الديوان » العصر العباسي » مصطفى البابي الحلبي » قضى عجبا من حاله المتعجب

عدد الابيات : 44

طباعة

قضى عجباً من حاله المتعجب

يجد اشتعالاً رأسه وهو يلعب

أيبغي التصابي بعدما ابيض فوده

فيا للنهى للشيخ بالدف يضرب

ألم يأن ان يقني الحياء مؤنب

بلى آن أن يقني الحياء مؤنب

ومن لم يزع شيب المفارق غيه

فلائمه باللوم أحرى وأنسب

أبن لي على ماذا حصلت من الدنا

فقد ذقت منها ما يمر ويعذب

أكان سوى طيف ملم وعارض

جهام وبرق مخلف النوء خلب

مني أنت في العمياء غاد ورائح

تصعد في بهمائها وتصوب

تبارز بالعصيان من هو قادر

عليك وفي آلائه تتقلب

أحدثت أن المرء في الأرض معجز

لقد كذبتك النفس والنفس تكذب

لقد لذك التسويف في مازق على

شفا حفرة سرعان ما تتصوب

لعمري المنايا إنها لقريبة

على أنها من ساحة الشيب أقرب

وان مراس الموت لا در دره

وإن كان صعباً فالذي بعد أصعب

تقلص ظلم العمر إلا صبابة

الا فانتهبها قبل ما أنت تنهب

وبادر فإن الوقت ضاق على الونا

وصم فسكيت الرهان المذبذب

وخذ للقاء اللَه ما اسطعت أهبة

فإن لقاء اللَه ما عنه مهرب

وإن ضقت ذرعاً من تعاظم ما مضى

فلا تنس عفو اللَه فالعفو أرحب

ولذ بجناب الفاتح الخاتم الذي

به يطمئن الخائف المترقب

هو العاقب الماحي الذي بزغت به

على الكون شمس نورها ليس يغرب

له الشرف الوضاح والرتبة التي

تسنمها لم يدن منها مقرب

نحل له الرسل الكرام حباهم

وان ذكروا فهو العذيق المرجب

إذا الخطب أبدى ناجذيه فناده

تجد خير جار في الملمات يندب

وإن لدغتك الموبقات فداوها

به فهو ترياق السموم المجرب

به تكشف الغما به يقزع الأذى

به الداء يستشفي به الصدع يرأب

إليك رسول اللَه قد جاء ضارعاً

أخو عثرة يرجو الأقالة مذنب

فبابك باب اللَه ما عنه مذهب

وطالبه من غير بابك يحجب

فليس بنا من منحة بتفضل

من اللَه إلا عن مساعيك تجلب

ولا مسنا من محنة أو تمسنا

بكسب يد إلا بيمنك تذهب

أغثني تداركني أجرني فإنني

لفى ان تراخى عنه لطفك يعطب

غريق ذنوب خانه الحول فاغتدى

بملتطم الأمواج يطفو ويرسب

ذنوب تحيل العذر فالخوف غالب

ولكن رجائي في جنابك أغلب

وأبعد شيء ان يضيق برحبها

شفاعتك العظمى بنا فهي أرحب

إذا قمت موعود المقام فإننا

على ثقة ان ليس منا مخيب

ألم يرضك الرحمن في سورة الضحى

وحاشاك أن ترضي وفينا معذب

أترضى مع الجاه الوجيه ضياعنا

ونحن إلى أعتاب بابك ننسب

أترضى مع العرض العريض بأن ترى

مقامك محموداً ونحن نعذب

أتخذل يا حامي الذمار عصابة

بهديك دانت ما لها عنه مذهب

دعوت فلبيناك سمعاً وطاعة

وحاشاك أن ندعوك ثم تخيب

وأن أك قد أدللت فالعذر واضح

إذا كثر الإحسان ساء التأدب

وان لسان المدح فيك لقاصر

وإن أسهب المداح فيك وأطنبوا

ألست فريد الكون فضلاً فمن لنا

بنظم فريد الحسن فيك يرتب

وماذا عسى مثلي يشيد بذكر من

محامده في الذكر تتلى وتكتب

ولكن خمولي حثني أن يكون لي

بمدحك قدح في النباهة يضرب

عليك صلاة اللَه تترى مسلماً

مع الآل والأصحاب ما انهل صيب

صلاة توازي قدر ذاتك رفعة

بتبليغها عني إلى اللَه أرغب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مصطفى البابي الحلبي

avatar

مصطفى البابي الحلبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mustafa-Al-Babi-Al-Halabi@

56

قصيدة

75

متابعين

مصطفى بن عبد الملك (أو عثمان) البابي الحلبي. شاعر من القضاة، نشأ بحلب وولي قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا، فبغداد، فالمدينة المنورة (سنة 1091)، وحج تلك السنة وتوفي بمكة. له ...

المزيد عن مصطفى البابي الحلبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة