متى إلينا ترى تؤوب
عن حضرة العز كم تغيب
هل لك في توبة نصيب
يا أيها الغافل المريب
إلى متى للدنا تنيب
نسيت ما كان منك جهلاً
خصبُ لياليك عاد محلا
فعد إلينا ننلك فضلا
أما ترى العمر قد تولى
والرأس يعلو به المشيب
منحت ما شئت من هبات
وأنت في حلبة الجناة
لغفل عن رحلة الممات
والموت حتم لابد آت
وكل آت فهو قريب
عمر تولى بلا متاب
ماذا يكون من الجواب
يوم تنادى إلى الحساب
فلتهجر اللهو والتصابي
علّك يا مذنبا تتوب
من جاءنا مخلصاً نسَعهُ
برحمة ثم لا ندعه
هواك في اللهو لا تطعه
ولازم الباب لا تدعه
فقاصدُ اللَه لا يخيب
بطيب ذكراكمُ التذاذى
ومن يعادني بكم عياذى
أصاب سهم النوى فلاذى
وأنت يا رب يا ملاذى
ما زلت يا موئلى تجيب
عن خطب أمرى أصبحت لاهى
وعن فلاحي أصبحت ساهى
مالي عما اقترفت ناهى
فلتغفر الذنب يا إلهي
فأنت يا ممرضى الطبيبُ
جماح نفسي مع اعتياصي
من كنت أرجو بهم خلاصى
من جرم ذنبي يوم القصاص
قد غيرت حالتي المعاصى
وأضعفت مهجتي الخطوب
رحماك في خطبى الخطير
فمن معين ومن مجيرى
مالى إلاك من نصير
فخلص العبد من أمور
صغيرها دونه الحروب
بقلبي المكمَد المروع
فلترفقوا وارحموا خضوعي
قد إلهبت حسرتي ضلوعي
وأحمد المصطفى شفيعي
بحبه تغفر الذنوب
محمد بن أحمد بن الصباغ الجذامي، أبي عبد الله. شاعر صوفي أندلسي، عاش في الحقبة الأخيرة من دولة الموحدين في المغرب، على زمن الخليفة المرتضى، ولا تذكر المصادر الكثير عنه. ...