الديوان » العصر العثماني » ابن الطيب الشرقي » يا رب يا رب إني مسني الضرر

عدد الابيات : 22

طباعة

يا رَبِّ يا رَبِّ إِنِّي مَسَّني الضَّرَرُ

وَحارَبَتني كُرُوبٌ دونها الظُّرَرُ

عَدَت عَوادي زماني غيرَ وانيَةٍ

علَيَّ حتى اعتَرَتني الكُرَبُ الكُبَرُ

وذاكَ من شُؤمِ ما قَدَّمَتُ من عَملٍ

إذ ليس لي عمَلٌ ترضاهُ يُذَّخَرُ

وغيرُ بِدعٍ إذا ما مِحَنٌ نَزَلَت

بعبدِ سوءٍ مُسيءٍ ليس يأتَمِرُ

وإنا مِحَنٌ أرجو بها منَحاً

من فضلكَ الوافرِ الوافي وأنتظِرُ

يا ربِّ أثقَلَتِ الأوزارُ ناصيتي

وليس لي مزكأ يرجى ولا وَزَرٌ

يا ربِّ أقوى قُواي الذنبُ مُقتَفِرا

مَفاقري وأنا رُحماك أقتَفِرُ

يا ربِّ بالَغتُ في العصيان وانتشرت

منّي المعاصي ومنكَ العفوُ مُنتشِرُ

يا ربِّ ما لي شفيعٌ أرتجيه سوى

مولىً شفاعتُهُ كَنزٌ ومُذَّخَرُ

محمدٍ أحمدَ المحمودِ من حُمِدَت

منه السرائرُ والأسرارُ والسِيَرُ

وسار للعرش والكُرسي وقتَ سَرى

وفاز من ربه بالرؤية النظرُ

وحازَ ما لم يَحُزهُ في الورى مَلَكٌ

ولا مليكٌ ولا جِنٌّ ولا بَشَرُ

وحازَ ما لم يحُزهُ قبله أحدٌ

وقابلته التهاني ثمَّ والبُشَرُ

وخُصَّ من ربه بالمُعجزاتِ فكم

لديه من مُعجزاتٍ ليس تَنحصرُ

غمامةُ الأفقِ يا ما ظلّلته وقد

رُدَّت له شمسُهُ وشُقِّقَ القَمَرُ

ومُعجزُ الذكر كم من مصقَعٍ لسِنٍ

قد رامهُ فرماهُ العِيُّ والحَصَرُ

والضب كلمّه والجِذعُ حنَّ لهُ

وكم أجابت دعاءَ المصطفى الشجَرُ

والظبِيُّ وافه يشكو والبعيرُ وكم

عليه سلمتِ الجدرانُ والحجرُ

في كفه سبحت صُمُّ الحصاةِ وكم

منها زُلالُ معينٍ صار يَنفَجِرُ

والعينُ أعذبَها بريقه وَسَخاً

بها وعاودها من أجلهِ البَصَرُ

وكم وكم راحةٍ نيلت براحتهِ

وراح عن ذي السقامِ السُقمُ والضَررُ

والعنكبوتُ حَمَته والحمامُ غدت

تحومُ حول حمى غارٍ به وغَروا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الطيب الشرقي

avatar

ابن الطيب الشرقي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ibn-al-Tayyib-al-Sharqi@

106

قصيدة

23

متابعين

محمد بن الطيب محمد بن محمد بن محمد الشرقي الفاسي المالكي، أبو عبد الله. نزيل المدينة المنورة، محدّث، علامة باللغة والأدب. مولده بفاس، ووفاته بالمدينة، وهو شيخ الزبيدي صاحب تاج ...

المزيد عن ابن الطيب الشرقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة