الديوان » اليمن » إبراهيم الحضرمي » لما رأتني قد شددت محزمي

عدد الابيات : 103

طباعة

لما رأتني قد شددت محزمي

وقمت نحو الاعوجي الشيظم

تزينت بحليها المنظم

وضمخت جثمانها بالعندم

وأقبلت في مطرف مسهَّم

تسحب أذيالاً من الابر يسم

بين الحجال والسوار المفعم

حتى لوت بنانها بمخذمي

ودمعها مثل الرشاش المرهم

تبكي بكاء الراحم المسترحم

خود من الخود الخراد الوشم

عنقاء كالغصن الرطيب الاقوم

بيضاء كحلاً تحت فرع أسحم

رقراقة الخدين ملسا اللهزم

براقة اللبات حسنا المبسم

مخطوطة المتنين شما المخطم

رضراضة زينت بكشح أهضم

غائصة الخلخال ريا المعصم

كالبيضة الجردا من التنعم

ترفل في برد الشباب الأنعم

كأنها في فرعها المنسجم

بدر بدا بين الغمام الأسحم

كأنها عند انسلال الأنجم

رأس القنيف الأبيض المطهم

كأنما اعجازها إذ ترتمي

أكتاف كثبان الرمال الركم

قد فتنتني بالجمال الاتمم

وآلمتني بالبكاء المؤلم

فصرت كالمبدد المقسم

مودة ورحمة لم أكتم

أيتها العيناء إِياي ارحمي

وأقلعي عن البكا قدك أسلمي

أقرحت قلبي يا ابنة القوم احلمي

ما بالك اليوم وللتألم

أسرّك المثوى على التهضم

والدين يوطأ خده بالمنسم

ما يا ابنة الأشياخ ذا من أمم

ولا عرفت قط ذا من هممي

إني على ما تعلمين فاعلمي

أغض طرفي عنك غض المرغم

وأشتري ديني بدنياي افهمي

وأركب الأهوال كالمصمم

إِذا عني ديني بذم أو رمي

فكيف وهو اليوم كالمهدم

أثوى لديك اليوم كفي واكرمي

يكفيك أني ويك كالمسقم

أما ترين كيف لاحت أعظمي

مما أقاسيه من التهمم

إِذا جفا النوم عيون النوّم

لا تطمعي يا هذه فخيمي

ليس الثواء من شعار الأشهم

كيف الثوى والكف غير أجذم

والسيف ماضي الحد والانف حمي

وهمتي مقرونة بالمرزم

وعزمتي تصدع صلد الصلدم

ومغنمي حتفي وحتفي مغنمي

سلامتي عندي إِذا لم أسلم

يا نعمة ما مثلها من أنعم

إِن أدرجوني في ثيابي بدمي

لا شرف أعلى من التقحّم

واقطعي إِن شئت وصلي واصرمي

وإِن ضربت هامة الغشمشم

وخضت بالسيف ضحاضيح الدم

فأهّلي وسهلي وكرّمي

وقبلي سيفي ورمحي والثمي

إِن الجبان لا يقاس بالكمي

ليس الجبان كالشجاع الضيغم

ليس يساوي مستكين مكتم

يحمى كما تحمى ذوات السوم

بفارس سميدع مستلئم

يحامل الفرسان فوق أدهم

كم بين ذا وذاك كم كم وكم

أين السما من قعر بحر القلزم

يحمي الشجاع دينه ويحتمي

والرذل ما بين المتاع مكتم

بعداً لسيف صارم لم يسلم

ولامرىء عند اللقا لم يزحم

هيها لعذرا طرقت بالحلم

إِن عاقها الحبل بطفل مشئم

لا وضعت عرس فتى في الديم

إِن لم يكن إِلا لكسب الدرهم

لا تفرح الحوراء بالغليم

إِن كان لا يفلل حد المخذم

قد علمت والدتي من شيمي

ما لفعت في خرق أو أدم

يوم ولدت لم تُباشر رحمي

إِن لأحمي دينها وأحتمي

كما حمى قيس أبى في القدم

للمصطفى حصن شبام الاقوم

أنا الغلام المتحلي بالدم

المعتلي بالدين لا بالأمم

أدين دين المصطفى المكرم

من معرب يسمو له أو معجم

أقفو سبيل جابر ومسلم

وابن الرحيل العالم المحكم

إِني إِلى المستنصرين أنتمي

إِني لارباب العلى لاستمي

إِني من القوم القيام القوّم

الرائمين فوق روم الرومّ

الشارئين الخطباء الحكم

الباهرين بالمقال المفحم

كابني بذيل وابن حصن المعلم

والراسبي الشاريء المعمم

وابن حدير السيد المقدم

وطالب الحق ابن يحيى الحضرمي

وابن حميد ذي العلوم الضيغم

أنا لأهل العدل والتقدم

أنا لأصحاب الصراط القيم

الدين ما دنا بلا توهم

الحق فينا الحق غير أطسم

أما ترانا إِذ أهّنا للقم

وإِذ علت لنا يد لم توقم

يا جاهلاً بأمرنا لا تغشم

توسمن أو سل أولي التوسم

سل من حوى صنعاً من القويسم

والمكَّتين بالقنا سل تعلم

سل كم صرعنا بقديد وافهم

بالفارس المختار أكرم وأكرم

سل من غزى وادي القرى بالصيلم

بلج الذي لألف قرن ينتمي

كم أشبعت نصالنا من رخم

وكم رعى أجسادنا من قشعم

حب الشهادات وعشق الكرم

زايل ما يبني وبين مجثمي

للّه بعنا وطناً لم يذمم

للّه عطلنا رضاب الملئم

للّه رمّلنا صباح الكرم

ونوتم الأبنا وإن لم نوتم

إني خرجت كاشفاً للظلم

بنعمة الهادي السلام المنعم

إذ قصمت عرى الذمام المبهم

وانحل عقد كل عقد مبرم

أين الذين اقسموا بالحكم

في المسجد الأكبر جهد المقسم

أن يطفؤا ما للهدى من علم

ويهدموا الحق بكل مهدم

إنا برزنا ببقيع السلم

والمرهفات بيننا لم تقسم

نحن الألى في الجحفل العرمرم

نحمل أسباب المنايا المبرم

قد خصص العفو لأهل الندم

والطعن والضرب لمن لم يندم

إنا بأيدينا نروي من ظم

إنا تركنا عاد وعظ القلم

السيف أمضى من مناجاة الفم

من صم سمعاً عن عظاة الحكم

فالسيف ينفي ما به من صمم

الدين بالسيف منيع الحرم

الكفر بالسيف عظيم المأثم

ضرب كأفواه الكلاب الشبم

أنفذ حكماً من خطاب محكم

طعن كأيدع المخاض الكوم

أمضى قضيات من التكلم

ستين شهراً يا أولي التغشم

شاهدتموني بالجفا والجشم

لكن وجدتم صابراً لم يسأم

ذا عزمة مشحوذة لم تكهم

لا زال يغشي الزند حد المخذم

حتى رماكم بذوات اللجم

بالخيل والغارات يا بن الهيتم

أطلق جياد الخيل لا تستجهم

الخيل تحوي الخيل مثل الحوم

أحسبها من موكب محر نجم

كم من صريع بينها محرجم

وكم قتيل تحتها ملعثم

قد صبغت أثوابه بالعندم

لو فرست فرسان أهل التهم

ما قدموا الخيل أمام السوم

اليوم نغشي الخيل خيلاً ترتمي

ونثخن الرجل برجل مقدم

اليوم نرمي بثياب السلم

ونمطر الأرض دماً كالديم

لا دين ما دام الدمالم نسجم

إني باهراق الدما كالمغرم

قد أينعت جماجم لم تجزم

وحان وقت طرحها في الأكم

والكعبة البيت العتيق الأقدم

والحجر الأسعد والملتزم

والمروتين والصفا وزمزم

لئن وقى الاسلام دهراً عدمي

لا فلقن الهام فلق العجم

لأوردن البيض مس اللمم

لا دخلن الكل كير النقم

لأعصرن جمعهم كالسمسم

لا وقدن حولهم بالضرم

لا جد عن أنف كل مجرم

حتى يكون الدين دين المنعم

ويخلص الصافي من المحرم

ويل لاهل الشرك من جهنم

هم نسجوا ظلام كل مظلم

هم شاهدوا الكفار بالتلعثم

هم لقموا الاشرار مال اليتم

هم معصم للكفر أي معصم

أعمامهم حقاً وحق الأسحم

أيمة قبلي ذلال الخطم

بزعمهم خانوا وزعم الزعم

يهزمهم عقر حمار أدغم

ليت الذي قام بهم لم يقم

من أجل ذا ضل أولو التفهم

هلا قفوا أثر النبي المحكم

وحاولوا بالبيض كشف الغمم

والمصطفى قد كان حلو الكلم

وما أجابه أو لو التغشم

حتى دهاهم بغته في الحرم

بجحفل كالليل داج أسجم

عليه تسليم السلام الأكرم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الحضرمي

avatar

إبراهيم الحضرمي حساب موثق

اليمن

poet-Ibrahim-Al-Hadrami@

63

قصيدة

314

متابعين

إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي. من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل. ...

المزيد عن إبراهيم الحضرمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة