الديوان » العصر المملوكي » ابن منير الطرابلسي » بجدك أصحب الجد الحزون

عدد الابيات : 36

طباعة

بِجدّكِ أَصحَب الجدّ الحزون

وَأَطلَعَ فَجرَه الفَتحُ المُبينُ

وَفي كَنَفيكَ سولِمَتِ اللّيالي

وَفارَقَ طَبعَهُ الزَّمَنُ الخَؤُونُ

وَمِنكَ تَعلَّمَ القطع المَواضي

وَقَد زَبَنَت بِهِ الحَربُ الزَّبونُ

وَأَنتَ السَّيفُ لَم تَمسَسهُ نار

وَلا شَحَذَت مَضارِبَهُ القيونُ

تَرَقْرَقُ فَوقَ صَفحَتِهِ الأَماني

وَيَقطر مِن غَراريهِ المَنونُ

وَقَبلَكَ ما سَمِعتُ بِذي فَقارٍ

يُبيرُ الفَقرَ كانَ وَلا يَكونُ

وَلا غَيثٌ سَماوَتهُ سَريرٌ

وَلا لَيثٌ وِسادَتُهُ عَرينُ

وَلا قَمَرٌ لَهُ الهَيجاءُ هالٌ

وَلا تاجٌ لَهُ الدّنيا جَبينُ

جُبِلتَ نَدىً وَعَفواً وَاِنتِقاما

وماءٌ كلُّ مجبولٍ وَطينُ

وَمُلْكُكَ عَمَّمَ الأَقطارَ قطْراً

فَأمرعَتِ الأَواعِثُ وَالحزونُ

تَلَألَأ تَحتَهُ غُررُ اللّيالي

إِذا الأَيّامُ عِندَ سِواكَ جونُ

وَأَنتَ أَقَمتَ لِلجَدوى مَناراً

يُبينُ لِشائِميهِ وَلا يَبينُ

وَعِندَكَ مَشرب النّعمى زلالٌ

إِذا عَبقت مَشارِبها الأجونُ

تَحَكَّمَ في عَطائِك كلُّ عاطٍ

وَقَد شِيدَت مِنَ المَنْعِ الحُصونُ

لَقَد أَشعَرتَ دينَ اللَّهِ عِزّاً

تَتيهُ لَهُ المَشاعِرُ وَالجحونُ

وَقامَ بِنَصرِهِ وَالناسُ فَوضى

قويٌّ منك في الجُلَّى أَمينُ

رَجَعتَ مُلوكَهم وهُم خُيوفٌ

أَسيرٌ في صِفادِكَ أَو كَنينُ

فَبَرنَسْتَ البِرِنسَ لِقاعِ خَسْفٍ

وَجَرّعَ مرُّ جَوْسِكَ جوسلينُ

إِذا ما الفِعلُ عُلَّ تَلاهُ حَذْفٌ

يُتاحُ لِمُنْتَهاهُ أَو سكونُ

غَنوا حَتّى غَزوتَهُمُ فَغنّى الص

صَدى في أَرضِهم حفّ القطينُ

وَكَم عَبَرَ الصّليبُ بِهم صَليبا

فَرَدَّته قَناكَ وَفيهِ لينُ

وَما خَطَرَت بِدارِ الشّركِ إِلّا

هَوى النّاقوسُ وَاِرتَفَع الأذينُ

مَلَأتَ عِظامَ ساحِهُمُ عِظاماً

فَكلّ ملاً لقوكَ بِهِ جرينُ

بِإنَّب في القَنا تجري نجيعاً

كَأَنَّ عُيونَ أَكعُبِها عيونُ

وَبَين حرارِ صَرخَد ذُبْنَ حَرّاً

لَهُ في كُلِّ حَبحَبَةٍ كَمينُ

وَفَيْنَ مِنَ العُرَيْمَة في عرامٍ

لَهُ في جونِها الأَقصى وَجونُ

وَكَم حَرمٍ لِحارِمَ غادَرَتهُ

وَدارَته لِمَنسَفِها درينُ

وفي شَعْراء قُورُس صُغْن شِعْراً

تُدارُ عَلى غِرارَيه اللَّجونُ

وَقائِعُ صِرْنَ في صَنعاءَ طَيراً

يوقعُها عَلى عَدْنٍ عدونُ

نَماكَ أَبٌ إِذا عُدَّ اِنتِساباً

تَراقى مصعداً والنّاس دونُ

شمالاً كان أملاكُ البرايا

وَقَد قيسوا بِهِ وهوَ اليَمينُ

قَضى وَقَضاؤُه في الأرضِ حَتْمٌ

وَطاعَةُ أَهلِها لِبَنيهِ دينُ

لِهذا اليومِ تُنْتَخَب القوافي

وَيذخرُ نَفسه الدُّرُّ المَصُونُ

وَنَحنُ أَحقُّ منك بأَن نُهنّا

إذا قرَّت بِرُؤيَتِكَ العيونُ

سَلِمتَ لَنا فَإِنّا كلُّ صعبٍ

نُوازيه بِأَن تبقى يَهونُ

تُرابِطُنا بِعِقوَتِكَ التّهاني

وَيَغبِطُنا بِدَولَتِكَ القرونُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن منير الطرابلسي

avatar

ابن منير الطرابلسي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-Munir-Trabelsi@

125

قصيدة

23

متابعين

أحمد بن منير بن أحمد، أبو الحسين مهذب الدين. شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام. ولد بها، وسكن دمشق، ومدح السلطان الملك العادل (محمود بن زنكي) بأبلغ قصائده. وكان هجّاءاً ...

المزيد عن ابن منير الطرابلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة