عدد الابيات : 22

طباعة

تَأَوَّدَتْ كَالغُصُنِ الأمْلَدِ

وَابْتَسَمَتْ عَنْ نَوْرِ ثَغْرٍ نَدِي

وَانْتَقَبَتْ بِالصُّبْحِ لكِنَّها

تَقَنَّعَتْ بِالجِنْدِسِ الأَسْوَدِ

بَيْضاءُ كَحْلاءُ لَها ناظِرٌ

مُنَزَّهٌ عَنْ لَوْثَةِ المِرْوَدِ

مِنْ ثَغْرِها الوَضَّاحِ أَوْ خَدِّها

وَاخَجْلَةَ الجَوْهَرِ وَالعَسْجَدِ

تَرْتَجُّ كَالجَدْوَلِ مِنْ رِقَّةٍ

وَقَلْبُها أَقْسَى مِنَ الجَلْمَدِ

أَصْبَحَ فِيْهَا عاذِليْ عاذِرِيْ

وَمَلَّ مِنْ طُولِ الضَّنَى عُوَّدِي

كَمْ لَيْلَةٍ أَحْيَيْتُهَا كُلَّمَا

قُلْتُ انْتَهَتْ فِي طُولِها تَبْتَدِي

قَالَ دُجاها لَجُفونِي لَقَد

شَغَلْتِ عَنِّي فَرْقَدِي فَارْقُدِي

جارِيَةٌ شَتَّتَ شَمْلِي بِهَا

صَرْفُ الزَّمانِ الجَائِرِ المُعْتَدِي

تَمْلِك رِقَّيْ بِهَواها وَلَوْ

يَشاءُ موسى مَلَكَتْهَا يَدِي

المَلْكُ الأَشْرَفُ شَاهَ ارْمَنٍ

رَبُّ المَعالِي وَالنَّدَى وَالنَّدِي

كَعْبَةُ إِحْسانٍ نَدى كَفِّهِ الْ

بَيْضاءِ مِثْلُ الحَجَرِ الأسْوَدِ

يَزْدَحِمْ النَّاسُ عَلى لَثْمِها

كَالإِبِلِ الهِيْمِ عَلى المَوْرِدِ

بَدَّاهَةٌ بِالجُودِ ما شانَهَا

رَوِيَّةُ التَّقْصِيرِ فِي المَوْعِدِ

الصَّدْرُ يَوْمَ العَدْلِ فِي مَجْلِسٍ

وَالقَلْبُ يَوْمَ القَسْطَلِ الأَرْبَدِ

فَلَيسَ صَدْرُ الدَّسْتِ أَوْلَى بِهِ

مِن ظَهْرِ مَحْبوكِ القَرا أَجْرَدِ

فِي نَغمِ البِيضِ لَهُ شاغِلٌ

عَن نَغَماتِ البِيضِ عَن مَعْبَدِ

لَّما سَقَى السُّمرَ دَماً سَنْبَلَتْ

هاماً بِغَيْرِ السَّيْفِ لَم تُحْصَدِ

بِالرَّأْيِ وَالرَّاياتِ يَغْزُو الْعِدَى

فَهْيَ بِغَيْرِ النَّصْرِ لَمْ تُعْقَدِ

أَنا الَّذِي خَاطِرُهُ جَنَّةٌ

لَكِنَّه نارٌ عَلى المُعْتَدِي

لِيْ ذَهَبُ الشِّعرِ الَّذِي كُلَّما

قُلِّبِ فِي نِيرانِهِمْ يِزْدَدِ

وَلَيْسَ لِيْ فَضْلٌ سِوَى أَنَّنِي

أَنْظِمُ ما موسى بِهِ يَبْتَدِي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن كمال الدين بن النبيه

avatar

كمال الدين بن النبيه حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Kamal-al-Din-bin-Nabih@

99

قصيدة

24

متابعين

علي بن محمد بن الحسن بن يوسف، أبو الحسن، كمال الدين ابن النبيه. شاعر، منشئ، من أهل مصر. مدح الأيوبيين، وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى. ورحل إلى نصيبين، فسكنها ...

المزيد عن كمال الدين بن النبيه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة