لا أحد يعرف الحجر مثلي .
بذرته في أجنـة الجبل ، و ربيت فيه وردة المعادن
فشب مثل طفلٍ يمشي وتبعت خطاه.
صمته قلب يصغي، وعزلته أبجدية تعلم الكلام .
صقيل يشف عن الكنز ، وينبثق في كتبٍ وفي مرايا ،
أقرأ فيه زجاج الجنة وتعويذة العشق .
يتصاعد خفيفاً ، ويمنح الريح صداقة الكتابة ،
مثلي .
متوحد ، ويؤنس الغريب،
ماؤه يقظة الأوج ،
يحرس نوم الشجر ، ويحنو .
له في كل منحدرٍ بريد يغسله الثلج
و يأخذ من البحر رسًالة الموج .
عينان تنضحان بالولع وطفولة الغريب ،
طريد مثل نمرٍ ، يتأرجح في شباكٍ تتدلى حولي.
يسمع النبض في الوريد ،
يشف و يشبق و يشطح ويهذي ،
مثلي .
يعرف السر و الفضيحة موغل في القرائن ،
تأخذ منه الوردة أسبابها ويرصد الجبل
في حال الوجد والتلاشي .
مثلي ،
أسماؤه في المعادن و ذريعة العدو
مثلي ،
عاشق يذوب ، ماءوه القلق وجنة الفقد.
يكابد الحب ، مشحوذاً بالسفر وشهوة الغياب،
مثلي .
وحده يعرف تاريخ خطاي وأخطائًي و يغفر و ينسى
مثلي .
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...