الديوان » العصر العثماني » أحمد العطار » أسنا جبينك أم صباح مسفرٍ

عدد الابيات : 41

طباعة

أسنا جبينك أم صباح مسفرٍ

وشذا أريجك أم عبير أذفر

أهلاً بطلعتك التي ما أسفرت

إلا وليل الهم عنا يدبر

بل عاد ذابل روض آمال الورى

غضا ولا عجب فإنك جعفر

وتبسمت أرض الغري مسرةً

بك بعدما عبست فكادت تزهر

ومدارس العلم استنارت مذ بدا

فيها محياك البهيج الأنور

واستبشرت فرحاً بك العلماء بل

كل الأنام وحق أن يستبشروا

كنا بفرقته بأعظم وحشةٍ

وبعوده عاد السرور الأكبر

فكأننا روض تجانبه الحيا

فذوي وعاوده فأصبح يزهر

وكأنه شمس فيغشى الليل إن

غابت ويبدو الصبح مهما تسفر

سبحان من أحيى الورى بمعانٍ

بنواله موتى الخصاصة تنشر

هو جعفر لا بل هو البحر الذي

كم فاض بحر من نداه وجعفر

والحمد للَه الذي أولاه من

آلائه ما الشكر عند يقصر

ودعاه فضلاً من لدنه لبيته

وقراه من جدواه ما لا يحصر

فسرى مسير الشمس في فئةٍ به

حفت كأمثال الكواكب تزهر

أكرم به وبصحبه من سادةٍ

كرمت سجاياهم وطاب العنصر

لا سيما صدر الأفاضل محسن

كنز العلوم المحسن المتبحر

وجواد الندب الجواد جلال أر

باب الجلال وعزهم والمفخر

وسمي حجتي العلي محمد

وعلي الطهر الزكي الأطهر

أعني سليل الأعسم الحبر الذي

هو بحر علمٍ مده لا يجزر

وسليل صادق الصدوق محمد

والنعمة الكبرى التي لا تنكر

قوم تردوا بالعلى وتقمصوا

بالمكرمات وبالعفاف تأرروا

وقد اقتفوا مناهج من عن فضله

أقلام أرباب البلاغة تقصر

أكرم به من مقتف من يهتدي

بهداه يحظى بالنجاح ويظفر

ذاك الذي لولاه ما وخدت إلى

جمع بهم قب البطون الضمر

مولىً به بطحاء مكة أشرقت

وبنور عرته أضاء المشعر

بهجت بوطأته المواقف واغتدى

بعض ينهي بعضها ويبشر

ولقد غدا الحرم الشريف به على

ما فيه من فخر يتيه ويفخر

مذ طاف طاف به العلاء ومذ سعى

سعت المعالي نحوه والمفخر

وبلمسه الحجر السعيد يمينه

ربحت وتم له السعود الأوفر

بل تم للحجر السعود وكاد أن

يبيض بشراً لونه المتغير

وعلا مقاماً في المقام كما اعتلى

بمقامه فيه المقام الأنور

وأفاض من عرفات بعد وقوفه

فأفيض رضوان عليه أكبر

جمع الإله له جميع الخير في

جمع فيا للَه جمع مبهر

نالت مني بمبيته فيها المنى

وصفا به عيش الصفا المتكدر

وبسوقه للهدي سيق له الهدى

وبنحره نحر الحسود الأبتر

ورمى غداة رمى الجمار عداته

بعداً لهم فليخسؤا وليذمورا

وبأرض طيبةٍ طاب مثواه بنا

طوبى لها أحضت به تتعطر

وبزورة المختار نال الغابة ال

قصوى التي عنها الكواكب تقصر

وسما بزورة آل أحمد رتبةً

بصر البصيرة عن مداها يحسر

فليحمد اللَه الذي في جنب ما

أولاه طولاً كل حمد يصغر

وليبتهج بشراً بما أرخته

بشرى فقد حج المسدد جعفر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد العطار

avatar

أحمد العطار حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ahmed-AlAttar@

34

قصيدة

25

متابعين

أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني البغدادي العطار. عالم جليل وشاعر مطبوع، وكان فاضلاً أصولياً محدثاً زاهداً، أديباً شاعراً من أعلام عصره. ولد ببغداد ونشأ بها، ثم ...

المزيد عن أحمد العطار

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة