للنهايات مذاقُ القمر البُنيّ، طعمُ الكلماتْ
عندما تحفرُ في الروحِ مجاريها.. وتنشفْ
ولها صوتُ أبينا في السموات، وإصغاءُ حصاةْ
لوصايا الملحِ. مُتْ يا حُبُّ مُتْ فينا، لنعرف
أنَّنا كُنَّا نحبُّ.
كُلُّ شيء جاهزٌ من أجل هذا الانكسار العاطفيّ
شَجَرُ السرو، ووردُ الحائط الأحمرُ، والدمع المُخَبَّأْ
وطريقٌ لا يؤدِّي بي إلى بيتٍ ومرفأ
وتحيَّاتُ الحديدِ
لمكانٍ غيَّر السُكانَ والألوانَ. مُتْ يا حب فيّ
لأرى النهر على هيئِة أفعى ونهايات نشيدِ...
النهاياتُ يَدٌ تخرجُ منها يُدها الأُخرى
ووجهٌ لسماء تتكسَّرْ
هل بوسعِ القلبِ أن يسقط أكثرْ؟
هل بوسعِ البَجَعِ العاشقِ أن يرقصَ أكثرْ؟
صرختي أكبر مني. صرختي أضيقُ من صحرائنا
صرختي دَلَّتْ على قلبي قليلاً, وأضلَّتْهُ كثيرا
والنهاياتُ بداياتُ سؤالي عن صواب الأغنيهْ
تَصْدُقُ الصحراء فينا عندما يكذب عصفورٌ علينا
وتصير الأقبيهْ
لَقَباً للأندلس.
ها أنا أَصحو من النومِ . على صدرىَ أثارُ يديْنِ
وعلى المرآة ما يُشبه مَنْ كنتُ أُحبُّ,
أو أُحبُّ الآن, أو أعبدُ، أو يجلدُ روحي بُعْدُها
وعليَّ الآن أن أخلع عن بطنيَ ختم الشفتينِ
وعليَّ الآن أن أخرج من نفسي كي يندسَّ في نفسي ونفسي جلدُها
وعليَّ الآن أن أسقيَ حُلْماً سابقاً شاي الصباحْ
وأقول: المطرُ الناعمُ جلدُ امرأة كانت هنا
كانت هنا
كانت هنا
ها أنا أدخلُ في النومِ. أرى حُلمْي. أرى
كُلَّ ما يحدث لي بعد قليلْ
قد مررنا مثلما مرَّ سوانا
واشتهينا كسوانا وافترقنا كسوانا
ربما نرجع للشيء الذي شرَّدنا بعد قليلْ
ربما نرجع، لكنْ حُلُمي إياهُ يأتي عكسَ حُلْمي
كلما قلت وجدت الشيء مرَّتْ نحلةٌ حبلى بشَهْدٍ، فرأيت
أنَّ حُلْمي عَكْسُ حلمي
لم يعد في وُسْع هذا القلب أن يصرخَ أكثرْ
السماويُّ ترابيٌّ, فمتْ يا حبُّ فينا نتحرَّرْ
من نجوم لا تغطينا ولا توقد فينا نرجسهْ
النهايات هي الحُلم الذي يشبه حُلْماً قد حدثْ
النهايات هي المرأةُ والفكرةُ إذ تفترقانِ
والنهاياتُ هي الفكرةُ والمرأةُ إذ تنتظرانِ
عند أبواب الحكايهْ
هل أُسميكِ النهايهْ
أم أُسميكِ البدايهْ؟
سأسميكِ البدايهْ.
محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ...