الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » شرع الحب له ما شرعا

عدد الابيات : 39

طباعة

شَرَعَ الحبُّ لَهُ ما شَرَعا

فَبَكى خوفَ النوى واِفتَجعا

وَدَعاهُ الحبُّ جَهراً فَاِنثنى

بِالإِجاباتِ له حينَ دَعا

كَلفٌ رامَ الهوى في مصرع ال

حبِّ منه مصرعه فَاِنصرعا

لَم يَكن منه هواهُ بالّذي

نالهُ مِن سقمهِ مُقتنعا

جَزعته فرقة الحيِّ من ال

وجدِ لمّا أَن تولّوا جزعا

كلّما كفّ لَدى أصحابهِ

دمعهُ مِن مَدمعيهِ اِندَفَعا

ما روي من شربِ كاساتِ الهوى

لا ولا في الطعمِ منهُ شَبِعا

أيُّها العاذلُ يبغي سلوةً

مِن فتىً ثوب التسلّي خَلَعا

لا تَلُمه في هواهُ إنّه

في هواهُ لَم يكُن مُبتدعا

ما لِذاتِ الخالِ منها قطعت

مِن وِصالي حبلَها فَاِنقطعا

ما لها مِن عادةٍ ما اِستَصحبت

عَن محبٍّ قطّ إلّا خَضعا

مَلَكَت سرّي وجهري وفؤا

دي وَعَقلي وَحشاشاتي معا

غادَرت يوم تولّت ونأَت

في الحَشا لَها ربعاً مُرتبعا

ما رَماني طرفُها إلّا وقد

غَصب الروحَ إذاً واِنتَسبا

ما لسقمي مِن طبيبٍ غيرها

لا ولا لي مِن شفيعٍ شَفعا

يا غزالاً راتعاً لكنّهُ

في رياضِ القلبِ منّي رَتَعا

إنّما حبّك أورى في الحَشا

نارَ وجدٍ حرّها قد لذعا

أيُّها الناسُ وريبُ الدهر عن

ثديهِ يعظم مَن قَد رَضعا

مَن لقلبٍ خامَرَته همّةٌ

طَأطَأ النجمُ لها وَاِتّضعا

ما رَأى ما قَد رأى راءٍ وَما

سمعَ السامعُ ما قَد سَمِعا

مارَسَ الأيّامَ تجريباً وفي

سرّها المحجوبِ غيباً وقعا

كَم لَهُ مِن همّة تخطر لو

يَذبل حملها لاِنصَدعا

وأُمور رحمةٍ لو شَرحُها

خُطَّ في وجهِ السما ما وَسِعا

يا مُجدّاً في اِكتسابِ الرزقِ عُج

نَحوَ بهلا ما قد دَنا ما شسعا

وَاِخلَعن مِن حللِ المدحِ على

سائسِ الملكِ فلاحاً خلعا

ملكٌ فَرّق في نيلِ العُلا

وَالثنا مِن مالهِ ما اِجتَمعا

زَرَع الحمد قمليه وقد

يحصدُ الإنسانُ ما قَد زَرَعا

صِل إِليهِ تلقهُ بدرَ هدىً

في البرايا نورهُ قَد سَطَعا

نافعٌ بالصبرِ في الناسِ على

أنّهُ بالضرّ فيهم نَفعا

ردعَ الدهر إِلى طاعاتهِ

فَاِرعوى الدهرُ لهُ وَاِرتَدعا

لَو جبالُ الطورِ يوماً نالَها

بَطشهُ زَعزَعها واِقتَلَعا

جلّ مِن ملكٍ عظيمٍ قدرهُ

في مَعاليهِ عَلا واِرتَفعا

يا أعزَّ الناسِ نفعاً هل ترى

شاعراً غيري إِذا قلت وعا

شاعرٌ أَهدى لكَ المدح وقد

حَفظَ الودّ لَكُم وَرعا

ما رَنا بِالطرفِ إلّا ورأى

منكَ برقاً بالعَطايا لَمَعا

لَم يشم غيث ندىً مِن جودِكم

مُسبلاً إلّا أَتى مُنتَجعا

رَفعت نعماكَ لي ما حادث الد

دهر وَالأيّام منّي شنعا

بكَ نَحسي صارَ سعداً وغَدت

بكَ أيّامي جميعاً جُمَعا

وَاِبقَ محمودَ الأيادي منعماً

ما تغنّى طائرٌ أَو سَجَعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة