الديوان » العصر العثماني » العُشاري » كف الملام فلست أول عذلي

عدد الابيات : 48

طباعة

كف الملام فَلَست أَول عَذلي

كَم في الفُؤاد صَبابة لا تَنجَلي

أَتلوم من ملك الغَرام فُؤاده

فاذهب فَأَنتَ عَن الغَرام بِمعزل

يا للرجال حمية مِن غادة

ترمي بِأَجفان الغَزال الأَكحَل

نَظَرت فَأَي حشاشة لَم تَنقَطع

وَنَأت فَأَية عبرة لَم تَنزل

مَرض الجُفون وَسقمها قَد حَلَّ بي

في كُلِّ جُزء مِن قِواي وَمفصل

سارَت وَقَد طَلَع الصَباح بِفرقها

متبلجاً عَن لَيل فرع أَليَلِ

وَتَأودت في قامة لَو قابلت

أَمضى العَوامل في الوَغى لَم يعمل

يا ربة الخَد الأَسيل وَتربة ال

خصر النَحيل تَقربي وَتدللي

كَيفَ الوصول إِلى جناك وَدونه

زرق الأَسنة في اللهام الجحفل

فَهبي بِأَني ألتَقيهم مُفردا

بِعَزائِمي العُظمى وَقُوة هَيكلي

فَبِأَي عَقل ألتقيك وَانَّني

إِن شمت وَجهك مُسفِراً لَم أعقل

لَك في الفُؤاد مَكانة مَخصوصة

لَك في القُلوب مَنازل لَم تَنزل

يا نسمة حملت إِلي حَديثها

بُثي أَحاديثي إِلَيها وَاحملي

فَلَنا هُناك مَعاهد لَم نَنسَها

وَلَنا هُناكَ مَعالم لَم تجهل

حَيث الحَبيبة وَالحَبيب كِلاهُما

غُصنان بَينَ مقبل وَمقبل

وَالغُصن غَض وَالزمان مُوافق

وَالجد سام وَالرَقيب بِمَعزل

حَتّى إِذا أَبدى الزَمان ضَبابه

وَتَغولت غيلانه في مَنزِلي

وَبَدَت جَنادعه وَهال كَأنه

جلمود صَخر قَد تَحدر مِن عل

أَضحى يُكلفني بِدَعوة فتية

أَحلى مَذاقهم كَماء الحَنظل

لا در درك يا زَمان فَإِنَّني

عبد لآل مُحَمد وَبَني علي

أَأضام عَبد اللَه دَعوة صارخ

مِن رَيب ذا الزمَن الخؤون وَأَنتَ لي

وَيُصيبني جنف وَأَنتَ وَسيلَتي

وَيحل بي سوء وَبابك موثلي

يا ابن السراة الطائِرين إِلى العُلى

وَالسائِرين إِلى المقام الأَفضل

وابن الثقات القابِضين عَلى التُقى

وَالشارِبين مِن الغَدير الأَول

قَوم لَهُم في المَجد أَرفع رتبة

منصة مِن قَبلهم لَم تَنزل

السادة الشُرَفاء وَالشُم الألى

تعزى أصولهم لِأَكرم مُرسل

وَالقادة الأَنجاب عترة أَحمد

وَبني علي المُرتَضى القرم الوَلي

لَكَ يا ابن فَخر مِنهُم فَخر غَدا

مُتَأَلقا فَوقَ السماك الأَعزَل

علم وَعرفان وَفَضل باهر

وَفَضائل جَلت وَتَفصيل جلي

وَيَد تسح وَلا تشح مَدى المَدى

وَتَطول بِالجود العَميم الأَطول

وَمَحاسن حسنت فَطابَ سَماعها

وَتَسَلسَلَت مثل الشَراب السَلسل

طالَت مَناقبك الحِسان فَأعجَزَت

ذهن الفَصيح المفلق المُتأمل

إِذ أَنتَ مصدر كُل فَضل باهر

وَمَدار كُل حَميدة وَتَفضل

أَصبَحت فَرداً في المَكارم وَاحِداً

تُدعى بِخَير مُعظم وَمبجل

يهنيك أَولاد سَمَت أَقدارهم

وَجَرَت أَياديهم كَسَيل مُرسل

بيض الوُجوه كَريمة أَحسابهم

شم الأُنوف مِن الطِراز الأَول

نَشرت مَفاخرهم عَلى كُل الوَرى

وَبَدَت مَكارِمهُم لِكُل مُؤمل

وَكَفى لَهُم شَرَفاً بِأَنك والد

لَهُم لأنك صاحب الشرَف العلي

لَكُم الحِماية وَالرعاية لِلوَرى

إرثا وأي وراثة لَم تُقبل

وَلَكُم علي مَكارم لَم أَنسَها

لا وَالإله الواحد الفَرد العلي

منن بِها طَوقتموني سابِقاً

في لاحق بَينَ الوَرى لَم تَجهل

وَلَقَد أَقَمت لِوَعدكم مُتَشَوقاً

كَتشوف الصاري لأعذب منهل

لا أَمتري فيما وَعَدت وَلَم أَقُل

طالَ الوُقوف عَلى رُسوم المَنزل

حاشا جَنابك أَن يَقول لِقاصد

فَإِذا تَشاء أَبا مُعاذ فارحل

لكنما الإِنسان خص بِحالة

هلع الفُؤاد وَخيفة المُستعجل

فَمَتى وَجَدت أَبا الكِرام لِحاجَتي

وَقتاً فَبادر بِالقَضاء وَعَجل

إِني اِقتَرَحت لشدتي وَضَرورَتي

لما علمتك في الشَدائد موئلي

لا زلت مَحروس الجَناب مؤملاً

لِلحادِثات وَكُل أَمر معضل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن العُشاري

avatar

العُشاري حساب موثق

العصر العثماني

poet-aloshari@

191

قصيدة

33

متابعين

حسين بن عليّ بن حسن بن محمد العشاري. فقيه أصولي، له شعر. من أهل بغداد. نسبته إلى العشارة (بلدة على الخابور) ولد وتعلم في بغداد. وغلب عليه الفقه حتى كان ...

المزيد عن العُشاري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة