ضاعت ليالي منى في هوى رشأ

لو كان يعلم تيمي فيه ما نزقا

أو كان يعلم أني لن أحدثه

قبل التحدث من قلبي وقد علقا

في خفقه مستهامٌ ما يؤامنه

لا يكذب القلب بث الحب إن خفقا

ما أجمل الحلم لما انصاع لي سحراً

والطير في الروض فوق العاشقين زقا

والكرم ينصب عشا حولنا عمداً

من الغصون وسقفاً فوقنا ورقا

من بينه يبعث البدر المنير سنى

يصور الحب في أثوابنا حدقا

لتحرس العش ممن قد يفاجئنا

إن ابن آدم أو نجما إذا طرقا

ورقشت ثوبها تلك الظلال وقد

جاءت به العش ذاك الأبيض اليققا

كأنما الكرم معنى بتعمية

على الرقيب إذا ما جاء واسترقا

والظل كان مداداً منه قد كتبت

على الثياب غصون الروض ما نطقا

عهداً علينا وفيما بيننا بهوى

يبقى لدينا إلى أن نخرج الرمقا

ونسمة السحر الهادي تلطف من

حرارة القلب لولا القرب لاحترقا

حلم ويا حبذا الأيام تخرجه

صدقا إن الحظ والمحبوب يتفقا

لكنما الشك في الإنسان حذرة

عبث الشباب بجنح الليل فانطلقا

لوك ان يعلم أهلوه حصانتنا

لما تحايلت في وصلي به غسقا

وبت أشهد في حلم الهوى فلقا

من الجبين فعار الصبح فانبثا

غابت وما زال في ذهني لطلعتها

ما خال لي بعد أن ودعتها شفقا

فاللَه يجزي الهواة السابقين بما

قد أجرموه من العبث الذي سبقا

فما رأيت صدوقاً واحداً أبداً

وقد رأيت على دعوى الهوى فرقا

إلا القليل قرأنا عنهمو كتباً

يا حبذا في الهوى المكتوب إن صدقا