الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » إن قلبي بغرامي طفحا

عدد الابيات : 67

طباعة

إِنّ قَلبي بِغَرامي طَفَحا

في هَوى الظّبيِ الأَغنِّ الأحسنِ

مَنْ لِحُسنِ الشّمسِ وَالبدرِ مَحا

بِجَمالٍ بارعٍ مُستَحسَنِ

سَلَبَ الأَلبابَ في سِحرِ العُيونْ

وَرَمَى الأَحشا بِسَهمِ الدعجِ

وَرَمى العشّاقَ في داءِ الجُنون

وَاِستَطابوا فَتكَهُ في المُهَجِ

وَرَضُوا القَتلَ بِأَسيافِ الجُفون

مِنهُ تَفرِي الكبد مِثلَ الودجِ

كُلّهم بِالرّوحِ منهُ سَمَحا

وَاِغتَدى في عِشقِهِ عَنها غني

وَلَها في عِشقِه قَد طرحا

في لَظى الوَجدِ وَنارِ الشّجنِ

يا عَذولي كُفَّ لَومي وَاِتّئِدْ

أَنتَ غَمْرٌ لَم تَذُق طَعمَ الغَرامْ

إِنْ تَذُقْهُ لَحظَةً كُنتَ تَجِدْ

أَنّ لَومَ الصبِّ في العِشقِ حَرامْ

فَلَهُ بادِر بِجدٍّ وَاِجتَهد

وَكُنِ الصبَّ غَراماً وَهُيام

يا لَحا اللَّه عَذولاً قَد لَحا

وَرَماهُ بِسِهامِ المِحَنِ

وَمِنَ الأَحياءِ في الدَّهرِ اِنمَحى

اِسمُهُ رَسماً كَأَن لَم يَكُنِ

أَنا صَبٌّ بِالتّصابي وَالهَوى

ذابَ مِنهُ القَلبُ وَالجِسمُ اِنتَحَل

وَاِنشَوى وَجداً عَلى جَمرِ الجَوى

وَإِلى الوَصلِ فَما إِن قَد وَصل

وَإِلَى الأَقفارِ أَلقاهُ النّوى

وَكَساهُ ثَوب سقمٍ وَعلَل

فَاِنظُروهُ فَتَروهُ شَبحاً

خِدن بُعد مِثل مَيت قَد فنِي

أَو هِلالٍ قَلَّ شَخص لَمَحا

لَو نَضى أَثوابَهُ لَم يبنِ

يا وُلوعي في هَوى هَذا الغَزالْ

وَهوَ الظّبيُ الأَخَنُّ الأَوطَفُ

وَردُ خَدَّيهِ بَهاءٌ وَجَمال

غَيرهُ بِالحُسنِ ما إِن يوصَفُ

ثَغرهُ يَحوي جُماناً وَزلال

فَهوَ شَهدٌ وَرَحيقٌ قَرقفُ

لَو سَقاني مِن لَماهُ قَدحاً

دُمتُ سَكراناً بكلِّ الزَّمنِ

يَملأُ الكَونَ بِرقصٍ فَرَحاً

مُنعش الرّوحِ وَرطب البدنِ

أَلَهُ مِثلٌ وَذا شَمسُ النّهار

وَهوَ بَدرٌ ما لَهُ الدّهرَ نَظيرْ

بِأَبي هالَته آس العِذار

وَتَأَمّل فَهوَ مِسكٌ وَحَرير

فَوقَ نارِ الخدِّ عِندَ الصّدغِ دار

لَيتَني ثَغراً لِذي النّارِ أَصير

قاطِناً في الضّوءِ مِن شَمسِ الضّحى

في مُحيّاهُ الجميل الحَسنِ

وَأَنالُ الدّهرَ هَذي المنحا

وَلِوَردِ الخدّ دَوماً أَجتني

يا لَقَومي في هَواهُ من جفاهْ

وَأَنا الصبّ الشجيُّ المولعُ

طارَ عَقلي بِغَرامي في هَواهُ

أَخبِروني ما الّذي قَد أَصنَعُ

وَاِسأَلوهُ وَصلَهُ لي وَلِقاه

فَبِوَصلي وَلقاهُ أَطمَعُ

فَلَكم قَد شامَني مِنّي اِستَحى

وَبَدا في خَدّهِ الورد الجَني

فَعَلى حبّي لَهُ لَن أَبرَحا

عاكِفاً في الدّهرِ ما إِن أَنثَني

يا لَقَومي في هَوى مَن مَلكتْ

مِثلَ قَلبي في الهَوى صِيْد المُلوكْ

وَلَكمْ صَب بِوجدٍ أهلكت

لَيسَ في هَذا اِرتِيابٌ وَشُكوك

شَمسُ حُسنٍ حينَ فيهِ دلكت

سَبَتِ الأَلبابَ في ذاكَ الدّلوك

تُثني عِطفاً وَتَمشي مَرَحا

تَزدَري بِالميل مَيل الغُصُنِ

سَعدُ صبّ في هَواها اِفتَضحا

وَبِها قَد دامَ بِالمفتتنِ

غادَةٌ غَيداء ذاتُ الهيفِ

بِنتُ خِدرٍ ذاتُ عقدٍ وَوِشاحْ

مِن حَلا فيها غَراماً شَغَفي

وَبِذاكَ الظّبي مِن بَينِ المِلاحْ

قُلت أَهلَ الحُسنِ أَهل الشّرفِ

مِثلُ قَولي صالِحٌ أَهلَ الصّلاحْ

مَن إِلَيهِ كلُّ حِذقٍ قَد نَحا

فَتَبَدّى بِالذّكي الفطِنِ

مَن بِحِذقٍ وَذَكاءٍ رَجَحا

أَذكياءَ العَصرِ أَهلَ الفطنِ

الأَديب اللّوذَعيّ الفاضلُ

فَضلهُ في الدّهرِ ما إِن يجحدُ

الأَريبُ الأَلمَعِيّ الكاملُ

مَن بِحُسنٍ وَكَمالٍ يحمَدُ

مَن لَهُ بِالفضلِ حتّى الجاهلُ

كلُّ ذي فَضلٍ ذَكيٍّ يشهدُ

ما بِهذا شاهِد قَد جرحا

فَهوَ عَدلٌ ما بِهِ مِن مطعنِ

فَهوَ مَقبولٌ عَلى ما صُحِّحا

عِندَ أَهلِ الفِقهِ وَالشّرعِ السّني

يا لَهُ اللَّه خَطيباً مصقعا

وَلَبيباً قَد سَما كلّ لَبيبْ

وَبَليغاً في القَريضِ اِختَرَعا

كلّ مَعنى سَلس حلوٍ عَجيبْ

وَذَكيّاً بارِعاً قَد أبدعا

في القَوافي كلّ أُسلوبٍ غَريبْ

هَذَّب الشِّعرَ وَأَبدى المِلَحا

بِاِنسِجامٍ مُستَطابٍ مُتقَنِ

مُحكماً مِثلَ النّسيب المِدَحا

مِثلَ مَدحِ الزّهرِ حسن الفننِ

يا سَليمَ الطّبعِ ذا الفَهمِ الدّقيقْ

وَأَخا اللّطفِ وَحسنَ الأدبِ

يا حَرِيّاً بِكَمالٍ وَحَقيق

وَأَخا اللّفظِ البديعِ الأعذبِ

جُدتَ إِذْ أَهديتَني النّظمَ الرّقيق

لَم تَطُلهُ بُلغاءُ العَربِ

بِالبديعِ اِمتَدَحَته الفُصَحا

مِن ذَوي الأَلسنِ أَهل اللسنِ

وَبِهِ قَد كنت لي مُمتَدحا

وَبِهِ طَوَّقْتَنِي بِالمننِ

دُمتَ بَحرَ الدّرّ تَهديهِ لَنا

وَتَجودُ الدّهرَ مِنهُ بِالفَريد

مُنعّم البالِ سُروراً وَهَنا

ناعِماً في الدَّهرِ بِالعَيشِ الرّغيد

كَوكَباً لِلمَجدِ يَعلوهُ السّنا

طالِعاً بِالسّعدِ في الوَقتِ السّعيد

ما هِزارٌ في الرّوابي صَدَحا

بِبَديعِ الصّدحِ فَوقَ الأَغصنِ

ما ضِياءُ الفَجرِ شَرقاً فَضحا

وَعَياناً قَد بَدا لِلأَعيُنِ

صَلِّ يا ربِّ وَخَصِّصْ بِالسّلام

مُصطَفاك المُجتبى خَيرَ رَسولْ

مَن لِرُسلِ اللَّه قَد كانَ الإِمام

لَيلَةَ الإِسراءِ في لَيلِ الوُصول

حَضرَةَ القُدسِ إِلى أَسنى مَقام

وَعَلى أَصحابِهِ أَهل القَبول

وَعَلى الآلِ الكِرامِ الصُّلحا

ما مَلا الأَسماعَ قَرعُ الألسنِ

وَابن فَتحِ اللَّهِ رَبّي فَاِمنَحا

بِقَبول وَخِتام حَسنِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة