الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أغيد كانسات أم بدور

عدد الابيات : 41

طباعة

أَغيدٌ كانساتٌ أم بدورُ

تشفُّ بها الهوادجُ والستورُ

بَلى تلكَ الحدوجُ تكنّستها

خرائدُ قاصراتُ الطرفِ حورُ

بدورٌ غير أنّ لها عقوداً

تُصافحها الترائبُ والنحورُ

تَسيرُ منيعةً مِن حيثُ سارت

تحفُّ بِها الأقاربُ والعشيرُ

كأنَّ حدوجَهم وَالآل يجري

بِها سفنٌ تموجُ بها بحورُ

وَكَم من جسرةٍ لمّا تولَوا

بِأَضلاعي يردّدها الزفيرُ

أُديرُ اللحظَ والأحشاء تصلى

لظى وجدٍ يذوبُ لها الصخورُ

أَلا وأَنا الأسيرُ أسير وجدٍ

وَكيفَ تجلّدي وأنا الأسيرُ

عَلى أنّي إِذا ذُكِرَت سعاد

أَكادُ إِلى منازلها أطيرُ

عجبتُ لَها نَأت أرضاً وداراً

وَمسكَنُها منَ القلب الضميرُ

لَقد كَتبت محبّتها بقلبي

ففيه من كتابَتها سطورُ

قَدِ اِمتَلأت رَوادفُها اِرتكاماً

وَدقّت مِن موشَحها الخصورُ

غَزالٌ إِن رعى مرعاه قلب ال

متيّم لا الكتاب ولا البريرُ

وَأَرضٌ قَد قَطَعناها بعيسٍ

تَراءَت كالسهول لها الوعورُ

رَواكعُ في السرى يحملنَ ممّا

تقرّضه بضائع لا تبورُ

إِلى شمسِ العتيكِ إلى فلاح

إِلى ملكٍ يجيرُ ولا يجورُ

مَليك إن توعّد أرض قومٍ

تَكاد قبيل سطوتهِ تمورُ

يُحيط بهِ جلالٌ كانَ يبدو

ضياء من تألّقه ونورُ

تَرى الأفلاكَ في الآفاق فيما

يحاول من مطالبه تدورُ

سَما فَسَمت به حتّى تسامت

مراتب دونها الشِعرى الغيورُ

فَإن تكن الليالي في التقاضي

هي الزبا فهو لها قصيرُ

فَما مِن مدّعٍ علياه إلّا

وَفيما قالهُ كذبٌ وزورُ

فَهَل في الأرضِ مثل البيتِ بيتٌ

يُماثله وَهل كالطورِ طورُ

حَقيقٌ أن يحنّ الجذع شوقاً

إِليهِ أو يكلّمه البعيرُ

أَأفخرُ من علا وتحاسدتهُ

عَلى الإجلالِ سرج أو سريرُ

لَئِن عَظُمت ذنوب في مسيءٍ

فَأَنت لَها وإن عَظُمت غفورُ

وَأَنت أحقّ أن تُرجا وتُخشى

وَيُغفرَ عندكَ الذنبُ الكبيرُ

بَعثتَ إِلى الأعادي كلَّ جيشٍ

يَكادُ بنارِ عزمتهِ يفورُ

بهِ مِن أسد خفّانٍ ليوثٌ

عَلى خيلٍ مسوّمةٍ تغيرُ

تُغيرُ إلى عمات الموتِ حتّى

كأنّ الموتَ مشربه نميرُ

عَليها كلّ سابغةٍ دلاصٍ

تُرفرف مثلما اِصطفق الغديرُ

إِلى مَن دانتِ الأَعدا وأَضحى

برغم فحولهم لهم مبيرُ

فَأَمسَوا في مكرِّ الحربِ صرعا

تنوشهمُ الجوامعُ والنسورُ

تظلُّ الطيرُ تأكلهم وما إن

لهم إلّا حواصلها قبورُ

فَأَنتم خيرُ مَن ركبَ المطايا

وَمَن بُنيت لِملكهم القصورُ

لَكُم في الجاهليّةِ تختَ ملكٍ

وَفي الإسلامِ ما جرت الدهورُ

وَفي الظلماتِ لمّا أَن دخلتم

إِلى الناس جيشكم المجيرُ

بَنيتُم سدّ يأجوج وأوفى

إلى الناس جيشكم المجيرُ

وفي الظلماتِ لمّا أَن دَخَلتم

لَكُم آثارُ أطلالٍ ودورُ

وَفي وادي الرسيل لكم صليت

مَدى الدُنيا بكفّيه يشيرُ

وَملك سبا لَكم قَد كان قدماً

كَذلك وَالخورنقُ والسديرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة