الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » هل للنوى ذلك الظبي الأغن سرى

عدد الابيات : 52

طباعة

هَل للنوى ذلكَ الظبيُ الأغنُّ سرى

أَم سارَ هاجرةً أم راحَ أم بكَرا

وَهَل مدامعهُ يومَ النوى سُفحَت

وَهَل تَبرقعَ في التوديعِ أَم سَفَرا

بِهِ تجلّى لنا عندَ الوداعِ وَقَد

تَجلجلَ الدمعُ مِن جفنيهِ واِنحدَرا

كَأنّما دمعهُ في الخدِّ حينَ جرى

ذرّ عَلى ذهبٍ قد لاح مُنتثِرا

يا حبّه حبّه مِن شادنٍ جُمعت

فيهِ صفاتُ الجمالِ الدلِّ وَالخفرا

وَناشد قَد شَدا للوجدِ قَد سكبت

مَدامعي عبراتٍ تمتري قطرا

كَأنّه ناسكٌ في الزهدِ مُنفردٌ

يَتلو الحواميمَ والأعرافَ والزمرا

فَهيَّج الوجدَ لمّا أن سمعتُ له

سجعاً وبتُّ لِعصرٍ كان مدّكرا

عصر بهِ طالَ باعُ الملهيات لنا

مِن حيثُ نرجو وَباعُ البؤسِ قد قَصرا

أيّام حوض الرِضى من هند لم يك في

ما بَيننا أجنى كلّاً ولا كدرا

غيداء كَم سلَبت عَقلي وَكم غَصَبت

روحي وكَم طرفُها في مُهجَتي سَحرا

تَميسُ في بردِها تيهاً فَتحسَبُها

عوداً منَ الخَيزُران اللدنِ إن خَطرا

عَيناء في جنّةٍ مِن روضِ بَهجتها

وَالقلبُ يصلى مدى أيّامهِ سَقرا

غنجاءُ فاترةُ الألحاظِ قَد رسمت

بدائع الحسنِ في ألحاظِها الحَوَرا

يَهنا اِبن نبهانَ إِن اللّه ناصرهُ

َوإنّه في الأعادي أُعطيَ الظَفَرا

وَإنّه نالَ أخذَ الثأرِ مدّركاً

بِدولةٍ حكمها تستخدمُ القَدَرا

جاءَ الهلاليُّ مِن أَقصى الشمالِ إِلى

غمدانَ يقدمُ جيشاً أرعباً مَجرا

وَقال لا أَنتهي عَن حَربكم أبداً

حتّى يردّ حزامٌ بعد ما قهرا

وَدونَ ملكِ حزام في تطلّبهِ

خرط القتادِ ولم بالعاقباتِ دَرى

قَد دبّر الملك الأستاذ هيبته

بتدبيرِ مَن في الأحامي أَرسل النظرا

وفرّقَ الكتبَ مِن بهلا إلى سمدٍ

إِلى دبا آمر بالحربِ مُنتَصِرا

مُضمّناً كلّ طرسٍ كلّ معجزةٍ

تصمّ سمعَ العدا أَو تُذهِبُ البَصَرا

حتّى تَكاملتِ الراياتُ جامعةً

عَساكراً تَجمعُ الأملاكَ وَالوُزَرا

وَقَد تكاثَرَتِ الأنذارُ عنهُ إلى

أَن صدَّقَ الخصمُ لمّا اِستكثَرَ النذَرا

فَحينَ أَيقنَ أنَّ الأمرَ مُشتَكِلٌ

وَإِنّما اللَيثُ في غاباتهِ زَأَرا

فَمالَ نَحو صحار في ممالكهِ

يَرى منَ الأمرِ ما لا كانَ قَبل يَرى

وَأَسعرَ الحرب حتّى بعد جيء بهِ

في الآلة الأسر موثوقاً وقد أسرا

وَاِستفتحت منهُ قسراً ثمَّ قيلَ له

عَفواً لَكَ اليوم إنّ الذنبَ قَد غُفِرا

فَجدّدَ الحربَ مِن بعد الفكاكِ من ال

أسرِ الّذي كان فيهِ الحظّ قَد عَثُرا

فَحلحلَ اليشجبيّ القرم طالبهُ

كتائباً في الوغى يحملنَ أسدَ شَرا

فَاِنهاجَ عنهُ هزيماً والجيوشُ على

آثارهِ في الموامي تتبعُ الأثَرَا

حتّى أَتى مالك الرستاقِ مُلتجئاً

مِن حيثُ لا مَلجأ يوماً وَلا وَزرا

فَظلَّ والحربُ بالرستاقِ قائمةٌ

ما بينَ قصرٍ أو بين السوقِ مُحتضرا

وَاِستفرغَ الجيشَ من خيلٍ ومن رجلٍ

قتلاً وقتل صغير الشرِّ قد كبرا

ومدّ طول الوغى فيه الكماة وقد

تعاضلَ الأمرُ بينَ القومِ واِشتَجَرا

ثمَّ اِنثنى هارباً مِنها إِلى نحلٍ

حتّى اِستدارت برحى الهيجا وقد نصرا

وشبَّ فيها سعيرُ الحربِ ثالثة

حتّى جَرى في وَغاها ما هُناكَ جرى

وَاِستبشروا حينَ نالوا مِن وقائِعِها

قَتلَ الحُسين وقالوا قَد مَضى هَدرا

فَأَصبَحوا مثلَ عادٍ في بَشائرهم

بِالمُزنِ يَرجو مِن نوائهِ المَطرا

وَسارَ مِن بعدُ يَبغي النصرَ مُتّجهاً

نزوى فَحاشت جيوشاً حوله زمرا

فَهزّه عجبهُ مِن حيث ما اِجتَمعوا

عشرينَ ألفاً وَقالوا النصر قَد حَضرا

فَصبّحتهُ جيوشُ اليشجبيّ أبي

سلطانَ يرجى له الحتف الّذي قدرا

فَحينَ خرّ صريعاً في المكرِّ غدوا

مثلَ النعامِ الّذي في البيدِ قد ذعرا

وَقد أَحاطَت بِهم تلكَ الجيوشُ ضحىً

كأنّها البحرُ في تيّارهِ زخرا

وَاِستَسلموا بعدما حمّ الردى فعفا

عَنهم وَعادتهُ يَعفو إِذا اِقتَدرا

يا سائلاً عنه هَذا سرجُ مذهبهِ

فَاِفهَم مقالي وَكُن في ذاك مُختبرا

هَذا الّذي فضلهُ بِالمُعجِزاتِ أَتى

حتّى غَدا خبير الدهرِ منتظرا

هَذا الّذي سَبَق الأجوادَ كلّهم

هَذا الّذي لَم يَدع للناسِ مُفتخرا

يُطيعهُ الفلكُ الدوّار حيثُ جرى

وَيَفعلُ الدهرُ ما قَد شاءَ أو أَمَرا

يا ثالثَ الشمسِ والبدر المنير فهل

مِن رابعٍ بعد في دستِ العُلا ذُكِرا

أَعطاهُ ربُّك مِن فتحِ المدائنِ ما

لَم يُعط قبلُ أَبا بكرٍ ولا عُمَرا

وَاِسل وَدُم واِبق واِفلح يا فلاح مدى ال

أيّام مُلتَحفاً بالحمدِ مُتّزرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة