الديوان » العصر الأندلسي » ابن خاتمة الأندلسي » أدر كؤوس الرضا نارا على علم

عدد الابيات : 28

طباعة

أدِرْ كؤوسَ الرِّضا ناراً عَلى عَلَمِ

لا خَيْرَ في لَذَّةٍ بتّاً لِمُكتَتمِ

ولْتَجْلُها بنتَ دَنٍّ عُمْرُها عُمُري

تَسْتَدرجُ العَقلَ فِعلَ الشَّيبِ باللَّمَمِ

مَشْمُولَةً نَسجَتْها للشَّمالِ يَدٌ

والطَفتها أكُفُّ اللُّطفِ في القِدَمِ

فَما لَها غيرَ رُوحِ الرُّوحِ من قَدَحٍ

ولا لَها غَيْرُ سِرِّ السِّر مِنْ فَدَمِ

بَيْنا تُرى في أكُفِّ الشَّاربينَ طِلاً

إذْ تَسْتحيلُ شُعاعاً في خُدودِهمِ

كَذاكَ من كَتَمتْ سِرّاً ضَمائِرُهُ

كَساهُ منه رداءٌ غيرُ مُنْكَتِمِ

قُم هاتِها فرياضُ الكونِ قد جُليت

وقامَ للْحُسن ترتيبٌ على قَدمِ

ولاحَتِ الشُّهبُ كالأكواسِ دائِرةً

تُغْريكَ بالسُّكر مِنْ صَهباءِ حُبِّهمِ

وساجَلَتْ أدْمعُ السُّحب الحمامَ بُكاً

عَلى الرِّياضِ فأضْحَى جدَّ مُبْتسِمِ

فَسَلْ أزاهيرَ رَوضِ الحُسن غِبَّ ندىً

هَلْ نَبَّهت وَقعاتُ الطَّلِّ عينَ عَمِ

في كُلِّ حُسنٍ لهُ مَعنىً تشاهدُه

عينُ الصَّفِيِّ وقلبُ الحاضرِ الفَهِمِ

يا لامعَ البَرْقِ بل بالناظرين عَشىً

وهو الصَّباحُ تَفرَّى عن دُجا الظُّلَمِ

أَعِدْ على مُقلتي لَمْحاً يؤنِّقُها

عسَى يَراكَ مُحِبٌّ عن سَناكَ عَمِ

ياواديَ الحَيِّ والأمْواهُ ثاعِبةٌ

واحرَّ قَلْبي لِذاكَ المَوردِ الشَّبمِ

بل هَلْ يُبَلِّغُني وَخْد المَطِيِّ عَلى

شَحْطِ المزارِ إلى رَبْعٍ بذي سَلَمِ

لِمَعْهدٍ طالَما حَلَّ القُلوبُ بهِ

مُخَيِّمينَ وبانُوا عَنْ جُسومِهمِ

لِعُمدةِ الدِّينِ والدُّنْيا وقُطبهما

ومُنْتهى الشَّرَفِ الأصليِّ والكَرمِ

لأَفضلِ النَّاسِ من حافٍ لمُنْتَعِلٍ

وأكرمِ الرُّسلِ من بادٍ لِمُخْتَتِمِ

لأحمدٍ سَيِّدِ الأرسال قاطِبةً

مُحَمَّدٍ خيرِ خَلْقِ اللهِ كُلِّهمِ

يا حاديَ العيس نَحْوَ القومِ مُرتَهناً

يرمي بهِ الشَّوقُ من غَوْرٍ إلى تَهمِ

رفقاً بنا في بقايا أنفُسٍ خَفِيَتْ

عَنِ المَنايا فلم تَمْتز من العَدمِ

لأُلحِفَ الجسمَ ثَوبَ السُّقْمِ مُمْتَهناً

وأذرفَ العَيْنَ صوبَ الأدْمُع السُّجمِ

وأُشربَ الوجدَ قَلبي والجوى كَبدي

والسُّهدَ جَفْني وأنواعَ الشجون دَمي

إن لم أَحُطّ ركابي في أبرِّ ثَرىً

حتَّى أُعفرِّ فيهِ وَجْنَتي وفَمي

ذُلّاً وخَوفاً وإشْفاقاً ومَنْدمَةً

عَلى مساوئَ قد زلَّتْ بها قَدمي

يا طَيْبَةَ الطَّيِّبين اللهَ أنشُدكم

أما سَرَتْ نسمةٌ من جانب العَلَم

عَساكُمُ أنْ تُوالُوها سَلامَكُمُ

حتَّى يَبينَ الرِّضا مِنْها لِمُنْتَسِمِ

وإنْ تَعُدْكُم فَحيُّوها فَعَوْدَتُها

مِنِّي بردِّ سلامٍ غَيْرِ مُنْصَرِمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن خاتمة الأندلسي

avatar

ابن خاتمة الأندلسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Khatma@

226

قصيدة

128

متابعين

حمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن محمد بن خاتمة، أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء. من أهل المريّة (Alme'ria) بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم. ...

المزيد عن ابن خاتمة الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة