الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أمن ذكر أطلال ببرقة ثهمد

عدد الابيات : 39

طباعة

أَمِن ذكرِ أطلالٍ ببرقةِ ثهمدِ

شَجاك بكاءُ الصادحِ المتغرّدِ

شَجاك بكاءٌ من حمامٍ بَكى على

قَوامٍ منَ الأغصانِ غير مخضّدِ

شدا ونسيمُ الريحِ يجري فَلم يزل

مَتى تهف بالأغصانِ يشدو وينشدُ

وذكَّرني عصراً ليلاتهُ مَضت

بِعهدٍ هنيِّ العيشِ غير منكّدِ

لَياليَ أغدو في الشبابِ فأَطّبي

بشرخِ شبابي كلّ ألعس أغيدِ

وَإِذ أنا مسموع الإمارة والدعا

لَدى البهكناتِ البيض والدهر مسعدِ

وحظّي مع البيضِ الكواعب أبيضٌ

مُضافٌ إِلى لونٍ من الشعرِ أبيضِ

وَشمسُ نهارٍ تحتَ ليلٍ بدت على

قَضيبٍ رطيبٍ ناعمٍ متأوّدِ

تَعمّدتُها بِالضمِّ ليلة زرتها

فَكان شفاء عند ذاك التعمّدِ

وَقبّلت صدغي رأسها فَتمايَلَت

عَليَّ بجيدٍ باللّجينِ مقلّدِ

وَقَد سَمَحت لي مِن مجاجةِ ريقها

بأعذبَ مِن ماءِ الغمامِ وأبردِ

مُهفهفة غيلاء طاوية الحشا

برود الثنايا بضّة المتجرّدِ

تَلوحُ كمثلِ الشمسِ خلف غمامةٍ

إِذا لاحَ منها الوجهُ من خلف برجدُ

يكلُّ لدى أَلحاظِها السيفُ مضرباً

وَيخجل منها الغصنُ عند التأوّدِ

وَلا عجباً أن ذبت نفساً ومهجةً

بِها وَخلعت الآن ثوب التجلّدِ

وَقَد مضتِ الآلافُ قبلي وإنّني

بهم في ميادينِ الصبابةِ مقتدي

وَلَم أَنسها يَوم النوى حينَ ودّعت

وَداعَ كئيبٍ مشفقٍ متودّدِ

وَمذ أَيقَنَت منّي على كونِ علمها

رَحيلاً لعلمٍ باليقينِ مؤكّدِ

تَداعَت غَراماً بالبكا وتشبّثت

بِقائمِ سَيفي واِحتوت يدها يدي

وَلاذَت بِأعطافي وقَد سالَ دَمعُها

عَلى وردةٍ من خدّها المتورّدِ

وَقالت إِلى أَينَ الرحيلُ فقل لنا

فَديناكَ بالآباء من قبل نقتدِ

فَقلتُ إِلى الزاكي أبي العربِ الفتى

سلالة سلطان ابن مالك مقصدي

جوادٌ يَرى أنّ السماحةَ سنّةٌ

لَهُ لَحقت منه بسنّة أحمدِ

يَعود على وفّاده كلّ سابحٍ

وكلّ أمون الظهر وجناء جلعدِ

همى مزنُ كفّيه بمنبجسِ الندا

فَأيسرَ منهُ كلّ عافٍ ومحتدِ

تَتيهُ به أيّامه وعصورهُ

إِذا ماسَ في بردي ثناءٍ وسؤددِ

تُلاقي فضول البرّ منه إِذا اِبتدى

بِأسمح من كعب الأيادي وأجودِ

وَأشهر من أوسِ بن سعدٍ وخالدٍ

وَأحلم مِن قيسٍ وعمرو بن مزيدِ

فَيا سائلاً عنه فهذي فِعالهُ

مَدى الدهرِ فاِسأل عنه إِن شئت واِزددِ

وَعظّمه تعظيماً تحيط بشأنهِ

إِذا ما تجلّى وهوَ في الدست مبتدي

وَقبّل ترابَ الدستِ واِلثم بساطه

وَطأطئ لهُ بالرأسِ في الدست واِسجدِ

أَيا ملكاً لولاك ما جئت مسرعاً

تروحُ بي الحربُ الأمون وتغتدي

أَلم ترَ أنّي قد أطالت مقامتي

وَسارقت الآن منك أعذبَ موردِ

ولكنّني عهدي بأهلٍ وأفرخٍ

وَحكمُ النوى فيهم يجورُ ويغتدي

فَيا طولَ وَجدي يومَ كنتُ رأيتهم

يَطوفونَ في يوم الوداع بمقعدِ

يَطوفونَ بي خوفَ النوى وجفونهم

تسحُّ بدمعٍ واكف العين منتدِ

فَلَو لم أعلّلهم بذكراك خيفةً

هنالكَ من كثر البكا والتنهّدِ

لَما برحوا يشجون مَن كانَ حولهم

بِصوتٍ شجيٍّ في البكا متردّدِ

فَهبنيَ منكَ الصفحَ علّي إِليهم

أَؤوب بيسرٍ حادثٍ متجدّدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

26

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة