الديوان » العصر العثماني » العُشاري » إن جاك قلبك في غم وفي كدر

إِن جاك قَلبك في غَم وَفي كَدر
وَخفت يا صاح مِن زيغ وَمِن ضَرر
فَقُل إِذا كُنت في بَدو وَفي حَضَر
يا رَب صَل عَلى المُختار مِن مُضَر
وَالأَنبيا وَجَميع الرُسل ما ذكروا
وَاجعلهُ رَبي شَغيعاً في جَماعته
وَكُل مَن نظموا في سلك أمته
وَاجعل سَلامك مَوصولاً بِتربته
وَصل رَب عَلى الهادي وَشيعته
وَصَحبه مِن لطي الدين قَد نشروا
غر الوُجوه بِخَير الرُسل قَد سعدوا
وَقَد وَفوا لإله العَرش ما وَعَدوا
وَكُل مورد حَق فيهِ قَد وردوا
وَجاهدوا مَعهُ في اللَه وَاجتهدوا
وَهاجَروا وَلَهُ أووا وَقَد نصروا
قَوم إِلى حَضرة الرحمن قَد نسبوا
كَرامة وَعَلى الديان قَد حسبوا
بِكل سَهم إِلى العَلياء قَد ضربوا
وَبَينوا الفرض وَالمَسنون وَاعتصبوا
لِلّه وَاعتصموا بِاللَه فَانتَصروا
عصابة حمد الرَحمن مَوقفها
لِذا بِصحبة خَير الخَلق شَرفها
عَلَيهِ صَلى صَلاة مِنهُ ضعفها
أَزكى صَلاة وَأَنماها وَأَشرَفها
يُعطر الكَون ريا نَشرها العطر
مَفتوقة مِن عباب الجود نامية
مَوصوفة بِنعوت الفَضل ضافية
مَنشوقة كَفتيت العطر ذاكية
مَفتوقة بِعَبيق المسك زاكية
مِن طيبها أرج الرضوان يَنتَشر
يُضيء مَرقده الزاكي وَمضجعه
لَها كَبَدر علا في الأَوج مَطلَعه
بِها وَيَعبق مَثواه وَمجمَعه
عد الحَصى وَالثَرى وَالرمل يَتبعه
نجم السَماء وَنَبت الأَرض وَالمدر
وَكُل شم وَلَحظ جال في رَمَق
وَخاطر مر في نَوم وَفي أَرَق
وَسابق جاء يَقفو إثر مُستبق
وَعد ما حَوَت الأَشجار مِن وَرَق
وَكُل حَرف غَدا يُتلى وَيَستطر
وَكُل ما كانَ للأَرواح مِنهُ غدا
وَكُل نَفع بَدا بَينَ الوَرى وَأَذى
وَنابذ بحجار الحَج ما نبذا
وَعد وَزن مَثاقيل الجِبال كَذا
يَتلوه قطر جَميع الماء وَالمَطَر
وَكُل ما حَل في سَهل وَفي جَبَل
وَكُل مَن سارَ في حلي وَفي حلل
وَما تَفَرق مِن غَيث وَمِن بلَل
وَالطَير وَالوَحش وَالأَسماك مَع جَمل
يَتلوهُم الجن وَالأَملاك وَالبَشَر
وَعد كُل تَقي بِالهُدى أخذا
وَمُنقذ مَهاوي السوء قَد نقذا
وَكامل بِزِمام الفَضل قَد جبذا
وَالذر وَالنَمل مَع جَمع الحُبوب كَذا
وَالشعر وَالصوف وَالأَرياش وَالوَبر
ما وابل سح أَو طَل بَدا وَهمى
وَراسم في وجوه الصُحف قَد رَسَما
وَكُل قَطرة بحر قَد طمى وَنَمى
وَما أَحاطَ بِه العلم المُحيط وَما
جَرى بِهِ القَلم المَأمون وَالقَدَر
وَضعف ما نَظَرت عين وَما ذَرَفَت
كَذا الخَواطر إِذ حالَت وَإِذ وَقَفَت
وَكُل غادية في مهمه وَكَفَت
وَعد مِقداره السامي الَّذي شرفت
بِهِ النَبيون وَالأَملاك وَافتخروا
مَوصولة لَم تَزَل تَعلو إِلى الأَبَد
طَويلة الذَيل قَد أَربت عَلى العَدَد
عَد البِحار وَما فيها مِن المدد
وَعد ما كانَ في الأَكوان يا سندي
وَما يَكون إِلى أَن تبعث الصور
ما طالب بِجَمال الحَق قَد ولها
وَحارب بِحطام المُترفين لَها
وَغافل كُلما أَدى الصَلاة سَها
وَعد نعمائك اللاتي مَننت بِها
عَلى الخَلائق مُذ كانُوا وَمُذ حشروا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة