الديوان » العصر الايوبي » الشهاب محمود بن سلمان » غنى بذكر الحمى فارتاح كل شجى

عدد الابيات : 27

طباعة

غنى بذكر الحمى فارتاح كل شجى

وخاض بالدمع حادي الركب في لجج

واسترخص السيران أدنى تواصله

من الأحبة بالغالي من المهج

ولذ قطع الدجى إذ حار الدليل بهم

بما تلقوه دون الحي من أرج

واستعذب الموت إذ لاحت موارده

في منهل بدنو الدار ممتزج

وطاب كاس سرى دارت بها طرق

ما بين منعطف منها ومنعرج

حتى إذا لاح نور القرب وابتسمت

تلك الثنيات من وجه الحمى البهج

وانحط ركبهم من فوقها فرقوا

بقرب من يمموه أرفع الدرج

ولاحت الحجرة الغراء مشرقة

كالدر ما بين أصداف من السبج

تبدو لوامعها بين الستور لهم

كالشمس تبدو بما في الغيم من فرج

فأي ماء دموع لم يرق قرحا

وأي نار ضلوع ثم لم تهج

واي وجه مصون لم يحط على

بساط ترب بسلك العز منتسج

وكم لسان فصيح كل من دهش

فعاج نحو لسان المدمع اللهج

منازل كان جبريل الأمين بها

يظل وهو لخير العالمين نجى

وأربع غير ما جاء النبي به

في سمع سكانها الأبرار لم يلج

وبقعة جلت الظلماء بهجتها

فنور سكانها يغني عن السرج

يتلون فيها كتاباً جاءه سوراً

من ربه عربياً غير ذي عوج

والناس أضياف من حطوا رحالهم

منه بباب نوال غير مرتج

حيث النوال إذا ما أملوه همي

والعفوان أيئست منه الذنوب رجى

شفيع أمته يوم المعاد إذا

ضاق المجال عليهم جاء بالفرج

وذب غنهم وأغنتهم شفاعته

عند الحساب عن الأعذار والحجج

والناس إذ ذاك في شغل بأنفسهم

كل على غير ما يغنيه لم يعج

هدى ربه سبل الرشاد ولم

يجعل علينا به في الدين من حرج

طوبى لمن كان في تلك الديار له

منزل لم يكن عنه بمنعرج

يحظى بكل نعيم وافر وندا

في ظل ذاك المقام الرحب مندمج

ويجتلي نور أيام اللقاء ولا

يفدي برؤية يوم للنوى سمج

صلاة ربي عليه ما سرى فلك

وما أهلت له الركبان بالحجج

وما بدا وجه بدر التم في غسق

والليل في شفق والصبح في بلج

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشهاب محمود بن سلمان

avatar

الشهاب محمود بن سلمان حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Shehab-Mahmoud-bin-Salman@

85

قصيدة

16

متابعين

محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين. أديب كبير. استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً. ولد بحلب، وولي الإنشاء ...

المزيد عن الشهاب محمود بن سلمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة