الديوان » العصر الايوبي » الشهاب محمود بن سلمان » سل الركب هل مروا بجرعاء مالك

عدد الابيات : 40

طباعة

سل الركب هل مروا بجرعاء مالك

وهل عاينوا قلباً تركت هنالك

فعهدي به يوم الرحيل عن الحمى

وقد ضاع مني بين تلك المسالك

وأحسبه ما بين سلع إلى قبا

اقام وإلا فهو ما بين ذلك

وطوبى له المثوي بتأويل ذوي التقي

ومغني الهدى الساري ومسرى الملائك

مواطن من أسري به الله واهتدى

به كل سار في الوجود وسالك

نبي الهدى هادي الورى معدن التقى

مجير البرايا من مهاوي المهالك

وموصلهم جنات عدن غدوا لها

مع الحوار والولدان فوق الأرائك

محمد المبعوث للخلق رحمة

وما للناس إلا هالك وابن هالك

تداركهم منه الهدى فاهتدى الذي

أجاب ندا ذاك الهدى المتدارك

وصل الذي ألوي عن الرشد والنوى

بليل من الطغيان اسود حالك

بمولده ضاء الوجود واشرقت

ربا الأرض بالوجه الأغر المبارك

وصدت عن السمع الشياطين وانبرت

إليها رجوم من نجوم شوابك

وخصته دون الأنبياء جميعهم

خصائص ما فيها له من مشارك

به طهر البيت المحرم من أذى

طواف العرايا والنساء العوارك

وحطت به الأوثان عنه ونزهت

نواحيه عن تلك الدماء الصوائك

وحجته أقوام أقاموا بشرعه

ونور هداه ماله من مناسك

يلبون شعثاً محرمين كأنما

أتوا من قبور باللوى فالدكادك

عليهم شعار من سكينة دينهم

تعمهم ما بين لاه وناسك

كأنهم في البعث لا فرق فيهم

يرى بين مملوك هناك ومالك

ولا بين باد جاء يسعى وعاكف

ولا بين أرباب الغنى والصعالك

تساووا به في قصدهم وتفاضلوا

بإخلاصهم لا بالغنى والممالك

ولولاه ما طاب السرى نحو طيبة

ولذا الكرى فوق الذرى والحوارك

ولا نازعت أيدي الرقاد جفونهم

فمن آخذ منه وآخر تارك

ولا أدرعوا ثوب الدجى وتوسدوا

وسائد أيدي عيسهم في المبارك

ولا قلدت أجياد كل تنوقة

فرائد سلك الأدمع المتهالك

ولا هجروا برد الظلال وطيبها

وأنباءها هجر الغواني الفواتك

ولا قابلوا حر الهواجر واتقوا

بأوجههم من وجهها كل سالك

ولا حمد الساوي صباح مسيره

وذم سنا يوم الفراق المواشك

وما ذاك إلا أنهم طلبوا العلى

فلذ لهم ورد الردى دون ذلك

ووفوا بلقياه النذور وقبلوا

برؤياه إخفاف المعلي الرواتك

ولولاه ما بيعت وخالقها اشترى

نفوس حماة الدين بين المعارك

ولا غفرت في طاعة الله في الوغى

وجوه كرام تحت وقع السنابك

ولا اشرفت والنصر تجلى نصاله

حوالي العوالي في الخطواب الحوالك

وقالوا لبيض الهند تدمي ثغورها

هلمي فأنا لم نهب وقع نابك

إلى أن أقاموا الدين وابتسمت بهم

نواجذ أفواه المنايا الضواحك

والووا وقد أجنهم ثمر المنى

من النصر قضبان السيوف البواتك

ولولاه لم ندر الضلان من الهدي

وكان لدينا ناسك مثل فاتك

عليه سلام الله ما وفدت إلى

زيارته أيدي الهجان الأوارك

وما رنحت ريح الصبا في ذرى الربا

ملابس من نسج الحيا المتلاحك

وما افتر ثغر النور في نضر الثرى

بمهل أجفان الغوادي السوافك

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشهاب محمود بن سلمان

avatar

الشهاب محمود بن سلمان حساب موثق

العصر الايوبي

poet-Shehab-Mahmoud-bin-Salman@

85

قصيدة

16

متابعين

محمود بن سلمان بن فهد بن محمود الحنبلي الحلبي ثم الدمشقي، أبو الثناء شهاب الدين. أديب كبير. استمر في دواوين الإنشاء بالشام ومصر نحو خمسين عاماً. ولد بحلب، وولي الإنشاء ...

المزيد عن الشهاب محمود بن سلمان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة