الديوان » العصر الايوبي » الشهاب محمود بن سلمان » إذا البرق من تلقاء كاظمة عنا

عدد الابيات : 50

طباعة

إذا البرق من تلقاء كاظمة عنا

إذاب الحشا وزاد الكرى عنا

وإن لاح من أرجاء مسلع فلا نسل

عهاد الحيا سقي الحيابل سل الجنا

فما أومض البرق اللموع برامة

فأنشأ الأمن مدامعنا المزنا

حسبناه ايماض الثغور على النقا

وليس به لكنه قارب المعنى

وخلناه نار الحي أو نار أهله

وما ذاك إلا عن مساو لذا الآدني

ولكن كتشبيه السماء وزهرها

لناظرها بالزهر والروضة الغنا

وأين الحمى منا ولكت شوقنا

جلاه لنا وهنا ونحن على الدهنا

فهمنا وخلنا كل لمع سنا الحمى

وليس كذا ما كل باسمة لبني

أأحبابنا طال السرى نحو داركم

فطاب ولكن نال فرط الجوى منا

برانا الهوى حتى توهمنا الذي

برانا خيالاً قد سرى في الدجى وهنا

كان على الأكوار أقنان دوحة

يميلها مر الصبا غصنا غصنا

إذا خاف حادينا الكلال حدا بكم

فنستقصر المسري ونستوطي الحزنا

وإن زادت الأخطار في السير نحوكم

فما يرهب المسرى يكون وأن أضنى

متى قال حادينا رويداً فبينكم

وبين الحمى مقدار يومين أو أدنى

وهبنا له شطر الحياة فإن أبى

ولم يرض ما قد وهبنا له زدنا

وقل له ما قد وهبنا فإنه

غدا بالذي أولاه أولى بنامنا

وإن أسفرت عن فوزنا ليلة السرى

ولاحت لنا الأنوار من ذلك المغني

فلم يبق من آمالنا بعد فوزنا

بذلك ما نأسى عليه إذا متنا

وإن بان بانات المصلي واشرقت

قباب قبا والنخل والمسجد الأسنى

أجلت ثرى تلك الربا وجناتنا

عن اللمس بالأيدي فدع أرجل الوجنا

وملنا إلى باب السلام وقد دنا

بلثم ثراه ما رجونا واملنا

وأفحمنا هول المقام فلم نطق

مقالاً فتاب الدمع عنا فما أغنى

فلم نر إلا عبرة حثها جوى

والأيد اضحت على كبد تنثني

هنالك يبدو نور حجرة أحمد

فيذهب عنا بشرها كلما عنا

ويخبو جوى أشواقنا بلقائه

ويبدو لنا من دون قربه أمنا

وفزنا بيوم يفضل العمر منه ساعة

فلله ما أحلاه يوماً وما أهنى

لو أن رشيداً يشتري منه ساعة

بطول حياة الدهر لم يرها غبنا

فمن واقف يثني عليه بجهده

ويعلم أن الأمر غضعاف ما أثنى

ومن شيق يشكو لهيب جوى غدت

أضالعه وجداً على ناره تحنى

ومن خائف وشك النوى مارقت له

سروراً دموع العين حتى خمى حزنا

وشاك من الأوزار يسأل جاهه

وإن كاثرت زلاته أحداً وزنا

فوافاهمو بشر القبول بما رجوا

وزاد ففازوا بالزيادة والحسني

فعادوا بفخر لا يزول جماله

وأبوا بذخر لا يبيد ولا يفني

وبلوا صدى أشواقهم وتحققوا

قبول كريم لم يزل بهم يغني

وآذنهم بشر الرضا بشفاعة

بها فيهم إعطاءء مرسله الأذنا

محمد المبعوث للخلق رحمة

ومنا من البر الرؤوف تلا منا

وهادي الورى والغي قد طبق الربا

فلا علم للرشد يبدو ولا يفني

حباه بقرآن أرانا به الهدى

ففزنا واعياً مثله الأنس والجنا

وحزناً به خير الحياة وإن نمت

عليه ولا خوفاً تراه ولا حزنا

وشاهدنا يوم المعاد وإن نضق

بحجتنا ذرعاً هدانا فلقنا

فلله كم من نور علم وحكمة

علينا به تجلى ونور الهدى يجنى

نكرره حبا ويزداد شوقنا

فمهما تناهينا إلى ختمه عدنا

ونكسو صدور أحرزته لوامعا

تضي أسارير الوجوه بها حسنا

وتقوي به التقوى فلا يخشى به

زوالاً عليها كالجبال ولا وهنا

أمان لنا باق ويمن معجل

فطوبى لنا نلنا به إلا من واليمنا

ونور لنا في ظلمة النور مؤنس

وهاد لنا يوم المعادإذا عدنا

وأنا لنرجو أن تقيم حدوده

فإن نحن وقفنا لذاك فقد فقنا

ونطمع في ألا يفارقنا غدا

كما أنه في يومنا لم يفارقنا

على مرسل وافي به من اله

صلاة على الإيمان أركانها تبنى

تباكره ماذر في الأفق شارق

وتسري مع الليل البهيمإذا جنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشهاب محمود بن سلمان

avatar

الشهاب محمود بن سلمان حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Shehab-Mahmoud-bin-Salman@

85

قصيدة

16

متابعين

محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين. أديب كبير. استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً. ولد بحلب، وولي الإنشاء ...

المزيد عن الشهاب محمود بن سلمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة