُ

مليكين من سادات قحطان غودروا

قتيلين في أرضٍ معالمها غفلُ

قتيلينَ في بيدا موحشة الفلا

لأهوالها يستنوق البازل الفحلُ

تمرّ رياحُ الذاريات فينذري

هناكَ على قبريهما الترب والرملُ

فَلم يغن ذاك الليث عن شبله ولا

عَنِ الليثِ أغنى ذلك الجاذر الشبلُ