الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » الفخر يرقص كالمسرور والطرب

عدد الابيات : 51

طباعة

الفَخرُ يَرقُصُ كَالمَسرورِ والطرِبِ

وَالعِزُّ يَختالُ وَالعَلياءُ في طربِ

إِذ أَصبَحَ المَجدُ هَذا الآن مُنكَشِفاً

كَالشّمسِ بَعدَ التّواري غَيرَ مُحتَجِبِ

تَبدو عَلى الشّرَفِ الأَعلى كَواكِبُهُ

وَالسّعدُ مَطلعها مَكشوفَةَ الحُجُبِ

وَالكَونُ يَرقُصُ بِالأَكمامِ مِن فَرَحٍ

كَرَقصَةِ السّقفِ بِالأَقمارِ وَالشّهبِ

يُبدي مِنَ الرّقصِ ما أَضحى وَلا عجبٌ

يَقضي بِهِ عَجباً ناهيكَ مِن عَجَبِ

بَشيرهُ جاءَنا فيهِ يبشِّرنا

يَطيرُ فَوقَ مُتونِ الأَيْنُقِ النُّجُبِ

يَجُرُّ ذَيلَ سُرورٍ مِن بَشائِرِهِ

وَذاكَ أَحسنُ مَجرورٍ وَمُنسحِبِ

جاءَت بِهِ كتبٌ فيهِ تُبَشّرُنا

مِن نَحوِ دارِ العُلى لِلعُجْمِ وَالعَرَبِ

دارُ السّعادَةِ وَالإِسعادِ حَيثُ بِها

بابُ المُرادِ وَنيلُ القصرِ والأربِ

دارُ المَليكِ اِبن عُثمان الّذي خَضَعَت

لَهُ المُلوكُ بِلا شَكٍّ ولا رِيَبِ

وَأَنبَأتنا بِهذا المَجدِ تُسندهُ

عَن مُسنَدِ الصّدقِ لا عَن مسنَدِ الكَذبِ

وَالكتبُ أَنباؤُها لا شَكّ صادِقَةٌ

ما السّيفُ أَصدقُ إِنباءً مِنَ الكتبِ

وَبَعدهُ المَجدُ قَد وافى بِمَوكِبِهِ

بِرُتبَةٍ قَد غَدَت مِن أَرفَعِ الرتبِ

في جَحفَلِ العِزِّ وَالعَلياءِ في شَرفٍ

في دَولَةٍ قَد أَضاءَت جَبهةَ الحقبِ

تَربو المَعالي بِها وَالخير يَحضنها

وَالسّعدُ يَخدِمُها في غايَةِ الأَدَبِ

وَاليُمْن يَلزَمُها وَالنّصرُ يَعضُدها

وَالعَدلُ يَحفَظُها في الدّهرِ من رِيَبِ

أَحسِنْ بِها دَولةً تَبني دَعائِمَها

على الهُدى وَالتّقى مَرفوعَةَ القببِ

مُرتاحَةٌ بَل وَمُرتاحٌ بِها أَبداً

تَخلو الزّمانَ عَنِ الإِتعابِ وَالتّعَبِ

وَإِنّها ميرَميران يُقالُ لَها

أَطيبْ بِذا الإِسم بَينَ الإِسم وَاللّقَبِ

أَتَت إِلى أَهلِها وَالمُستَحِقّ لَها

شَمس الكَمالِ شَريف النَّفسِ وَالحسَبِ

بَدرُ السّيادَةِ طَودُ المَجدِ شامِخُهُ

نَجمُ السّعادَةِ لَم يَأفل وَلَم يَغِبِ

إِنسانُ عَينِ المَعالي نورُ مُقلَتِها

وَحُسنُها الرائِقُ الخالي عَنِ القَهَبِ

السّيِّدُ الماجدُ المَشهورُ سُؤددهُ

وَسُؤدُدُ المَرءِ ما أَسناهُ مِن نَسَبِ

الأَفخَمُ الشّهمُ عبدُ اللَّهِ مَن ضُرِبَت

لَهُ السّيادَة روقاً ثابِتَ الطنبِ

الضّيثَمُ الدّوسَكُ الصنديدُ مَن رَهبت

مِنهُ الأُسودُ وَإِن لَو كانَ لَم يَثِبِ

يَسطو بِهَيبَتِه تَعنو الأُسودُ لَها

وَقَد تَرَدَّت بِثَوبِ الرّعبِ وَالرّهبِ

تَروح واضِعَةَ الأَيدي عَلى كَبِدٍ

تَحقّقاً أَنّها آلَت إِلى العَطَبِ

ما بالُه لَو سَطا يَوماً بِأسمرهِ

أَو هَزَّ قاضبه القطّاع لِلقُضبِ

ما سَلَّ قرضابه الإِصْليتُ ثمّ سَطا

أَلا تَرى كُلَّ عَضبٍ سالَ في القُرُبِ

لَكِنَّما الحلمُ يَعلوهُ فَتَحسبهُ

أَضحى لِكَثرَتِهِ يَنصَبُّ في صَبَبِ

طَلقُ المُحَيّا ضَحوك الثَّغرِ باسِمُهُ

عَذبُ المَلافِظِ بَل تَحلو على الضربِ

يَفتَرُّ عَن شَنب وَهوَ الهِزبرُ وَما

سِواهُ في الأسدِ بِالمُفترِّ عَن شنَبِ

شِبلُ الأَميرِ عَليٍّ غِيثَ مَضْجَعُه

بِسحِّ غَيثٍ مِنَ الرّضوانِ مُنسَكِبِ

وَتلكَ رُتبة عُليا تَورَّثها

عَن كابِرٍ كابِراً في المَجدِ وَالحَسبِ

إِنّي أُهَنّئُ جذلاناً سَعادتهُ

بِهذِهِ الرّتبَةِ العلياءِ في الحقبِ

وَخِلتها إِذ أَتَتهُ لا يَزالُ بِها

في الدّهرِ أَرِّخ بَهيّاً أَشرَفَ الرّتَبِ

يا أَيّها السّيّدُ الصمصامُ لا بَرِحَت

بِكَ المَعالي بِعِزٍّ غَيرِ مُنقَضِبِ

تَزهو بِشَرخِ شَبابٍ راقَ رَونَقُهُ

تَشبّ فيك وَلَم تهرم وَلَم تَشبِ

تَمتَدُّ مِن جاهِك الأَسمى الرّفيع عَلى

أَوجِ السّماكِ وَفَوقَ الأَنجُمُ الشّهبِ

إِلَيكَ بِنتَ اِفتكارٍ زانَها خَفر

تَختالُ بِالدلِّ في حُسنٍ وَفي أَدبِ

تَسقيكَ مِن عَذبِ مَعناها الرّقيق طُلىً

أَحلى مِنَ الشّهدِ تُزري بِاِبنَةِ العنبِ

بِنت الفَصاحَةِ في حُسنِ البديعِ بَدَت

لَها البَلاغَةُ قَد أَضحَت أَجلَّ أَبِ

مِنها المَحاسِنُ فاضَت مِن بَلاغَتِها

كَأَنّها النورُ إِذ يَبدو مِنَ اللّهَبِ

في مَدحِكَ العالِ زينَت مِن جَواهِرِهِ

بِزينَةِ الدّرِّ وَالمرجانِ وَالذّهبِ

جاءَت إِلَيكَ أَخا العَلياءِ جاريَةً

لِقبلةِ الكفِّ وَالأَذيال وَالعتبِ

تَرجو وَتَأملُ إِحساناً وَتَكرُمَة

منكَ الرّضا فَهوَ أَسنى القصدِ وَالطّلبِ

فَاِنظُر بِعَينِ قَبولٍ نَحوَها كَرَماً

فَمَن تَرجّاك لَم يُطرَد وَلَم يخبِ

وَاِسلَم وَدُم في ضَمانِ اللَّهِ مُحتمياً

مِن كُلِّ مُؤذٍ وَلَو كالهمِّ والنّصبِ

ما قامَ في مِنبَرِ الأَغصانِ يَخطبنا

خَطيب وُرْقٍ فَأَبدى أَطرَب الخطبِ

ما لاحَ بَرقٌ وَسُلطانُ النّهارِ أَتى

وَعَسكَرُ اللّيلِ وَلَّى راكِبَ الهربِ

وَما القَصيدُ بِحُسنِ المَدحِ مختتمٌ

حسنَ الختامِ تَحلّى حِلية العَجبِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة