الديوان » العصر الأندلسي » ابن السيد البطليوسي » فؤادي قريح قد جفاه اصطباره

عدد الابيات : 27

طباعة

فؤادي قريحٌ قد جفاه اصطباره

ودمعي أبت إلا انسكابا غزاره

يسر الفتى بالعيش وهو مبيده

ويغتر بالدنيا وما هي داره

وفي عبر الأيام للمرء واعظ

إذا صح فيها فكره واعتباره

فلا تحسبن يا غافل الدهر صامتا

فأفصح شيءٍ ليله ونهاره

أصخ لمناجاة الزمان فأنه

سيغينك عن جهر المقال سراره

إدار على الماضين كأسا فكلهم

أبيحت مغانيه وأقوت دياره

ولم يحمهم من أن يسقوا بكأسهم

تناوش أطراف القنا واشتجاره

وغالت أبا عبد المليك صروفه

وقد كان دهراً لا يباح ذماره

فأصبح مجفوا وقد كان واصلاً

وأمسى قصيا وهو دانٍ مزاره

ولم أنس إذ أودى الحمام بنفسه

فلم يبق إلا فعله وادكاره

إذا رقات عيني استهلت شؤونها

لمأتم حزن قد أرن صواره

تجاوب هذي تلك عند بكائها

كترجيع شول حين حنت عشاره

كأن لم يكن كالمزن يرهب صعقه

عدو ويرجى في المحول انهماره

أما وعلي مروان أن مصابة

أثار أسىً تذكى على القلب ناره

فلا شرب إلا قد تكدر صفوه

ولا نوم إلا قد تجافى غيراره

فأي حيا للفضل أجلى غمامه

ونظمٍ من العلياء حان انتشاره

خوى المجد من مروان وانهد طوده

وجد بمجد المرمات عثاره

وما خلت أن الصبح يشرق بعده

لعينٍ وإن الروض يبقى اخضراره

فيا طود عز زلزل الأرض هده

وبدر علا راع الأنام انكداره

هنيئاً للحد ضم شلوك أن غدا

عميد الندى والمجد فيه قراره

ولم أر درّاً قطُّ أصدافه الثرى

ولا بدر تمٍّ في التراب مغاره

عزاءً بني عبد العزيز وإن خلا

من المجد مغناه وهد مناره

ففيكم لهذا الصدع آسٍ وجابرٌ

وإن كان صعباً أسوه وانجباره

لكم شرف أرسى قواعد بيته

أبو بكر الساري إليكم نجاره

أجل وزير عطر الأرض ذكره

واخجل زهر النيرات فخاره

فلو كان للعلياء جيدٌ ومعصم

لأصبح منكم عقده وسواره

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن السيد البطليوسي

avatar

ابن السيد البطليوسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Bin-Al-Sayed-Al-Bateousi@

50

قصيدة

1

الاقتباسات

70

متابعين

عبد الله بن محمد بن السيد، أبو محمد. من العلماء باللغة والأدب، ولد ونشأ في بطليوس (Badajoz) في الأندلس، وانتقل إلى بلنسية فسكنها، وتوفي بها. له: (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، ...

المزيد عن ابن السيد البطليوسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة