الديوان » العصر الأندلسي » ابن فركون » سقى الغيث يوم النوى تربه

عدد الابيات : 34

طباعة

سَقى الغيثُ يومَ النّوى تُرْبَهُ

فقدْ كان يومَ النّدى تِرْبَهُ

وكان حُساماً لحَرْبِ العِدَى

ففلَّتْ أكُفُّ الرّدَى غرْبَهُ

وكان غَماماً يُحيّي الوجودَ

ويُحْيي فقدْ منعَتْ سَكْبَهُ

وكان سماءً لنورِ الهُدَى

فقدْ قلَبَتْ للثّرى قُطْبَهُ

وكان أماناً لمنْ أمَّهُ

فَما بالها رَوَّعَتْ سِرْبَهُ

وكان لقُصّادِهِ موْرِداً

فأمْسى وقد كدّرَتْ شِرْبَهُ

وكان لدولةِ مَولى المُلوكِ

مُعِزّاً تودُّ العُلَى قُرْبَهُ

وكان تهابُ العِدَى بطْشَهُ

فما للّيالي أتَتْ حربَهُ

رَسا علَماً للهُدَى والنّدى

فأضحى وقد زَلْزلَتْ شِعْبَهُ

هَوى نجْمُهُ من سَماءِ العُلَى

مُنيراً فكان الثّرى غرْبَهُ

فلوْ أنصَفَ الأفْقُ منْ بعْدِما

هَوى لمْ يَبتْ مُطْلِعاً شهبَهُ

ولوْ أنصفَ الغيثُ حَيّا حِمَى

فتىً لم يزَل مُرْسِلاً سُحْبَهُ

فَيا لضريحٍ ثوَى عندَهُ

غَداة أناخَ به رَكْبَهُ

هو القبْرُ ضُمِّنَ مَنْ لم يزَلْ

منَ القصرِ لا يرْتَضي رحْبَهُ

أبَعْدَ عليٍّ تَرى الدّهْرَ قدْ

زَها مُظْهِراً في الوَرى عُجْبَهُ

وفَى للّيالي فخانَتْ عُلاهُ

وأعْتَبَها فارتَضَتْ عتْبَهُ

فسَلْ بالحِمى عنْ عليٍّ وقدْ

حَماها لِما اعْتَمدَتْ سَلْبَهُ

وجاءَتْ بكُل أبيِّ القِيادِ

فذلّلَ من عزْمِهِ صَعْبَهُ

وأبْرأَها إذ شكَتْ مُعْضِلاً

من الخَطْبِ والتَمسَتْ طِبَّهُ

هوَ المُلْكُ قد نوّمَتْ جَفْنَهُ

هوَ العزُّ قد قلّبَتْ قلْبَهُ

فهذي الإمارَةُ تُبْدي النّحيبَ

عليْهِ غَداةَ قضَى نحبَهُ

فمِن أعْيُنٍ فقدَتْ حُسْنَهُ

ومِن أضْلُعٍ ضُمِّنَتْ حُبَّهُ

أصِنْوَ الإمامِ الهُمامِ الذي

إذا عنّ أمْرٌ كَفَى خطْبَهُ

لقد نهَبَتْكَ يدُ الموْتِ منْ

حِمَى مَن تَهابُ العِدَى نهْبَهُ

فَما اعْتَمَدَ الصّبْر من بعْدِها

سوى ليُطيعَ بهِ ربَّهُ

سَقاك من الغيْثِ ما قدْ حَكى

ثناؤكَ زَهْرَ الرُبَى غِبَّهُ

فكمْ موْرِدٍ لمْ تزلْ في الجهادِ

تَعافُ علَى ظمأٍ شُرْبَهُ

إلى أن تُبلّغَ دينَ الهُدَى

لدى المُلْتَقى في العِدَى إرْبَهُ

لكَ اللهُ كمْ ذا تلقّيْتَهُمْ

فأيّدْتَ في حرْبِهِمْ حِزْبَهُ

سَلوا جبَلَ الفتْحِ عن فتْحِهِ

وقد أمّل المعتَدي غَصْبَهُ

سَلوا في شُقورَةَ أهلَ الجِهادِ

وقد سَلّ في بابِها عَضْبَهُ

قضَى اللهُ أن نالَ أقصى العُلى

وها هُوَ ذا قدْ قضَى نحبَهُ

ليُسْكِنَهُ جنّةً أُزْلِفَتْ

وأنزَلَ في وصْفِها كُتْبَهُ

فكمْ رَحَماتٍ حمتْ لَحْدَهُ

وكم حسناتٍ محَتْ ذنْبَهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن فركون

avatar

ابن فركون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Farkoun@

190

قصيدة

95

متابعين

بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ...

المزيد عن ابن فركون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة