الديوان » العصر الاموي » المتوكل الليثي » للغانيات بذي المجاز رسوم

عدد الابيات : 73

طباعة

للغانياتِ بِذي المَجازِ رُسومُ

فَبِبَطنِ مَكّةَ عهدُهنَّ قَديمُ

فَبمَنحر الهَدي المقَلدِ مِن مِنى

جُدَدٌ يلُحنَ كَأَنَّهُنَّ وشومُ

هِجنَ البكاءَ لِصاحِبي فزَجرتُهُ

وَالدَّمعُ مِنه في الرِّداءِ سُجومُ

قال اِنتَظِر نَستَحفِ مَغنَى دِمنَةٍ

أَنَّى اِنتَوَت لِلسائلين رَميمُ

قُلتُ اِنصَرِف إِنَّ السؤالَ لَجاجَةٌ

وَالناسُ منهم جاهِلٌ وَحَليمُ

فَأَبى بِهِ أَن يَستَمِرَّ عَن الهَوى

لِنَجاحِ أَمرٍ لُبُّهُ المَقسومُ

وَالحُبُّ ما لَم تَمضيَن لِسَبيلِهِ

داءٌ تضمَّنَهُ الضُلوعُ مُقيمُ

أَبلِغ رُمَيمَ عَلى التنائي أَنَّني

وصّالُ إِخوان الصَفاءِ صَرومُ

أَرعَى الأمانَة للأمينِ بِحَقِّها

فَيبينُ عَفّاً سِرُّهُ مَكتومُ

وَأَشَدُّ لِلمَولى المُدَفَّعِ رُكنُهُ

شَفَقاً مِن التَعجيزِ وَهوَ مُليمُ

يَنأى بِجانِبه إِذا لَم يفتَقِر

وَعَليَّ لِلخَصمِ الأَلدِّ هَضيمُ

إِنَّ الأَذِلَّةَ وَاللئامَ مَعاشِرٌ

مَولاهُم المُتَهَضّمُ المَظلومُ

وَإِذا أَهنتَ أَخاكَ أَو أَفردتَهُ

عَمداً فَأَنتَ الواهِنُ المَذمومُ

لا تَتَّبِع سُبُلَ السفاهَةِ وَالخَنا

إِنَّ السفيهَ معنَّفٌ مَشتومُ

وَأَقِم لِمَن صافيتَ وَجهاً واحِداً

وَخَليقَةً إِنَّ الكَريمَ قَؤومُ

لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ

عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ

وَإِذا رَأَيتَ المَرءَ يَقفو نَفسَهُ

وَالمُحصَناتِ فَما لِذاكَ حَريمُ

وَمُعيِّري بِالفَقرِ قُلتُ لَهُ اِقتَصِد

إِنّي أَمامَك في الزَمانِ قَديمُ

قَد يُكثِرُ النكس المُقَصِّرِ هَمّهُ

وَيَقِلُّ مالُ المَرء وَهوَ كَريمُ

تَراكُ أَمكنةٍ إِذا لَم أَرضَها

حَمّالُ أَضغانٍ بِهِنَّ غَشومُ

بَل رُبَّ مُعتَرِضٍ رَدَدتُ جِماحَهُ

في رأسِهِ فأقَرَّ وَهوَ لَئيمُ

أَغضى عَلى حَدِّ القَذى إِذ جِئتهُ

وَبأنفِهِ مِمّا أَقولُ وسومُ

أَنضَجتُ كَيَّتُهُ فَظَلَّ منكِّساً

وسطَ النَديِّ كَأَنَّه مأمومُ

متَقَنِّعاً خَزيانَ أَعلى صَوتِه

بَعدَ اللجاجَةِ في الصُراخِ نَئيمُ

أَقصِر فَإِنّي لا يَرومُ عضادتي

يابنَ الجَموحِ مُوَقَّعٌ مَلطومُ

وَإِذا شَرِبتَ الخَمرَ فاِبغِ تَعِلَّةً

غَيري يَئينُ بِها إِلَيكَ نَديمُ

أَنَّى تُحارِبُني وَعودُكَ خِروَعٌ

قَصفٌ وَأَنتَ مِن العَفافِ عَديمُ

ما كانَ ظَهري لِلسّياطِ مظِنَّةً

زَمَناً كأَنّي لِلحُدودِ غَريمُ

قَد كُنتُ قُلتُ وَأَنتَ غَيرُ موفقٍ

ماذا زُوَيملَةُ الضَّلالِ يَرومُ

أَنتَ امرؤٌ ضَيَّعتَ عِرضَكَ جاهِلٌ

وَرَضِيتَ جَهلاً أَن يُقالَ أَثيمُ

إِنّي أَبى ليَ أَن أُقَصِّرَ والِدٌ

شَهمٌ عَلى الأَمرِ القَوي عَزومُ

وَقَصائِدي فَخرٌ وَعِزي قاهِرٌ

مُتَمَنِّعٌ يَعلو الجِبالَ جَسيمُ

وَأَنا امرؤٌ أَصِلُ الخَليلَ وَدونَهُ

شُمُّ الذُّرى وَمَفازَةٌ ديمومُ

وَلَئِن سَئِمتُ وصالَه مادامَ بي

مُتَمَسِّكاً إِنّي إِذَن لَسَؤومُ

لا بَل أُحَيّي بِالكَرامَةِ أَهلَها

وَأذمُّ مَن هوَ في الصَديقِ وَخيمُ

وَبِذاكَ أَوصاني أَبي وَأَنا امرؤٌ

فَرعٌ خزيمةُ معقِلي وَصَميمُ

لا أرفِدُ النُّصحَ امرءاً يَغتَشُّني

حَتّى أَموتَ وَلا أَقولُ حَميمُ

لِمبعِّدٍ قُربي يَمُتُّ بِدونِها

إِنَّ امرءاً حُرِمَ الهُدى مَحرومُ

تَلقى الدَّني يَذُمُّ مَن يَنوي العُلى

جَهلاً ومتنُ قَناتِه مَوصومُ

فِعل المُنافِق ظَلَّ يأبِنُ ذا النُّهى

في دينِهِ وَنِفاقُهُ مَعلومُ

هَذا وَإِمّا أُمسِ رَهنَ مَنيَّةٍ

فَلَقَد لَهَوتُ لَو اَنَّ ذاكَ يَدومُ

بِكَواعِبٍ كالدُرِّ أَخلصَ لَونَها

صَونٌ غُذينَ بِهِ مَعاً وَنَعيمُ

في غَيرِ غِشيانٍ لأمرٍ مَحرَمٍ

وَمَعي أَخٌ لي لِلخَليلِ هَضومُ

وَلَقَد قَطَعتُ الخَرقَ تَحتي جَسرَةٌ

خَطّارَةٌ غِبَّ السُّرى عُلكومُ

مَوّارَةُ الضبعَينِ يَرفَعُ رَحلَها

كَتِدٌ أَشَمُّ وَتامِكٌ مَدمومُ

تَقِصُ الإِكام إِذا عدَت بِملاطِسٍ

سُمرِ المَناسِمِ كلّهنَّ رَثيمُ

مَدفوقَةٌ قُدُماً تَبوَّعُ في السُّرى

أجدٌ مُداخَلَةُ الفَقارِ عَقيمُ

زَيّافَةٌ بمقَذِّها وبليتِها

مِن نَضحِ ذِفراها الكُحَيلُ عصيمُ

وَجناءُ مُجفِرَةٌ كَأَنَّ لُغامَها

قُطنٌ بِأَعلى خَطمِها مَركومُ

أَرمي بِها عُرضَ الفَلاةِ إِذا دَجا

لَيلٌ كَلَونِ الطَّيلسانِ دَهيمُ

تهدي نجايبَ ضُمَّراً وَكَأَنَّما

ضَمِنَ الوَليَّةَ وَالقتودَ ظَليمُ

مُتَواتِراتٍ تَعتلينَ ذواقِنا

فَكأَنَّهُنَّ مِن الكَلالَةِ هِيمُ

وَلَها إِذا الحِرباءُ ظَلَّ كَأَنَّهُ

خَصمٌ يُنازِعُهُ القُضاة خصيمُ

عَنسٌ كَأَنَّ عِظامَها مَوصولَةٌ

بِعِظامِ أُخرى في الزِّمامِ سَعومُ

وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ يَحمِلُ شِكَّتي

طِرفٌ أَجَشُّ إِذا وَنينَ هَزيمُ

رَبِذُ القَوائِمِ حينَ يَندى عِطفُه

وَيَمورُ مِن بعدِ الحَميمِ حَميمُ

يَنفي الجِيادَ إِذا اِصطَكَكنَ بِمأزِم

قَلِقُ الرِّحالَةِ وَالحِزامِ عَذومُ

وَإِذا عَلت مِن بَعدِ وَهدٍ مَرقَباً

عَرضت لَها دَيمومَةٌ وَحُزومُ

يَهدي أَوائِلَها المُوَقَّفُ غُدوَةً

وَيَلوحُ فَوقَ جَبينِه التسويمُ

طالَت قَوائِمُه وَتَمَّ تَليلُه

وَاِبتَزَّ سائِرَ خَلقِه الحَيزومُ

مُسحَنفِرٌ تُذري سَنابِكُه الحَصى

فَكأنَّ تَذراهُ نَوىً مَعجومُ

ذو رَونَقٍ يَذري الحِجارَةَ وَقعُهُ

وَبِهِنَّ للمتوسِّمينَ كُلومُ

فَكأَنَّهُ مِن ظَهرِ غَيبٍ إِذ بَدا

يَمتَلُّ هَيقٌ في السرابِ يَعومُ

هَزِجُ القِيادِ أمرَّ شَزراً هَيكَلٌ

نَزِقٌ عَلى فأسِ اللِّجامِ أزومُ

يَهوي هَويَّ الدلوِ أسلمها العُرى

فَتَصَوَّبت وَرِشاؤُها مَجذومُ

مُتَتابِعٌ كَفِتٌ كَأَنَّ صَهيلَهُ

جَرسٌ تَضَمَّنَ صَوتَهُ الحُلقومُ

صُلبُ النسورِ لَهُ مَعَدٌّ مُجفِرٌ

سَبِطُ الضلوعِ وَكاهِلٌ ملمومُ

مُتَقاذِفٌ في الشَّدِّ حينَ تَهيجُه

كَتقاذُفِ الحِسي الخَسيف طَميمُ

مِن آلِ أَعوَجَ لا ضَعيفٌ مُقصَفٌ

سَغِلٌ وَلا نَكِدُ النباتِ ذَميمُ

سَلِطُ السنابِكِ لا يُوَرِّعُ غَربَهُ

فَأسٌ أُعِدَّ لَهُ مَعاً وَشَكيمُ

شَنِجُ النسا ضافي السَّبيبِ مُقَلِّصٌ

بِكَظامَةِ الثَّغرِ المَخوفِ صَرومُ

يَرمي بِعَينَيهِ الفِجاجَ وَرَبُّهُ

لِلخَوفِ يقعدُ تارَةً وَيَقومُ

كالصَّقرِ أَصبحَ باليَفاعِ وَلَفَّهُ

يَومٌ أَجادَ مِن الرَبيعِ مُغيمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المتوكل الليثي

avatar

المتوكل الليثي حساب موثق

العصر الاموي

poet-AlMutawakil-AlLaithy@

27

قصيدة

2

الاقتباسات

46

متابعين

المتوكل بن عبد الله بن نهشل الليثي. من شعراء (الحماسة) اختار أبو تمام قطعتين من شعره. من إحداهما:( نبني، كما كانت أوائلنا..تبني، ونفعل مثل ما فعلوا) ويقال: إنها لغيره. وذكر ...

المزيد عن المتوكل الليثي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة