الديوان » العصر الايوبي » الشهاب محمود بن سلمان » قد براها جذب البرى والأزمة

عدد الابيات : 43

طباعة

قد براها جذب البرى والأزمة

وثناها طول السرى وهي رمة

وطواها على الطوى قطعها البيد

وإنهاء مهمه بعد مهمه

وكواها حر الهواجر لو لم

تطفه من هو اللقاء بنسمه

وهدادها الجوى وقد جازت الطرق

وساق الثرى الدليل وشمه

فغدت كالقسى ضمراً رمى السير

بمن فوقها إلى البيد سهمه

فاكفاهم سوقها وتأملها

تجدها وهي الفتية همه

طول سير وعرض ففر فان تعنق

بها في المسير فهو التتمه

خلها واشتياقها فهو كاف

همه الشوق لا تقاس بهمه

وأرحها ففي غد توجب الحق

بأوفى عهد وآكد حرمه

فربتنا من الديار فأضحت

ولها عندنا أيادي جمه

أنا آليت أن بلغت بها البيت

لئمت الأخفاف منهن ثمة

فوفت بالذي عليها ومثلي

من وفا بالذي لها وأتمه

حمتنا إلى حمى من غدونا

بهداه بين الورى خير أمه

أشرف العالمين طراً وأوفا

هم بعهد وأوثق الخلق ذمه

خاتم المرسلين أرسله الله

إلى سائر البرية رحمة

كم جلا شرعه ونور هداه

عن قلوب الأنام غماً وغمة

وتولت بنور أيامه الغر

ليالي الضلالة المدلهمة

هو للمرتجين غيث واللاجين

غوث وللأرامل عصمه

أخذ الله عهده في الذي آتى

النبيين من كتاب وحكمه

صاحب المعجزات حن إليه الجزع

شوقاً حتى أتاه وضمه

وكذاك الذراع ناجاه إذا أودع

فيه العدو بالغل سمه

فعفا عن جانبيه صفحاً وابدى

دون ما يوجب العقوبة حلمه

وكذا جاءه عمير عدوا

يبتغي الفتك مضمراً فيه عزمه

فحكى ذلك الذي كان عند الحجر

منه وسام صفوان كتمه

وأراه ما كان يفعل بالسيف

الذي كان قد سقاه وسمه

فانثنى مؤمناً وعادت عليه

نقمة الكفر بالهدى وهي نعمة

وكذا أشبع المنين بأقراص

شعير لجابر مع بهمه

فاكتفوا كلهم وعادوا وما أودوا

بما في تنوره والبرمة

قام بالدين مفرداً لايجابى

لو رآه حيا أباه وأمه

لم يهب في الإنذار أمة كفر

لا ولم يخش من بسؤ أمه

حارب الخلق لا يرجى امرؤ قط

بغير افسلام يوماً سلمه

ثم لما قام الصحاب لديه

كان يلقي بها الأمور المهمة

ليت شعري هل في المسير إليه

قبل موتي قضى الله لي قسمه

فلعلي أتيه في أمر ديني

قاصداً جاهه ففي القصد حرمه

ولعلي ألقاه في موقف الحشر

فلم يبق بي من الذنب وصمه

وبعيد رجاء من كل يوم

يلثم الدهر منه بالضعف ثلمه

ولئن مت قبل هذا فوادي

نحوه حبه وحفظي الختمه

فعسى أن سعدت تشهد لي ثم

إذا لم أطق من الهول كلمه

ووثوقي بعفو ربي وافراً

ري بذنبي وفاقتي للرحمة

ورجائي ما يرتجى مذنب شابت

له في افسلام والدين له

صلوات الإله تهدي إليه

دائمات ما أطلع الليل نجمه

وعلى آله واصحابه الأبرار

هل التقى الهداة الئمة

وتحياته توالي وتتلو

فيه أزكى سلامه واتمه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشهاب محمود بن سلمان

avatar

الشهاب محمود بن سلمان حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Shehab-Mahmoud-bin-Salman@

85

قصيدة

16

متابعين

محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين. أديب كبير. استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً. ولد بحلب، وولي الإنشاء ...

المزيد عن الشهاب محمود بن سلمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة