الديوان » تونس » إبراهيم الرياحي » كرم الزمان ولم يكن بكريم

عدد الابيات : 36

طباعة

كَرُمَ الزّمان ولم يكن بكريمِ

وصفا فكان على الصّفاء نديمِي

وأفاض من نِعَمٍ عليّ سوابغاً

للّه يشكرها فمي وصميمي

عَظُمَتْ على الشعر البليغ وربّما

عجز الثّناء عن الوفا بعظيم

وأجلُّها نظري إلى ابن حرازم

وتمتّعي من وجهه بنعيم

وتلذّذي من خلقه بمحاسنٍ

وتنعُّمي من خلقه بنسيم

وتعرّفي من عَرْفِهِ بعوارف

ومعارف ولطائف وفهوم

وتعزّزي بتذلّلي لجماله

وتشرّفي من نعله المخدوم

ذاك الذي حَمَلَتْ خزائنُ سرّه

ما لو بدا لارتاب كلُّ حليم

وهو الذي مُنِحَ المعارفَ فارتقى

منها لأَِرْفَعِ سرّها المكتوم

وهو الذي جُعِلت أسرَّةُ وجههِ

مرآةَ إسعادٍ وبُرْءَ سَقيم

وهو الذي نال الرّضى من ربّه

وبنَيْلِهِ مَنْ شاء غير مَلومِ

وهو الذي أذن الرّسولُ بوصله

وأمدّه من عنده بعلوم

وهو الذي التجاني أودع سرّه

فيه وخصّ مقامه بعموم

وهو الذي وهو الذي وهو الذي

وهو الذي معناه غير مروم

عظمت لديه مواهب أضحت لها

هِمَمُ الورى تسعى بكلّ سليم

وَسَعَتْ محبّتُه إلى أرواحهم

فهي الغِذاءُ لراحلٍ ومقيم

يا سيّدي ولكم دَعَوْتُ لسيّدي

حتى عرفتُك فاستَبَنْتُ رجومي

وعلمتُ أني كنت أرقم في الهوا

وأسير خلفي والشّقاء نديمي

يا مَوْئِلي وكفى بفضلك مَوْئِلاً

وَمُؤَمَّلِي عند الْتِهابِ سَمومي

هل أنتَ كاشفُ كُرْبتي فلقد سَطَتْ

وطَغَتْ عليّ وساوسي وهمومي

هل أنت راحمُ شقوتي فَتُرِيحَنِي

فَخَيَارُ أهلِ اللّهِ خَيْرُ رحيم

هل مُنْقِذٌ مَنْ قد تحيَّرَ لم يجِدْ

من مُسْعِدٍ يٌجْلي الهمومَ زعيمِ

فَارْحَمْ دموعاً قد رأتك عيونُها

فتكرّمت باللّؤْلُؤِ المنظوم

وجوانحاً جَعَلَتْك في سودائها

وقد اصطلت وتكلّمت بكلوم

وجوارحاً هرعت إليك يقودها

أَصْلٌ عظيمُ الشأن غير هضيم

وسرائراً ألْوانُها بَلِيَتْ لما

وَجَدَتْ سوى شوقٍ إليك أليم

وَمُتَيَّماً لولا التذكّر لم يكن

بِمُجَدَّدِ الأشواق غَيْرَ رميم

لا تَقْطَعَنْ أملي وقد وَجَّهْتُه

يسعى إليك وأنت خَيْرُ كريم

وقدِ اتّخذتُك في الأنام وسيلةً

وتَوَسُّلِي بِهُدَاكَ غَيْرُ فصيم

وجعلت حُبّي عند فضلك ذمَّةً

وتذمّما بِعُلاَك غيرَ ذميم

ورَجَوْتُ من ربّي بفضلك ما أنا

أصبحتُ من معناه غيرَ عديم

يا مُسْنَدي يا مقصدي يا سيّدي

يا منجدي ومؤمّلي وحميمي

أنت الذي ربّي اصطفاك لِسِرِّه

وحباك من فضلٍ عليكَ عميمِ

فلك الهناءُ فأنت سلطان الورى

وَلِيَ الهناءُ بأن تقولَ خديمي

ورسولُه أوْلاَكَ مَا اعْتَرَفَتْ بِه

لك أَهْلُ سِرِّ الله بالتّقديم

فسَلاَمُ رَبِّكَ كلّما هبّت صَبَا

يغشاك طيبُ مِزاجه المختوم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الرياحي

avatar

إبراهيم الرياحي حساب موثق

تونس

poet-Ibrahim-Riahi@

125

قصيدة

84

متابعين

إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي أبو إسحاق. فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها. له رسائل ...

المزيد عن إبراهيم الرياحي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة