الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » حمامة الدوح في شدو وتلحين

عدد الابيات : 43

طباعة

حَمامةَ الدّوحِ في شَدوٍ وَتَلحينِ

حَتّامَ عاذِلَتي في الحبِّ تلحيني

وَكَيفَ أَحمِلُ مِنها العَذْلَ يا أَلَمي

وَالعَذلُ نارٌ بِها في القَلبِ تَكويني

عَلقتُ قَبلَ الهَوى وَالحبّ غانِيةً

فَصِرْتُ عاشِقَها مِن قَبلِ تَكويني

عَشِقتُها قَبلَ تَكوينٍ لِصورَتِها

إِذ كانَ آدَمُ بَينَ الماءِ والطينِ

ما تِلكَ إِلّا جِنانُ الخُلدِ مَولدُها

أَما تَراها بَدَت مِن حُورِها العينِ

ضلَلت عَنْ رُشدي مِن نورِ طَلعَتِها

وَكانَ لِلفيّ فيها النورُ يَهديني

هَيفاءُ كَالغُصُنِ المَيّادِ في فَننٍ

تَهتزُّ ليناً لِتَعليمِ الأفانينِ

إِنَّ المَجانينَ قَيسٌ كانَ واحِدَهم

وَإِنّني في الهَوى كُلُّ المَجانينِ

خَلَعت قَيدَ حَيائي حينَما ظَهَرت

حَتّى دَعَتني لِفَخري أَنتَ مَجنوني

وَبِعتُ فيها حَياةَ الرّوحِ في ثَمَنٍ

بَخْسٍ فَكُنتُ بِبَيعي غَيرَ مَغبونِ

لَقَد جَفَتني جَفاءً ما لَهُ سَببٌ

فَأيُّ شَيءٍ ترى في هَجرِ مِسكينِ

لَعلّها قَد رَأَت ذَبحَ الكئيبِ بِهِ

حَيثُ الجَفا ذابحٌ مِن غَيرِ سِكّينِ

تَملّكتَ عَقلَ صَبٍّ فيهِ قَد لَعِبَت

وَأَودعَت قَلبَه في نارِ سِجِّينِ

وَكانَ فيها أَخا وَجدٍ عَلى وَلَهٍ

إِذ خاطَبَته بِلفظِ الكافِ والنونِ

يا دُرَّةَ الحُسْنِ ما هذا البعادُ فَقَد

كوَيت قلبَ كئيبٍ فيكِ مفتونِ

وَأَنتَ دَوحَةُ إِحسانٍ إِذا عطَفت

تَهتَزُّ ناثِرَةً لِلرّفق وَاللّينِ

لَقَد سَجنتِ اِبنَ فَتحِ اللَّهِ يا أَسَفي

في سِجنِ هَجرٍ بِهِ إِذلالُ مَسجونِ

هاكِ القتالَ فَإِنَّ الفتحَ يَحمَدُهُ

إِنَّ القِتالَ أَتى في نُصرةِ الدّينِ

أَلَم تَري الفتحَ يَتلو الحَمدَ مُمتَدحاً

محمَّداً كيفَ يتلو آيَ ياسينِ

مِن جَوهَرِ الحَمدِ مَأخوذٌ لَهُ علَمٌ

وَالاِسمُ يوضَعُ مَيموناً لِمَيمونِ

مَنْ كُلُّ أَوقاتِهِ مِن حُسنِ رَونَقِها

وَقتُ الرّبيعِ وَلَو في شَهرِ كانونِ

لِلحلمِ فيهِ بِساطٌ لَيسَ مُنطَوِياً

وَلِلأَناءَةِ حُسنٌ طيّ تَحسينِ

وَلِلمَهابَةِ إِجلالٌ بِتَوريةٍ

وَلِلوَقارِ جَمالٌ ضِمنَ تَزيينِ

وَإِنّهُ الأَمجَدُ المَرفوعُ في شَرفٍ

شِبلُ الأكارِمِ والغُرِّ الميامينِ

مَنْ مَجدُهُ حيكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرفٍ

وَإِنّ نَسجَ المَعالي خير مَوضونِ

مَن داسَ رَأس ثُريّا العزِّ في قَدمٍ

وَذي الكَرامةُ لا دَوسَ البَراذينِ

لِلقُدسِ فَخرٌ بِما تَحويهِ مِن حَرمٍ

كَما تَبدّى بِهِ فَخرٌ لِدامونِ

بَحرٌ مِنَ العِلمِ لا تُدرى سَواحِلُه

فُلكٌ بِهِ الفَضلُ يَبدو خَيرَ مَشحونِ

حَلّالُ مُعضِلَةٍ فَكّاكُ مُشكِلَةٍ

كَشّافُ غامِضَةٍ في حُسنِ تَبيينِ

في العِقدِ واسِطَةٌ في الدَّهرِ جَوهَرةٌ

عَن قَدرِها عاجِزٌ تَقديرُ تَثمينِ

العالِمُ الفاضِلُ النحريرُ سيّدُنا

مؤصَّل الفضلِ في حُسنِ القوانينِ

البارعُ الفردُ في حِذْقٍ وفي فِطَنٍ

فيه المعارفُ نالَت حُسنَ تمكينِ

العارِفُ الناسِكُ المَغمورُ في وَرعٍ

شَمسُ الحَقيقَةِ وَالدّنيا مَعَ الدّينِ

صافى فُصوفِيَ حتّى الصوفَ جَمَّلهُ

بِحلَّةِ الصّفوِ في حُسنٍ وتحسينِ

فَاِنقُل حَديثَ التّقى عَن مِثلِ مُسنَدِهِ

تَروي حَديثَ التّقى عَن خَيرِ مأمونِ

مَدَحتُه عاجِزاً عَن فَرضِ مِدحَتِهِ

كَالهمِّ يَعجِزُ عَن فَرضٍ وَمَسنونِ

لا بِدعَ في العَجزِ عَن مَدحي مَكارِمَهُ

فَالبحرُ أَمواجُه في العدِّ تَعييني

يا أَيّها البَحرُ في جودٍ وَمَعرِفَةٍ

مَن مِثلُهُ لَم يَكُن في الهندِ وَالصّينِ

إِلَيكَ أَهديتُ بِكراً بنتَ مُفتقِرٍ

فَاِقبَلْ خَدينَ العُلى إِهداءَ مِسكينِ

جاءَت مُخدَّرةً وَالفتحُ يَستُرُها

عَمَّن سِواكَ فَخُذها غَيرَ ممنونِ

وَالدرُّ يَحسنُ مَكنوناً وَمُستَتِراً

وَلَيسَ يَنقصُ حسناً غَيرَ مَكنونِ

وَاِسلَمْ وَدُمْ لا تَرى في الدَّهرِ مِن كدَرٍ

مُنعَّمَ البالِ في رِفقٍ وَفي لينِ

ما ماسَ غُصنُ الرّبى بِالرّقصِ حينَ رأى

حَمامةَ الدّوْحِ في شدوٍ وتلحينِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة