الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أترى سفينا في البحار سوائرا

عدد الابيات : 33

طباعة

أَتَرى سفيناً في البحارِ سوائراً

يَقطعنَ مِن لججِ البحارِ زَواخِرا

أَم هنَّ في لججِ السرابِ هوادجٌ

مُتضمّنات غزلة وجآذرا

ظَلنا نودّعهم وفيضُ دُموعنا

تُبدي هناكَ منَ القلوبِ سَرائرا

وَمريضةُ الألحاظِ ما نَظرت بها

إلّا وَأَهدت لِلقلوبِ بَواترا

يا حُسنَها يومَ الوداعِ وقَد جرى

ذرُّ الدموعِ بخدِّها متناثرا

ما إِن تَباعَدنا جسوماً مرّةً

إلّا اِلتَقينا أَنفساً وخواطرا

شَمسٌ حَكَت شمسَ الضحى وجهاً وقد

ضاقَت هناكَ خلاخلاً وأساورا

حالَت وشاحاً في موشّحها وقد

ضاقَت هناكَ خلاخلاً وأساورا

عَجباً لِناظرها حساماً في الحشا

ويَلوحُ للأبصارِ لحظاً فاترا

لَحظٌ منَ السحرِ الحرامِ مبرّؤٌ

لكنّهُ في الحسنِ يُدعى ساحرا

وَلربَّما طَرقت وسادي ليلةً

مِن بعد ما غشي الهجوع السامرا

فَعففتُ عَنها شيمةً منّي لَها

ولربّما فيما أحاول ناظرا

فَعَففتُ عنها شيمةً منّي لَها

أحلل هناكَ غلائلاً ومآزرا

إنّي اِمرؤٌ لبسَ العفافَ وَلَم يَزل

ثوبُ التعفّف والتُقى لي ساترا

يا مَعشراً في العيشِ أصبحَ باعهُ

عمّا يريدُ منَ المطالبِ قاصرا

حاوِل منَ الأرزاقِ ما تنفي به

في العيشِ ضنكَ معيشةٍ ومفاقرا

لا تقعدنّ على الضرورةِ والجفا

ليقالَ حرُّ النفسِ أصبحَ صابرا

خلّ الإقامةَ لِلمنازلِ واِرتَحل

عوجاً تنسّب شدقماً أو ذاعرا

تَهوي بِراكبها فتحسبها إذا

مرّت بِراكِبها عقاباً كاسرا

وَإِذا نظمت غرائبَ الأشعارِ لا

تَقصِد بِها إِلّا المتوّج عامرا

وإِذاك أَنتَ أَتيتَ هالة دستهِ

وَرأيته كالبدرِ فيها بادرا

في مجلسٍ يحوي هُماماً أكبراً

في رُتبةِ العليا يسودُ أكابرا

فَاِسجُد لغرّةِ وَجهه فهناك قد

تَلقى أميراً بِالمكارمِ آمرا

وَاِنشد بمفخرة وقلّد مجدهُ

في النظمِ مِن حليِ الثناءِ جواهرا

فَمن السعادةِ أَن يقالَ لشاعرٍ

أَضحى فلان لابن شايق شاعرا

صَمدٌ يبيتُ الليل ناظره على

طلبِ المَعالي والمفاخرِ ساهرا

وَرثَ ابن أحنفَ في الوقار وفي الندا

كعباً وفي العلمِ المجمهرِ باقرا

لَم تعدُ عادية له في معركٍ

إلّا وكانَ لها المهيمن ناصرا

تَهنا عميرٌ أنّ بيت فخارها

أَضحى له المفضالُ عامرُ عامرا

يا مَن علا رُتبَ العلا ومن اِكتسى

برداً يفوقُ محامداً ومفاخرا

ما كانَ رأيك بالعقيمِ إصابة

أَبداً وأمُّ نداكَ لم تكُ عاقرا

عمّت فضائلكَ الخلائل كلّ من

فوقَ البسيطةٍ بادياً أو حاضرا

حتّى دَعاكَ الناسُ عدلاً مُقسطاً

وَدَعاكَ بيت المال فضّاً جابرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة