الديوان » العصر الأندلسي » ابن حزم الأندلسي » أجل هو ريع قد عفته الروامس

عدد الابيات : 43

طباعة

أجل هو ريع قد عفته الروامس

فهل أنت فيه ويب غيرك حابس

لقل له أن تحبس العيس ساعةً

عليك فتبكيك الرسوم الطوامس

على أربع قد كان دهراً بطوله

للهوك فيه مريع ومجالس

عسى يستجيب الربع إذ أنا سائل

وهل ترجع اللفظ الطلول الدوارس

فعجت عليه ناقتي وهو سبسب

سقته وجادته الغمام الرواجس

وقتل ودمعي ساكب متحدر

وإنسان عيني في هواميه غامس

لقد كان عيشي فيك لو دام منقاً

ولكن أبت ذاك الحظوظ الأباخس

ليالي من أهواه يمسي كأنه

من العفر ظبي بالصريمة كانس

وإذ مشلنا باقٍ جميع محسد

ولم تقتطع ذاك الدهور الدهارس

فكان جواب الربع إذ أنا سائل

وهل تفهم القول الربوع الأخارس

كذلك حكم الدهر آب وذاهب

وفي الدهر أصناف مدوس ودابس

فعرجت عنه موجع القلب ثاكلاً

وبين الحشا لذع من الحون ناخس

وفي طي مثني الصفيح على الثرى

للشكل والحسن لابس

غريب صفات الحسن أن تبغ حسنه

فأمنع معدوم هناك المجانس

إذا حد لم تحو الحدود جهاته

وإن قيس يوماً ضل فيه المقايبس

فديناه من ظبي يلوح ضياؤه

على مثله حقاً أصاب المنافس

عجبت لدهر لا يني وهو طالبي

بثأرٍ ولا ينفك دأباً يمارس

إذا ما اصطرعنا فالتداول بيننا

عراك فمنهوس هناك وناهس

فتسع وعشرون أتيحت سهامها

لرأسي فغضت منه فالرأس هارس

كأن بياض الرأس ينفي سواده

صباح تعرى عنه ليل عكامس

فأهلاً بوفد الشيب إذ جاء وافداً

وكنت وقلبي قبل ذا منه واجس

ولما أتى ردت نفوس بغيظها

ولم تنبسط نحوي اللحاظ النواعس

ولم أر مثل الشيب أوفى وفيةً

ليذعره بازي النهار المؤانس

وكنا نجوماً طالعاتٍ مضيئةً

تنير بأدناها الخطوب الخنادس

لقد كان لي في بعض ذلك واعظ

وما اختلستنيه الصروف الخوالس

تناءين عني كالغصون وأعرضت

ضواحك أقمارٍ وهن عوابس

وقد طالما ارتاحت وهزت غصونها

بقربي أحقاف الرمال الأواعس

ظباء إذا قيس الظباء بحسنها

فإن يعافير الظباء خنافس

زمان يسود المرء فيه محقد

ولا كزمانٍ ساد فيه الفلافس

زعيمون أن يقضي لنا دون غيرنا

إذا ازدحمت عند الملوك القلانس

سمونا فما في دهرنا غير حاسد

وطلنا فلم ندرك فما ثم نابس

إذا ما تراميني مفاخر معشر

فأيسر فخري للمفاخر هارس

وإني بعرضي دون ديني متقٍ

وإني بعرضي دون روحي متارس

سما بي ساسان ودارا وبعدهم

قريش العلى أعياصها والعنابس

فما أخرت حرب مراتب سؤددي

ولا قعدت بي عن ذرى المجد فارس

هنالك مجد الدهر طالت فروعه

فهن مواضٍ صعد لا نواكس

ملكنا ملوك الأرض في كل جانب

فحد مناوينا الحدود الأواكس

إذا شبت الحرب العوان فبأسنا

لكل منيع النيل في الناس فراس

أباحوا بيوت النار كل ذخيرةٍ

حمتها شياطين الردى والأبالس

فلما أتى الإسلام بالحق والهدى

أقروا لنورٍ خولته الأحامس

فشدت عرى الإسلام فيهم وعطلت

بأسيافهم للمشاركين مدارس

وأعلن دين اللَه في الأرض بأسهم

وذلت بهم للمسلمين الكنائس

فسائل بسلمانٍ وبالحسن الرضى

وزارا وفيروز هداة أشاوس

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن حزم الأندلسي

avatar

ابن حزم الأندلسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Hazm@

167

قصيدة

2

الاقتباسات

814

متابعين

علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد. عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام. كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم (الحزْمية). ولد بقرطبة. ...

المزيد عن ابن حزم الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة