الديوان » العصر الاموي » القطامي التغلبي » زوروا أمامة طال ذا هجرانا

عدد الابيات : 58

طباعة

زُوروا أُمامَة طالَ ذا هِجرانا

وحقيقةٌ هي أن تُزارَ أَوانا

كيفَ المزارُ ودونَها متمنّعٌ

صَعبٌ يَرِنُّ حِمامُه إرنانا

شَمسٌ يفوزُ بنو الحصينش بِجَنبِها

وتُضيءُ دورُهم لها أحيانا

تَبضَع المجاسِدَ عن صفائحَ فِضةٍ

ذُلقٍ ترى صفحاتِهِنَّ حسانا

وترى النَّعيمَ على مفارِقٍ فاحِمٍ

رَجلٍ تَعُلُّ اصولَه الأدهانا

فكأنما اشتملَ الضجيعُ بريطَةٍ

لا بَل تزيدُ وثارةً ولَيانا

وترى لها بشَراً يعودُ خَلوقُه

بعد الحميمِ خدلّجاً رَيَانا

وكأنَّ طَعمَ مُدامَةٍ عانِيَّةٍ

شَمِلَ الرياقَ وخالَطَ الأسنانا

أَبَت الخروجَ من العراق وليتَها

رَفَعَت لنا بقُطيقطٍ أَظعانا

فَتَحِلُّ حيثُ تقر أعينُنا بها

ونرى أُمامَةَ تارةً وَتَرانا

رَمتِ المقاتلَ من فؤادِك بَعدَما

كانت جنوبُ تُدِينكَ الأديانا

وأرى الغوانيَ إنما هي جِنَّةٌ

شِبهُ الرَياح

وإذا دَعَونَك عَمَّهُنَّ فلا تُجب

فهناك لا تجدُ الصَّفاءَ مكانا

نَسَبٌ يَزيدُك عِندَهُنّ حقارَةً

وعلى ذَوَاتش شبابِهنَّ هَوانا

وإذا حَلَفنَ فَهُنَّ أكثرُ واعدٍ

خُلفاً واكثرُ حالِفٍ أَيمانا

وإذا رَأَينَ من الشَّباب لُدونةً

فعسى حِبالُك أن تكونَ مِتانا

بَل ليتها سُئِلَت جَنوبُ فلم تَقُل

كَذِباً عليَّ ولم تُعَمِّ بَيانا

أخبرتِني وَلقد علمت شَمائلي

أذَرُ الخَنا وأُكارِمُ الأخدانا

وتكون فيَّ على العَدوِّ شكاسَةٌ

وألينُ حينَ أرى أَخاً ليَ لانا

ورقيقةِ الحُجُراتِ باديةِ القَذى

كدَمِ الغزالِ صَبِحتُها نَدمانا

وإذا تُعانِيني الهمومُ قريتُها

سُرُحَ اليَدينِ تُخالسُ الخَطَرانا

حَرجاً كانَّ من الكُحيل صَبابةً

نضَحت مغابنها بها نَضَحانا

تَصِلُ المَخِيلَةَ بالذراعةِ بعدما

جعل الجنادِبُ تَركبُ العِيدانا

وجرى السَّراب على الإكام كانَّه

نسجُ الولائِدِ بينها الكَتّانا

وكأنّ نمرُقتي فويقَ مولَّعٍ

يَرعى الدَّكادِكَ من جَنوبِ قَطانا

بعوازِبِ القَفَراتِ بين شقيقةٍ

وكثيبِها يتنظّرُ الحَدَثانا

لَهَقٌ سَقَته من المحرم ليلةً

هَتَلَت عليه بديمةٍ هَتَلانا

فثنى اكارِعَه وباتَ تجُمُّه

رِهَمٌ تسيلُ تِلاعُه إمعانا

أَرِقاً تضاحكُهُ البروقُ براجفِ

كسنى الحريقِ ولامعٍ لَمَعانا

فغدا صبيحَةَ صَوبها متوجّساً

شَئزَ القيام يُقَضِّبُ الأغصانا

بحضيضِ رابِيةٍ يَهزُّ مُذلّقاً

صَلباً يكونُ له الطِلالُ دِهانا

فترى الحُبابَ كأنما عبثت به

تقفيَّتانِ تُنَظّمانِ جُمانا

فَليَيَنما هو غافِلٌ إذ راعَهُ

يَحمون أرسَلَهُم بنو ذَكوانا

مَعَهُم ضوارٍ مِن سَلوقَ كأنها

حُصنٌ تجول تُجرِّرُ الأَرسانا

فطلبنَهُ شَأواً تخالُ غبارَهُ

وغبارَهُنَّ إذا التَهَبنَ دُخانا

وَهلاً مخافَتُهنَّ ثُمَّتَ رَدَّه

ذِكرُ القتالِ وحينَ آخَرُ حانا

فسما وقامَ يذودُهُنَّ بِمُرهَفٍ

صَلبِ القناةِ كأنّ فيها سِنانا

فإذا خَنَسنَ مضى على مُضوائِهِ

وإذا لَحِقنَ به أصَابَ طِعانا

حَرِجاً وكَرَّكرورَ صاحبِ نَجدَةٍ

خَزِيَ الحرائرَ أن يكونَ جبانا

ويكون حَدُّ سِنانه لأشدِّها

قَرَماً وأكثرِها له غَشيانا

فَحَسَرنَ غيرَ مخدّشاتِ أديمه

وغداً يروحُ ترَوُّحاً عَجلانا

أبَني زُهيرِ لامرىءٍ ذي عِزّةٍ

يتنفسُ الصُعَداءَ حينَ يرانا

وحَسَبتِنا نَزَعُ الكتيبةَ غُدوَةً

فيغيّفون ونرجِعُ السَّرَعانا

وَنحِلُّ كُلَّ حِمىً نُخبَّرُ أنَّهُ

مَنَح البروقَ وما يُحَلُّ حِمانا

وإذا تَسَعسَعَت الحروبُ فمالكٌ

منها المطاعِنُ والأشدُّ سنانا

ونُطيع آمِرَنا ونجعلُ أمرَنا

لذوي جَلادتِنا وحَزمِ قِوانا

وَكَلت فقلت لها النَّجاءَ تناولي

بي حاجَتي وتنكَّبي هَمدانا

وعليكِ اسماءَ بنَ خارجةَ الذي

عَلِمَ الفِعالَ وعَلَّمَ الفِتيانا

فستعلمينَ أصادِقٌ روّادُهُ

عنه وأيُّ فتىً فتى غَطَفانا

قَرماً إذا ابتدرَ الرجالُ عظيمةً

بَدَرَت إليه يمينُهُ الأَيمانا

فاخترتَ أسماءَ الجوادَ فلم تَخِب

يَدُ راغِبٍ عَلِقَت أبا حَسَّانا

نِعمَ الفتى عَمِلَت اليه مَطيّتي

لا نَشتكي جَهدَ السِفارِ كِلانا

إنَّ الأبوَّةَ والدانِ تراهما

مُتقابلَينِ قَسَامياً وهِجانا

فأبٌ يكونُ إِلى القيامة مَجدُهُ

وأبٌ يكونُ على بَنيهِ ضمانا

وَترى الرِفقاَ يوجِّهونَ رِكَابهم

نحو العريضِ مَنادِحاً وخُوانا

يَلِجونَ من ابوابِ دَارَةِ ماجدٍ

لَيست تَهِرُّ كلابُه الضيفانا

وتراه يَفخَرُ أَن تَحِلَّ بيوتُه

بمحلة الزمنِ القصير عينانا

غَطَفان سيِّدُهم أبوك وخيرُهم

ولدوك حين تذكروا الإحسانا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن القطامي التغلبي

avatar

القطامي التغلبي حساب موثق

العصر الاموي

poet-Al-Qatami-Al-Taghlibi@

47

قصيدة

45

متابعين

عمير بن شييم بن عمرو بن عباد، من بني جشم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي. شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام ...

المزيد عن القطامي التغلبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة