الديوان » العراق » إبراهيم الطباطبائي » شدا طير سعدي في الغصون مغردا

عدد الابيات : 37

طباعة

شدا طيرُ سعدي في الغصون مغردا

عشية أوفى الدهر بالعود موعدا

فأصبح مشمولَ الخمائل مربعي

يقبِّل فيه الغيث خدّاً مورّدا

ويا طيبَ نفس المرء والرَبع آهل

وقد كان عريانا يرنّ به الصدى

أبلُّ رداء المجد فيه فيغتدي

دلاصاً برقراق الدموع مزرّدا

لتهنا المعالي في قدوم مهذبٍ

يقرّط أذنيها الجمان المنضدا

فما هو إلا البدر أسفر فانجلت

غياهب تعرو الأفق مثنىً وموحدا

بيوم رقيق البردتين صباحه

أفاض على الدنيا ضياء مجدّدا

أعانق فيه البشر جهراً كأنما

أعانق مصقول الترائب أغيدا

فيا قادماً أقرى القلوب بشاشة

وسرَّ عليّاً والتقيَّ محمدا

همامان جازا في السباق فاحرزا

بسبقيهما في المجد عزّاً موطَّدا

فما منهما الأغياث لصارخٍ

وغيث سحاب يمطر الفضل والندى

فلو مدّ باعاً للريّاسة لانثنت

وسادتُه الجوزاء والبدر مسندا

وما كل من أجرى جواداً لغاية

ينال به عزّاً من الدهر سرمدا

لأنت وإن لم توسع الدهر وثبة

تغادرُ فيها ناظر الدهر أرمدا

لك العلماء الصيد ألقت قيادها

وما برحت تلقي لعلياك مقودا

فقم وتقلد صارم العزم باتكاً

فمثلك أحرى فيه أن يتقلدا

وهزَّ قناةَ الدين معتقلا لها

على ظهر مفتول الأياطل أجردا

ويا رُبّ صلّ ينفث السم مُطرِقا

وليث عرين يرهبُ الدهر ملبدا

لئن قعدت فيه نواهضُ عزمةٍ

فكم قائم يختار في العزّ مقعدا

إذا ما جرى في مُغمض الأمر فكره

وغار بمستنِّ العلوم وأنجدا

توسمت حبراً للأمور مجربا

وشاهدت بحراً بالفضائل مزبدا

ولو نَظرَت في الفضل عين بصيرة

لما أبصرت يوماً على يده يدا

أخو راحة وطفاء منه تهللت

تصوب علىالعافي لجينا وعسجدا

يدٌ تلد الإحسان فذّاً وتوأماً

وتعقبُ بالحسنى طريفاً ومتلدا

فيا ابن الهداة الصيد ما زال منهم

إمام هدىً يهدي الأنام إلى الهدى

فدىً لك نفس لست أملكُ غيرها

وأية نفس لا تكون لك الفدا

صبرتُ على ريب الزمان وإنَّما

لا حمد أبناء ترى الصبر أحمدا

فخذ عضدي واجذب إليك أزمَّتي

وألبسنيَ البردَ الرقيقَ المنضدا

ولولا عليّ بن الرضا الندب ذو العلى

شقيقك ما آنستُ في الدهر مسعدا

أخو الجود من يعطي الجميل موفرا

إذا غيره أعطى قليلاً منكدا

ولو لم يرش مني الجناح بسيبه

لكنتُ كمن يعتاض بالماء جلمدا

فما زال يوليني الرغائب جمة

وما زلتُ أوليه الثناء المخلدا

وليس بمحمود على الشعر ماجدٌ

يرى الشعر نقصاً أو يرى المجد منشدا

ولكن رأيتُ الفضل يُحمد ربه

فأديت فرض الحمد فيه لأحمدا

فكم حسدٍ أرغمتُ فيه أنوفهم

وما زلت طول الدهر أرغم حسَّدا

وما أنا لولا مجده بمحسَّد

ولكنني قد صرت فيه مُحسدا

هو البحر زخّارا هو البدر مشرقاً

هو الغيث هطالا هو الليث ملبدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الطباطبائي

avatar

إبراهيم الطباطبائي حساب موثق

العراق

poet-Ibrahim-Tabatabai@

225

قصيدة

346

متابعين

إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم. شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف. كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره. له (ديوان شعر - ...

المزيد عن إبراهيم الطباطبائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة