الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » حبي لكم كالنور سار أمامي

عدد الابيات : 34

طباعة

حبّي لَكُم كالنّورِ سارَ أَمامي

يا قِبلَة البلَغا لِكلّ إمامِ

إِن كانَ شَوقك لي يُوازِن دِرهماً

شَوقي إِلَيك موازن الأَعلامِ

وَمِنَ العَجائِبِ أَنّني أَشتاقُكم

وَتَزيدُ فيكَ صَبابتي وَهيامي

وَخَيالُكم في أَعيُني وَجَمالكم

ضِمنَ الفُؤادِ بِيَقظَتي وَمَنامي

وَتَذكّري في الذُّكرِ حُسن خِصالَكم

مَع مَدحِها بدل المدام مَرامي

وَإِذا ذَكرت كَمالكم يَهتاجُني

هَيَجان ذي ودٍّ حليف غَرامي

أَحكَمت إِبرامَ الوِدادِ بحبّكم

لا نَقضَ يَعرو مُحكَمَ الإِبرامِ

وُدّي المُوطّد وَالمُؤكّد في الهَوى

وَهوَ القَديم بِغايَةِ الإِحكامِ

وَمَحبّتي لَكُمُ عَصايَ تَوكُّئي

يَبدو عَلَيها عِندَ كلِّ مَقامِ

وَبِها لِقائي لِلأَحبَّة مَأرب

أَرعى بِها عَهدي لَهم وَذِمامي

إِن أُلقِ عَنها بِالحَديث تَلَقّفت

لا شَكّ مِن غَيري الوداد النّامي

ما كانَ لي يا ذا الفطانَةِ حاجِب

عَن كَسبِ جَوهرِ ثَغرك البسّامِ

حاشا المَودّة أَن تُريكَ تَحجّباً

هَل كانَ ذا في سابِقِ الأيّامِ

ما كانَ لي الإِعراضُ عَنكُم شيمَةٌ

بَل شيمَتي الإِقبالُ مَع إعظامِ

إِنّي أَرى الإِعراض إِذ لا باعِث

عيبَ الكرامِ وَمِن صِفاتِ لِئامِ

لَكِنَّما بِك الاِجتِماعُ مُقدّرٌ

عِندَ القَديرِ الواحِد العَلّامِ

وَرَدَت عَليَّ قَصيدةٌ مِن نَظمِكُم

لِلدرِّ فاقَت في بَديعِ نظامِ

بِنتُ البَلاغَةِ إِذ أَبوها صالحٌ

وَلَها البديعُ غَدا من الخُدّامِ

فيها المَحاسِنُ قَد غَدَت مَخلوطَة

مَمزوجة في لَحمِها وَعظامِ

يَجري البيانُ عَلى مَفاصلِ لَفظِها

فَيَسيلُ سِحراً خاطف الأَفهامِ

وَبِالاِنسِجامِ قَدِ اِكتَست وَتَلثَّمت

يا حسنهُ مِن كسوة وَلِثامِ

غَيداء بِكر غادَة رعبوبة

في حُسنِ وَجهٍ في بَديعِ قوامِ

مَولودة في الفِكرِ منهُ رَضيعَةٌ

لَبنُ اللّطافَةِ قبل وَقتِ فطامِ

أَمّا مَعانيها فَبَحرٌ كامِل

لا بدع ناظمها فَبَحر طامي

تَحوي العِتاب وَإِنّها لَمُصيبة

عِندي إِذا عتبت وَلَو بملامِ

وَمُحقّة فيهِ عليّ وَلَو غَدا

مِنها بِمَحضِ الظنِّ وَالأوهامِ

إِنّ العِتابَ مِنَ الأَحبّةِ منهل

عَذبُ المَذاقِ ومبرءُ الأسقامِ

أَنا ذو القُصورِ وَأَنتَ مِن غيرِ اِمتِرا

مُستَوجب التّبجيلِ والإِكرامِ

وَالعذر ما أَبديتهُ لِجَنابكم

وَبِهِ اِعتَذرت أَخا المَقام السامي

وَأَرى اِعتَذاري عِندَكم دونَ اِمتِرا

يحبى القبولَ وَذاكَ عينُ مَرامي

وَاِسلَم وَدُم بِالحفظِ مِن ربِّ السّما

في رَغدِ عَيشٍ مدّة الأيّامِ

مُتَهنِّئاً طولَ الزّمانِ بِراحةٍ

وَعَليك مِنّي الدّهرَ دامَ سَلامي

ما دارَ في الأَحبابِ كأسُ عِتابِهم

ما أَطربَ الأَسماعَ صدح حمامِ

ما الفَتحُ أَحسنَ في مَديحِك بَدأهُ

وَأَجادَ فيهِ الدّهرَ حسنَ خِتامِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة