الديوان » العصر الأندلسي » ابن وهبون » قالوا صحا وأدال الغي بالرشد

عدد الابيات : 32

طباعة

قالوا صحا وأدال الغيَّ بالرَّشَدِ

من لي بذاك الصِّبا في ذلك الفَنَدِ

لئن صحوتُ فعن كَرهٍ وقد علموا

بأيّ علقٍ من الدنيا فتحتُ يدي

لم يقصد الدهرُ إصلاحي ولي مثلٌ

في الغصن تذهبُ عنه صورة الغيد

طوى الزمانُ لييلاتٍ نعمتُ بها

رنا بعينِ الرضى منها ولم يكد

وقاتل الله أدوار السنين فكم

مزجن بالسمّ ما احلولى من الشهدِ

لم يرسمِ الشيبُ في فوديَّ خطَّته

إِلاَّ ترحَّلَت اللذاتُ من خلدي

ضيفُ الوقارِ أفدنا منه تكرمةً

بما تثقف من أمتٍ ومن أود

وأسمرُ الخطّ لا تبدو فَضيلتُه

بغير أزرق كالنبراس متَّقد

للدهرِ عندي بناتٌ من تجاربه

أولى واجدرُ بي من بيضها الخرد

الحرُّ يرزأ إلاَّ فضل شيمته

وإن تقلَّب بين البؤسِ والنكد

وما الغنى في يدٍ مملوءةٍ عَرضاً

لكنه في وفور العزم والجلد

أو في رجاءِ ابنِ عبادٍ وقد رغبت

أيدي الملوك عن الإفضال والصَّفَد

استوثق الناس مما في أكفهمُ

وربما نفثوا بخلاً على العُقَد

ولا يرى العَقد إلا في أذمّتِهِ

وما حوته يداه غيرُ منعقد

بقيةُ الفضلِ في دنيا قد ارتضعت

ورحمة الله في سلطانه النكد

مستجمعُ الفكرِ لا ينحو معاندُهُ

على بوائدَ من آرائه بدَدِ

إذا استخفت حلومُ القومِ وقَّرها

يقظانُ يَسعى إليهم سَعيَ متّئد

يكفي المؤيدَ في الأعداء أنَّ له

عيناً من الله لا تَغفى من الرصد

تلقى به صِلَّ أصلالٍ وآيتُهُ

أن تستبين عليه قشرةُ الزرد

وما تمرُّ بأدهى من ليوثِ وغىً

بتبعن منه أباناً وافر اللبد

يجرُّ من شجر الخطّي غابته

وذاك ما لم تَسَعهُ عزمةُ الأسد

جاريتمُ الدهرَ في مضمار حَلبتها

جرياً سواءً إلى أقصى من الأمد

لكن تحيتها قدماً وقد شهدت

يا دار ميَّةَ بالعلياء فالسند

لخمُ ابن يعربَ أولى أن يضاف إلى

سناء معتضد فيكم ومعتمد

أنت الجميع وأنت الفرد قد علموا

سريرة لم تكن في واحد العدد

يا أشبه الناسِ آداباً بما لك من

جمال وجهٍ تحدثني وفضل يد

من أين لي قَدَمٌ في الفضلِ سابقةٌ

لو أنَّ طبعيَ في واديك لم يرد

هذا الأتيُّ لذاك المزنِ منتسبٌ

عاري الأديمِ من الأقذاء والزبد

ارسلتها في سماء المجد طائرةً

عن غير جهدٍ وفيها متعةُ الأبد

تُصحي النهي أبداً من حيث تسكرها

وتسمع اللحظَ صوت البلبل الغرد

لو أن لقمان يُعطَى عمرها بكَ لم

يُخنِ عليها الذي أخنى على لبد

طبعتها ولك التبرُ الذي طُبِعَت

منه فأسلَمتها في كفٍّ منتقد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن وهبون

avatar

ابن وهبون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Wahbon @

52

قصيدة

81

متابعين

عبد الجليل بن وهبون، الملقب بالدمعة المرسي، أبو محمد. أحد الشعراء الأدباء الفحول المجيدين في الأندلس، قال ابن بسام في ترجمته: شمس الزمان وبدره، وسر الإحسان وجهره، ومستودع البيان ومستقره، أحد ...

المزيد عن ابن وهبون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة