الديوان » اليمن » إبراهيم الحضرمي » أَحوال بالأقلام وعظ الأعاند

عدد الابيات : 73

طباعة

أَحوال بالأقلام وعظ الأعاند

ووعظهم بالمرهفات النواضد

وعظت سفاهاً قد يرون سفاهة

عظاتي بالقرآن أو بالقصائد

ورمت لهم خفض الجناح تكرماً

وما الشر إن لم يلق شراً بخامد

لأن جرت الأقلام بالحبر حجة

فمن بعدها بالبيض ماء القماحد

رويداً فإن الدهر إن جار تارة

فعن تارة يثني بأمر مساعد

وما نهنهتني النفس للنوم في الثوى

ونهنهتها إِلا لبعض المكائد

لعمر أبي إن طاولت أو تعجرفت

إلينا العدا فالمبتلي غير سامد

ألا ربما عض الظلوم بكفه

إذا ما رآى زاد الجليد المجالد

وكم أمة قد أعرضت عن عظاتها

لسبق القضا في حتفها المتوارد

فلا تبتئس أن الظلوم له إِذا

تألفت الرايات أخذة راصد

وإني وما خولت من أمر عزني

لمتبع أثر الشراة الصنادد

أجود بنفسي دون ديني سماحة

لأبلغ في العليا منال المجاهد

وما الدين إن لم ينعش السيف أمره

بمنتعش عن معظمات اللحائد

وكل امرىء يرضى المذلة ملبساً

فما بينه فرق وبين الولائد

وأي حياة للكريم إذا رآى

دناة الورى أرباب أهل المساجد

كفى المرء عاراً إن تراه مروعاً

تروعه السفَّاه بين الخرائد

هي النفس إن وافته سهلاً قياده

دعته إلى فعل اللئام القعادد

ومن لم يقد في منهج الحق نفسه

فليس لغير النفس فيه بقائد

وما الحران لم يقحم الوعر نفسه

ويجزي العدا صاعاً بصاع بما جد

وما غائب يحمي حماك بغائب

وما شاهد لم يبد نصراً بشاهد

وما عاقل في أمر ديناه عاقلاً

إذا كان في أديانه غير جاهد

وما سالم قد أهمل الدين سالماً

وما جاهد تحت الجلاد ببائد

وما الوجد إلاَّ أن أرى الدين مدحرا

وما العيش إلاَّ غرة يا ابن آمد

وما ضرر إلا المضرة في غد

ولا نفع إلا النفع يوم المواعد

وتحت غرار السيف يلتمس العلا

وتدَّرك الطاعات من كل مارد

ومن دون حور العين أبواب شدة

مفاتحيها زرق العوالي القواصد

وبيض بأيدينا خفاف صوارم

ثقال الظبى مشحوذة بالمبارد

معوَّدة هتك الجماجم أظهرت

سبيل امامينا خليل وراشد

ذريني ذريني أبتغي اليوم في العلا

سمواً فأسمو لاكتساب المحامد

ذريني فإن الموت في حومة الوغى

كريم ولا كالموت فوق الوسائد

وماذا عليك اليوم إن متُّ موتة

تزوجني بالقاصرات الخوالد

إذا بثياب القطن أغدو غدوة

وأمسي على الخضراء يا أم خالد

فلي أنَفٌ قد شب في اللّه مهجتي

وعزم وهمَّات دوين الفراقد

وحمّلت عبأ لا يقوم به سوى

غليظ غليظ للعدا بالمراصد

لك الخير كفي العذل والدمع واعلمي

بأني إلى الهيجاء أًسرع وارد

هل العيش إلا أن أخوض بمنصلى

حياض المنايا في كريه الموارد

إذا خرَّ للأذقان والأنف فارس

وغودر فيها ساجداً أيَّ ساجد

وفطر ليث في العجاج لظهره

يرى ضاحكاً مستلقياً غير عامد

وآخر كالشطرين فيها مجدَّلاً

فرجلاه في شطر وشطر بساعد

وكلّح وجه الموت واحمرّ نابه

وكاع الفتى من خوفه غير حائد

وأجّج هيجاء الهياج تأججاً

لجاج هياج الهائج المتمائد

ودارت وثار النقع فيها كأنما

دويُّ رحاها قاصفات الرواعد

وجانبها الرعديد وازور جانباً

يعاين هولاً مهولاً غير عائد

ولم يبق إلا كالهزّبر لصيدها

ولم يبق فيها موضع للرعادد

هناك سلي عني وإن كعْت فاسفكي

عليَّ دماً بعد الدموع الجوامد

وإلا فحجر ثم حجر محرَّم

بكاؤك أما متّ تحت الشدائد

على أنني ما خنت للّه موثقاً

ولا زغت عن قصد الطريق المقاصد

فإن تنكر الأشرار في العدل سيرتي

وقد عاقها أمرُ الدناة المخامد

فخوف جميع المبطلين لسطوتي

وحسن رجا الأخيار طراً شواهدي

وقد وجدتني القوم عند عتوّها

نهوضاً بحملي ثابتاً في المعاهد

ولم تشهد الاخوان مني تململاً

عشية ما شاهدت مثل القواعد

ويوم قتلت القوم بان لكل من

عليها بأن العدل دين المشاهد

ولست إذا أبلى بشرّ بلية

وخطب تجلى ناكلاً عن معاند

أيحسب عبد اللّه أن مرامه

لكشف حروب الحق كشف الموائد

رآنا سمونا فارتدى الحسد عتوة

وكل سمو فيه رغم لحاسد

وناط لاطفاء السراج ببغيه

وهيهات ما رمناه صعب الموارد

دع الفخر والمجد الأثيل لأهله

فلست بأهل للعلا والمحامد

وما أنت إلا مثل ما أنت فاعل

سواء سواء سلْ وسلْ غير واحد

حميت على الجور الخبيث حمية

لأنك عن أفعاله غير جاحد

خفيت وأخفيت الجواد لنصره

وأخفيت منهاج العلا والفراقد

سعيت وقد قال السلوف وقد مضى

بها مثل يا رب ساع لقاعد

لقد شادت الأولاد منكم مثالباً

تكون لكم منشورة في المحافد

أخالك أن تدعى ليوم كريهة

فتكبوا ولا تهوى طراد مطارد

فيا قائد السفاه أبشر فإن من

بليت به مستيقض غير راقد

تجنب لقد حاربت من لو أطعته

لعدت مقيلاً عائداً بالفوائد

ولكن قضي ما قد قضي من شقاوة

عليك فبعداً للغوي المباعد

لقد خنت من أخزاك فارحل بتعسة

وهم بأكفان ليوم التجالد

سيغشاك ما تخشى قريباً وهل بها

من الليل إذ يغشى فرار لشارد

ودونك في الحق المنير قصيدة

تعد وتكني من ذوات الفوائد

جعلت لها في الدين اسماً وكنية

مزهرة يشدو بها كل ناشد

فلا عجب إن قيل ما قيل مثلها

ولا عجب أزرارها بالقلائد

على ملة البر والخليل وأحمد

وجمع النبيين الكرام الأماجد

عليهم سلام اللّه مني تحية

مدى أبد لا ينتهي فيه آبد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الحضرمي

avatar

إبراهيم الحضرمي حساب موثق

اليمن

poet-Ibrahim-Al-Hadrami@

63

قصيدة

314

متابعين

إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي. من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل. ...

المزيد عن إبراهيم الحضرمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة