الديوان » لبنان » سليمان البستاني » هذا وأوذس ماض في ضحيته

عدد الابيات : 29

طباعة

هذَا وأُوذِسُ ماضٍ في ضَحِيتَّهِ

الى خَرِيسا وذَاكَ الثَّغرَ مُذ وَصَلا

طوى الشِّراعَ إلى قَعرِ السَّفينةِ وال

حِبالَ حلَّ وحالاً أَنزَلَ الدَّقَلاَ

وقام يَجذِفُ لَلمرفا ويَطرَحُ مِر

ساةً ويُوثِقُ شَدَّ الجُمل مُعتَقِلا

فأَخرَجَ الذِبحَ والحَسناءُ تَتبَعُهُ

إلى مَقضامِ فبُوسٍ فانثنى وتَلا

أَيا خَرِيسُ اَغامَمنُونُ أَرسَلَنِي

لِرَدِّ بِنتكَ واستدراكِ ما حَصلا

لِفيبُسٍ بضحايانا نُقَرِّبُها

جِئنا عَساهُ يُزِيلُ السُّخطَ والعِلَلا

آوى إِليهِ ابنَةً رَقَّت عَواطفُهُ

لها وبَاشرَت الإِغرِيقَةُ العَمَلا

صفَوُّا على المَذَبحِ المُزدَانِ ذِبحَهُمُ

ذَرُّوا الشَّعِيرَ وكُلٌ كَفَّهُ غَسَلا

وَللمَّاءِ خَرِيسٌ مَدَّ في لَهَفٍ

يَدَ الضَّرَاعَةِ يَدعُو الربَّ مُبتَهِلا

يا ربَّ كِلاَّ وَذَا قَوسِ اللُّجَينِ ويا

مولىً بقُوَّتِهِ تِينيذُساً وَصلاَ

وَيا وَلِيَّ خَرِيسٍ قَد أَجَبتَ دُعا

دَعَوتُهُ وَبَلَوتَ القَوم شَرَّ بَلا

أَجِب سُؤالي وَعَن أَبنَاءِ دَانَوُسٍ

أَزِل وَباءً على أَعناقِهِم ثَقُلا

كذَا دَعا وَأَفُلُّونُ استجَابَ وَهُم

دَعَوا وَذَرُّوا شَعِيراً طَاهِراً فَضُلا

والذابِحُ الذِبحَ أَعلى رأسَهُ وكذَا

من بعدِ تَجرِيدِهِ أَفخاذَهُ عَزَلا

بالشَّحم غَشَّى حَوَاشيها وَأَتبَعَهَا

الأَحشاءَ دامِيةً من فَوقِها وَشَلا

فأَضرَمَ الشَّيخُ خُشبَاناً مُقَطَّعَةً

وَالخَمرَ صبَّ عَلَيهَا والصِّلا اشتَعَلا

وَحولَهُبسفَافِيدٍ مُخَمَّسَةٍ

أطرافُهَا فِتيضةُ الإغرِيقِ وَالنُّبَلا

حَتَّى إِذَا ذَابَتِ الافخَاذُ وَاجتَعَلُوا

باقي الحَشا اقتَسَمُوا اللَّحمَ الَّذِي فَضَلا

ثُمَّ اشتَوَوهُ وَهَبُّوا للطَّعامِ وَلَم

يَكُن بِهِم قَطُّ شاكٍ لم يَنَل جُعَلا

لمَّا اكتَفَوا بِكُؤُوسِ الرَّاح طَافِحَةً

دارُوا وَفِتيَتُهُم قَد رَتَّلَت جَذَلا

ظَلُّوا نَهَارَهُمُ يَبغُونَ بالنَّغَمِ ال

شادِي تَقَبُّلَ رَبِّ مِنهُمُ انتَفَلا

وَعَظَّمُوهُ بأَنشادٍ لَهُ نُظِمَت

فَطابَ نضفساً بِطيبِ اللَّحنِ وَاجتَذَلا

والشَّمسُ لمَّا تَوَارت بالغُرُوبِ لدَى

مَرابِطِ الفُلكِ قاموا والظَّلاَمُ عَلا

حَتَّى إِذَا اَبرضزَت وَردِيَّ أَنمُلها

بِنتُ الصَّبَاح وَذَاتُ الفَجر مُنجلا

عادُوا لِقَومِهِمِ وضالرِيحُ مُسعِفَةٌ

لهُم بِفَيضِ إِلاهٍ ذِبحَهُم قَبِلا

هَبُّوا إِلَى نَشرِ مُبيَضّ الشِّرَاعِ على

أَكنَافِ ساريَةٍ ثُمَّ انثنَوا عَجَلا

راحُوا ومَركَبُهُم شَقَّ العُبَابَ على

تلاَطُمِ المَوجِ يَدوِي حَولَهُ قُلَلا

كادُوا يَطِيرُونض حَتَّى قَومَهُم بَلَغُوا

فَلِلرَّصِيفِ استَجَرُّوا لَمَركَبَ العَجِلا

القَوهُ بَينَ عِضَاداتٍ مُثَبَّتَةٍ

وَبَينَ فُلكٍ وضخَيمٍ فُرِّقُوا جُمُلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان البستاني

avatar

سليمان البستاني حساب موثق

لبنان

poet-Suleyman-al-Boustani@

139

قصيدة

86

متابعين

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني. كاتب وزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت. وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى ...

المزيد عن سليمان البستاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة