الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » قد قمت لله لا تبقي على المهج

عدد الابيات : 31

طباعة

قَد قُمتَ للَّهِ لا تُبقي عَلى المُهَجِ

مِنَ الطّغاةِ وَمَن حادوا عَنِ النّهجِ

جاهَدتَ للَّهِ في قَومٍ غَوَوا وَعَموا

عَن رُؤيَةِ الحقِّ ذي الإِصباحِ وَالبلجِ

نُصِرت نَصراً عَزيزاً مِنهُ فيهِ غَدا

بَنو النّصيرِ بِقَيدِ الضيقِ وَالحرجِ

حارَبتَهم حَربَ جَدٍّ في مَواطِنِهم

فَعُدتَ بِالنّصرِ في إِشراقِ مُبتَهِجِ

وَأَنت أوجدتَ تَغزوهُم وَتَقتُلهم

سلّطتَ مِنهم عَلى الأَرواحِ وَالمُهَجِ

وَفي حُسامِك كَم طَوّقتَ من عُنُقٍ

طَوقَ العَقيقِ محلّ العقدِ مِن دهجِ

وَمِن قَناتِكَ قَد أَشرَبت أَكبُدهم

بِسمِّ طَعنٍ بِصرفِ المَوتِ مُمتَزِجِ

رَمَيتَ فيهِم بِجَيشٍ كَالأُسودِ غَدَت

تَموجُ في الحَربِ وَالهَيجاءِ كَاللّججِ

وَمَذ عَليهِم سطت أَفنَت ضَياغِمَهم

فَمِنهُمُ كلُّ لَيثٍ بِالهَلاكِ فجي

أَذلَلتَ أَنفَسَهُم أَهلَكت أَنفُسَهم

قَطَّعتَ أَرؤُسَهم بِالذّبحِ في الودجِ

كَسَّرتَ شَوكَتهم أَضعَفتَ قُوَّتَهم

أَذهَبتَ بَهجَتَهم بِالأَبيضِ البهجِ

قَطّعتَ أَشجارَهُم خَرَّبت دارَهمُ

أَطفَأتَ نارَهُمُ حَتّى مِنَ السرجِ

يَتّمتَ أَطفالَهم يَأّمتَ نِسوَتهم

فَصِرنَ في الضّنك بَعدَ الوسعِ وَالفرجِ

غَزوتَ فيهِم ثَلاثاً قَد نُصِرتَ بها

وَفاحَ نَصرُكَ عِطراً طيِّب الأرَجِ

وَبِالّذي قَبلَ هَذي لَو بِهِ اِنتَبَهوا

ما حارَبوكُ وَلا كانوا مِن الهَمجِ

جَعَلت في رَمضانٍ عيدَ نَحرِهِمُ

وَصُمتَ فيهِ عَنِ الإِبقا عَلى المهَجِ

ضَحَّيت فيهِ بِهِم حَقّاً وَقلتَ إِذَن

اللَّهُ أَكبرُ جَهراً صادِق اللّهجِ

وَنَحوَ عَكّاء قَد أَرسَلت أَرؤُسَهم

تَحُجّها حجّة مِن أَحسَنِ الحججِ

رَوَّيتَ مِن دَمِهم أَرضاً لَقَد ظَمِئَت

وَضَرَّها وَهيَ عَطشى غايَة الأمجِ

جَلَوتَ فيهِ السّيوف البيضَ إِذ صَدِئَت

وَفيهِ أَطفَأتَ ما بِالرّمحِ مِن وَهجِ

بِلَحمِهم قَد قَريتَ الوَحشَ تُطعِمُهُ

وَقلتَ يا وَحشُ أَقبلْ قُمْ هَلُمَّ وَجي

يا أَيّها اللَّيثُ لا زَالَت مضابثهُ

تَمتَدّ لِلغَوصِ في الهاماتِ وَالخلجِ

كَذاكَ لا فَتِئَتْ في الدّهرَ حجّتهُ

عَلى أَعاديهِ بِالأَسيافِ وَالحججِ

كَذاكَ لا بَرِحَت راياتُ نَصرَتِهِ

لِلفَتحِ مَنشورة في سائِرِ الحججِ

إِنّي أُهَنّيكَ يا اِبن المَجدِ مِن شَرَفٍ

بِنِعمَةِ الفَوزِ بِالأَعدا ذَوي الهوجِ

وَنِعمَة النّصرِ وَالتّأييد مُغتنماً

حُسنَ الثّوابِ وَرفعِ الإِصرِ وَالحرجِ

وَعَودك الآنَ للأَوطانِ مُبتهجاً

مَشروح صَدرٍ بِلا ضيقٍ وَلا حَرجِ

في مَوكِبِ العِزِّ وَالعلياء تَخدمُهُ

وَكَوكَبُ السّعدِ إِذ يَعلوهُ بِالبلجِ

وَاِسلَم وَدُم بِالهَنا في حُسنِ عافِيَةٍ

بِراحَةِ البالِ مِن كلِّ الهمُومِ نجي

ما مالَ غُصنٌ وَما هَبّت نَسيمُ صَبا

ما الوُرقُ غنّى فَأَبدى أَحسَنَ الهزجِ

ما الرَّوضُ أَزهَرَ ما أَثنى بِهِ زَهر

عَلى الرّبى بِلِسانِ الطيبِ وَالأرجِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة