الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » كلف شجته عشية أوطانه

عدد الابيات : 38

طباعة

كلفُ شجتهُ عشيّةً أوطانهُ

بعدَ الملا وتكاثَرت أشجانهُ

وَتبجّست مِن لحظِه أمواههُ

وَتسعّرت في قلبهِ نيرانهُ

بانَ المطلُّ ببينهِ من بانهِ

فبكى المتيّم حين أَقفرَ بانهُ

ربعٌ إِذا أبصرته وعرفته

أَهدى لمهجتك الجوى عرفانهُ

تُهدي تضوّع شيحه وعراره

منه إِلى كثبانه كثبانهُ

ما صافَحت مرّ النسيمِ رياضه

متولولاً إلّا تعانق بانهُ

أَضحَت لهُ بدَلاً غداة تقوّضَ ال

أحبابُ مِن غزلانهِ غزلانهُ

يا طالَ ما سحبت به أذيالها

وتبرّجت خفراته وقيانهُ

وأغنّ يسحرُني بناظره إذا

ما رامقت وترقرقت أجفانهُ

يتخطّف الألبابَ بالسحرِ الّذي

يوليهِ من لحظاته إنسانهُ

ويهزُّ غصناً في الغلالةِ لم يزل

في خجلةٍ مِن ميسه أغصانهُ

غنجٌ تغاير درعه وقناعه

رهج تشابه كشره وجمانهُ

خمصانُ مهضومُ الحشا كم قد شكا

للوشح من أردافهِ خمصانهُ

جمعت صفات الحسن بستاناً له

فيريكَ بهجةَ حسنه بستانهُ

مال الشبابِ تصرّمت ليلاتهُ

عنّي وودّع صبوتي ريعانهُ

قد كانَ لي فيما أريد مشفّعاً

عندَ الحسان إذا رأت إحسانهُ

وَالمرءُ يمنحهُ السرورَ وضدّهُ

ما دامَ في قيدِ الحياة زمانهُ

والدهرُ يَجري بالعجائب حكمهُ

ويهدُّ صمّ جباله حدثانهُ

كَم مِن مليكٍ حاكمٍ قد غالهُ

بصروفه وهو المعظّم شانهُ

أَودى سليمان النبيّ به وقد

أَودى بسبعةِ أنسر لقمانهُ

وَمضت بعمليق المليك جديسة

غدراً وقام بثأره حسّانهُ

وَمضى بذا يزنٍ إلى كسرى وقد

ترك الجنود وفاتَه غمدانهُ

فَأقامَ كسرى ملكه من بعد ما

ملكته واِحتدقت به سودانهُ

وَلَكم جرى ما لا يقيم جمادهُ

أبداً عليه به ولا حيوانهُ

ومنَ الضلالة مرتجٍ طول البقا

مِن بعد ما أن ودّعت أقرانهُ

يا طالباً بالشعرِ رزقاً إذ به

من كثرةِ الإملاق صاد مكانهُ

إِيّاك تبذل ماءَ وجهك عند من

هو بالندا لم تبد قطّ بنانهُ

وَسلِ المليكَ عرار إحساناً فقد

يُغنيكَ عَن كلّ الورى إحسانهُ

ملكٌ نماهُ إِلى العلا عثمانُه

وَكساهُ سربال الثنا كهلانهُ

تبدي لجودِ جياده أبراجهُ

حسداً وتغبط بيضه تيجانهُ

فَخرت عُمان بهِ إلى أن طاولت

يمناً ومصراً فالعراق عمانهُ

تَغشو لغرّةِ نارهِ ضيفانهُ

وَتسومُ روضَ فضوله جيرانهُ

لَو جدُّه نبهانُ عاينَ مجده

يوماً لطال بمجده نبهانهُ

يَعلو على الشمس المنيرةِ فخرهُ

وَيلوحُ مثل شعاعهِ برهانهُ

يا مَن يُقصّر قيصرٌ عن مجدهِ

وَيدينُ في العليا له خاقانهُ

خُذها إِليكَ غريبة من شاعرٍ

فطن أتى بالمعجزات لسانهُ

أولاهُ باقرهُ العلوم وخصّه

منه الفصاحةَ والذكا سحبانهُ

أهدى إليكَ من الثنا ما لم يكن

يأتي به لبلاله غيلانهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة