الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » ألا عج بالمطي على المقام

عدد الابيات : 41

طباعة

أَلا عُج بِالمطيِّ عَلى المقامِ

وَبثّ بسوحهِ شرح الغرامِ

وَقبّل تربهُ واِسكب رهاماً

عليهِ منَ المدامعِ كالرهامِ

سعاد منهُ بانَت بل حذام

فَسائل عن سعاد وعن حذامِ

بهِ بينَ السلام يلوحُ منه

سماة كالوحيّ على السلامِ

هناكَ لوشمهِ يبدو وشامٌ

لناظرهِ حكى رجع الوشامِ

وَقَد أنسَ النعام بهِ وأضحت

مَعالمهُ مَجالاً للنعامِ

أمنتضد الرخامِ فَما أراني

أَرى سمة عليك سوى الرخامِ

عَليك سلامنا وعلى سعادٍ

وَإِن ضنّت علينا بالسلامِ

فَتاةُ أسقَمتني من سقامي

بِأعينها الصحاح من السقامِ

وَتزعم وَصلها أبداً حراماً

وليسَ دمي عليها بالحرامِ

تلاحظُني وترشُقني سهاماً

فيؤلم مهجتي رشق السهامِ

زمام القلبِ في يدِها فأضحت

تقودُ القلبَ منّي بالزمامِ

حَكى جِسمي هلال النقص لمّا

حَكَت في حسنِها بدرَ التمامِ

فَعام وصلها عندي كيومٍ

وَيوم فراقها عندي كعامِ

إِذا لاثَ اللثام بوجنتيها

رأيت النورَ من تحتِ اللثامِ

تَرى وسطَ الخيام لها شعاعاً

كأنَّ الشمسَ حلّت في الخيامِ

أَضامرةَ الحشا رقّي لصبٍّ

إِلى ماءِ الوصال لديك ظامِ

كئيب ليس يردعهُ ملامٌ

وَإِن نصح الملوّم في الملامِ

أوامي منك فَاِنتفلي برشفٍ

أبلّ ببردهِ وهج الأوامِ

وردّي في المنامِ عليَّ نومي

لعلّي أَن أراك لدى المنامِ

وَذارعةَ الموامى عنتريس

تجوبُ بدرعها عرضَ الموامِ

أَطلت بها المسيرَ إِلى فلاح

سليل المحسن الملك الهمامِ

فلمّا جئتهُ أعلى محلّي

وَأَغناني نداه عن اللئامِ

وَقرّبني بدارٍ منه حتّى

ظننتُ دخلتُ في دار السلامِ

تبسّم برقُ عارضهِ فأضحى

ملجّاً في بكاءٍ واِبتسامِ

وَأسحم كالغمام له غمامٌ

فعقّب فضله فضل الغمامِ

سَما فَوق السما حتّى تساما

وحتّى جلّ جلّ عن المسامِ

كأنّ رجاءَ راجيه سوامٌ

وفيض نداه روض للسوامِ

فَما كعب يماثله نوالاً

وَلا أوس بن حارثة بن لامِ

أباعثها مسوّمة عتاقاً

تدافع بِالكماة إلى الزحامِ

إِذا اِشتدّ اللطام وصار كبش ال

كتائبِ خائضاً بحرَ اللطامِ

وَلاحت كالكواكبِ في الدياجي

واِشتبك اللوامع في القتامِ

وشبّت في الوَغى نار لها في

تغيّظها ضرام كالضرامِ

وَأظلم بالدياجي لي وألقى

ظلاماً حالكاً قبل الظلامِ

فكنتُ على العِدا قدراً متاحاً

تُطالعهم ببأسٍ واِنتقامِ

فلمّا جئتهم ورأوكَ أضحَوا

سكارى ذاهلين بلا مدامِ

أَريتهمُ الحمام فكم حمام

لخوفك قد رأوا قبل الحمامِ

وَكَم زايلت في أعداك هاماً

فأصبحَ هامُهم أفراخ هامِ

إِذا سجدَ الحسامُ هناك أضحت

جباههمُ مساجدَ للحسامِ

لكَ الدنيا أَطاعت واِستقلّت

فَخُذ ما رمتَ منها من مرامِ

وَصار لجامُها بيديك حتّى

قهرت الرأس منها باللجامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة