الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » بين اللوى وحزيز الأجرع العقد

عدد الابيات : 27

طباعة

بَينَ اللَوى وَحَزِيزِ الأَجرَعِ العَقِدِ

مَنازِلٌ أَخلَقَتها جِدّةُ الأَبَدِ

كَأَنَّها بَعدَ ما مُحّت مَعالِمُها

مامُحَّ لِلبَينِ مِن صَبري وَمِن جَلَدي

مَنازِلٌ طالَما طَلَّت عَقائِلها

دَماً جُباراً بِلا عَقلٍ وَلا قَوَدِ

مِن كُلِّ مَكحولَةِ العَينَينِ ما اكتَحَلَت

بِإِثمِدِ الحَضرِ بَل عُلَّت مِن الثَمَدِ

تَأَوَّدَت فَاِكتَسَت حُسناً وَأَحسَنُ ما

تَأَوَّدَ الفَنَنُ العالي مِنَ الأَوَدِ

ظَبيٌ تَعَوَّدَ قَتلَ الإِنسِ وَاعَجَباً

أَن يَقتُلَ الإِنسَ ظَبيٌ مِن بَني أَسَدِ

يا صاحِبيَّ سَقى رَبعاً بِكاظِمَةٍ

مَثَجِّجٌ مِن حَيِيِّ العارِضِ البَرِدِ

أَو يَكتَسي كُلُّ قُردُودٍ بِجَلهَتِه

ثَوباً مِنَ النَورِ لا ثَوباً مِنَ القَرَدِ

فَرُبَّ ساحِبَةِ الأَذيالِ خاطِرَةٍ

قَبلَ السَحابِ بِذاكَ السَفحِ وَالسَنَدِ

عُجنا عَلَيهِ المَطايا عَوجَةً قَدَحَت

نارَ الصَبابَةِ في قَلبٍ وَفي كَبِدِ

وَبَلدَةٍ كَسَراةِ الظَبي عارِيَةٍ

ذَعَرتُ غِيلانَها بِالعِرمِسِ الأُجُدِ

وَقُلتُ لِلرَّكبِ وَالأَنضاءُ لاغِيَةٌ

قَد بَلَّ أَكوارَها الإِنجادُ بِالنَجَدِ

خَلُّوا الثِمادَ فَإِنّي وارِدٌ بِكُمُ

بَحراً مِنَ الجُودِ طامي المَوجِ بِالزَبَدِ

وَقاصِدٌ خَيرَ مَقصودٍ وَمُنتَجِعٌ

ريفَ العَزيزَينِ مِن قَيسٍ وَمِن أُدَدِ

مُعِزَّ دَولَةِ عَدنانٍ وَأَيَّ فَتىً

فيهِ غَرائِبُ فَضلٍ لَيسَ في أَحَدِ

حامي الحَقيقَةِ في عِرنِينِهِ شَمَمٌ

وَنَخوَةُ اللَيثِ لا تَخلُو مِنَ العَنَدِ

مِن مَعشَرٍ أَصبَحَت غُراً مَناقِبُهُم

مِثلَ الكَواكِبِ لا يُدرَكنَ بِالعَدَدِ

بَنَوا لَنا بَيتَ عِزٍّ صَيَّروا عَمَداً

لَهُ الرِماحَ فَأَغنَوهُ عَنِ العَمَدِ

أَبناءُ مِرداسِ خَيرُ الناسِ ما وَعَدُوا

وَعداً فَأَبطاكَ وَعدَ اليَومِ خُلفُ غَدِ

تَوارَثُوا الفَخرَ فَالماضي إِذا مُنِيَت

لَهُ المَنِيَّةُ خَلىَّ الفَخرَ لِلوَلَدِ

لا خَلقَ أَكرَمُ مِنهُم حينَ تَقصِدُهُم

وَلا أَشَدُّ مِراساً بِالقَنا القُصُدِ

أَحلاسُ حَربٍ فَما يُربى صَغيرِهُمُ

إِلّا عَلى نَوفِ الضامِرِ العَنِدِ

إِنّي سُرِرتُ وَمِمّا سَرَّني لَكُمُ

مَوتُ الحَسُودِ بِما يَلقى مِن الكَمَدِ

عادُوا إلى خَير ما اِعتادُوا فَإِن سُئِلُوا

جادُوا وَذادُوا عَنِ الأَعراضِ بِالصَّفَدِ

تَمَلَّكُوا الرَقَّةَ البَيضاءَ وَاِنتَقَلوا

بِالعِزِّ مِن بَلَدٍ رَغدٍ إِلى بَلَدِ

مِثلُ السَحائِبِ ساقَ اللَهُ رَيِّقَها

إِلى ثَرىً لَم تَبِت مِنهُ عَلى خَلَدِ

إِن كُنتُ حُرّاً فَحَمدي دائِمٌ لَهُمُ

فَرضٌ عَلَيَّ كَحَمدِ الواحِدِ الصَمَدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

19

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة