الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » أبى القلب إلا أن يهيم بها وجدا

عدد الابيات : 35

طباعة

أَبى القَلبُ إِلّا أَن يَهِيمَ بِها وَجداً

وَيُذكِرَنِيها وَهيَ ساكِنَةٌ نَجدا

رِياحِيَّةٌ أَهدى مَعَ الرِيحِ نَشرُها

إِلَيَّ مِنَ الأَنفاسِ أَطيَبَ ما يُهدى

وَأَرَّجَ غِيطانَ الفَلا فَكَأَنَّما

يَسُوفُ الَّذي يَسري بِأَرجائِها نَدّا

ولَمّا اِعتَنَقَنا لِلوَداعِ وَقَلبُها

وَقَلبِي يَفيِضانِ الصَبابَةَ وَالوَجدا

بَكَت لُؤلُؤاً رَطباً فَفاضَت مَدامِعِي

عَقيقاً فَصارَ الكُلُّ في نَحرِها عِقدا

أَنا كِثَةً عَهدِي لَكِ اللَهُ حِلفَةً

مَدى الدَهرِ إِنّي لانَكَثتُ لَكُم عَهدا

وَلا حُلتُ عَن حِفظِ المَوَدَّةِ في الهَوى

وَإن كُنتُمُ لا تَحفَظُونَ لَنا وُدّا

لَعَمرِي وَما عَمرِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ

وَإِن لَم أَجِد لِي مِن تَحِيَّتِكُم بُدّا

لَقَد كُنتُ جَلداً قَبلَ أَن تَشحَطَ النَوى

فَأَمّا وَقَد فارَقتُكُم لَم أَعُد جَلدا

إِذا هَبَّتِ النَكباءُ بَينِي وَبَينَكُم

وَجَدتُ لَها مِنكُم عَلى كَبِدِي بَردا

خَلِيلَيَّ إِنَّ الحُبَّ أَوَّلَ مَرَّةٍ

مِزاحٌ وَيَغدُو بَعدَ ذَلِكُمُ جِدّا

وَإِنَّ هَوى البِيضِ الكَواعِبِ كَاسمِهِ

هَوانٌ يَرى فيهِ الفَتى غَيَّهُ رُشدا

أَلا أَيُّها الغادِي عَلى شَدَنِيَّةٍ

يَقُدُّ بِها أَجوازَ عَرضِ الفَلا قَدّا

أَلِكنِي إِلى عِيسى الفِزارِي رِسالَةً

جَعَلتُ بِها قَولِي عَلى قَولِهِ رَدّا

وَقُل أَيُّها الشَيخُ الَّذي ضَلَّ سَعيُهُ

فَأَصبَحَ لا مالاً يُفيدُ وَلا حَمدا

تُهَدِّدُنِي فِيما زَعَمتَ بِحَيَّةٍ

إِذا نَهَشَت لَم تُبقِ لَحماً وَلا جِلدا

وَحَيُّكَ ما يُخشى فَما بالُ حَيَّةٍ

نَحُطُّ عَلى يافُوخِها حَجَراً صَلدا

وَنَترُكُها مَعضُوضَةَ الوَجهِ بُرهَةً

مِنَ الدَهرِ لا سَمّاً بِفِيها وَلا شَهدا

وَلَو كُنتَ ذا لُبٍّ لَما كُنتَ طالِباً

لَكَ الوَيلُ عَفواً ثُمَّ أَتبَعتَهُ وَعدا

وَأَيُّ قَبِيحٍ في سُلالَةِ صالِحٍ

فَيَحذَرَ بَرقاً مِن وَعِيدِكَ أَو رَعدا

وَهُم في غِنىً عَن كُلِّ قَولٍ تَقُولُهُ

وَأَنتَ فَمُحتاجٌ إِلى فَضلِهِم جِدّا

وَإِنَّ لَنا سَيفاً مِنَ العِزِّ إِن نَشَأ

ضَرَبنا بِهِ صَفحاً كَما قُلتَ أَو حَدّا

وَإِن شِئتَ قُرباً مِن بِنانا فَإِنَّنا

لَعَمرُكَ غَرٌّ لا تَعافُ لَنا وِردا

وَإِن شِئتَ بُعداً مِن نَدانا وَفَضلِنا

فَزادَكَ رَبُّ العَرشِ مِن فَضلِنا بُعدا

فَنَحنُ ذَوُ الفَضلِ الَّذي لَم تُصِب لَنا

بَنُو آدَمٍ فِيهِ نَظيراً وَلا نِدّا

وَأَوصافُنا مِثلُ النُجومِ كَثِيرَةٌ

إِذا عُدِّدَت لَم يُحصِ خَلقٌ لَها عَدّا

نَجُودُ بِما نَحوي مِنَ المالِ وَاللُها

وَنُعطِي الأَغَرَّ الزَولَ وَالأَجرَدَ النَهدَا

وَنَقرِي الهُمومَ الطارِقاتِ عَزائِماً

تُهَدُّ الجِبالُ الراسِياتُ بِها هَدّا

وَإِن نابَنا خَطبٌ مِنَ الدَهرِ لَم تَجِد

بَني صالِحٍ إِلّا غَطارِفَةً لُدّا

يَشِيمُونَ قَبلَ المُرهَفاتِ صَوارِماً

مِنَ البَأسِ بِيضاً لا تَكِلُّ وَلا تَصدا

إِذا اِنتُجِعُوا كانُوا غُيُوثاً مِنَ النَدى

وَإشن غَضِبُوا كانُوا إِذا غَضِبوا أُسدا

يَحُلُّونَ في العَلياءِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ

إِذا الناسُ حَلُّوا مِن مَعالِيهِمِ الوَهدا

أَما وَالقِلاصِ البُدنِ في كُلِّ فَدفَدٍ

تُكابِدُهُ حَثّاً وَتقطَعُهُ وَخدا

إِلى آلِ مِرداسٍ لِكُلِّ سَمَيدَعٍ

نَجِيبٍ تُرَجّي مِن مَكارِمِهِم رِفدا

لَقَد سَبَقُوا بِالفَخرِ قَيساً وَعامِراً

وَطَيّا وَسادُوا مِنهُمُ الشِيبَ وَالمُردا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

19

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة