خلف الأوجال أودت به المنون
فيا للقوم
هاج البلبال منه جوى يبين
أسرار الكتم
اضحى يختال في حلة تزين
أردان السقم
لكن طرفان فيض الأجفان أفشى
الكتمان فمن للشجى الهيمان
يا من يلحى باك على الطلول
عرس بالربع
واجرح صفحا بدمعك الهمول
فسح الدمع
يشفى به جرحا من قلب ذي عليل
بات في ورع
مذ بان قلب حران
على ما كان فأضلعه نيران
حادي الظعن بساحة العقيق
أنخها على
أشكو بيني وزفرة المشوق
فلتسمع قولي
ذوي غصني وأخلبت بروقي
وارتج من لي
أنا نشوان من الهجران فهل
من عان
متى أغدو بيثرب مقيما
محل الأمن
متى أشدو وقد رأت رسوما
للقبر عيني
لك الحمد ملكتني شميما
فمنه أجنى
في روض دان زهر الإحسان
على ألحان تنتز لها الأكوان
صفو الورد بيثرب المعالي
زحيق سلسال
سؤلى قصدي من ذلك الجمال
منى الآمال
نفسي جدى لرؤية الهلال
فبين الأطلال
بدر مزدان بلا نقصان
له الأظعان تساق على الأجفان
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ...