الديوان » العراق » عبد الرحمن السويدي » بضة كحلاء أزرت بالغزال

عدد الابيات : 45

طباعة

بضَّةٌ كحلاء أزرَت بالغزال

قدّها كالغصن ليناً واعتدال

لا تضاهيها مهاةٌ بالفلا

وكذا في الحَضر ربّاتُ الدلالُ

ولها وجهٌ كبدرٍ لائحِ

ولها شَعرٌ كمسوَدِ الليال

صال يحكي طوله عن جيدها

وعن القرطين مصحوب النعال

ولها خدٌّ أسيلٌ ماؤه

لو تخلّيه يد الوجنات سال

ولها خالٌ على وجنتها

من جميع النقص في الأوصاف خال

فهي كالمِجمَر والخال البخور

أو كزنجيٍّ على النيران صال

أو كلصٍ فوق نطعاة الدماء

والعيون الدعج ترميه النبال

كاعبٌ هيفاء أما ردفها

جلَّ عن دعصٍ عظيم في المثال

أبصَرتني يوم عيدٍ عَصرَه

وأنا إذ ذاك فيها في وبال

فَرَنَت نحوي بطرف ساحرٍ

جاوز الحدَّ بتعذيب الرجال

ثم قالت رُح سليماً لا تكن

كالذي مات بحسرات الوصال

معشر الغيد غدت عادتنا

كلّها هجرٌ وعنّا لا تسال

ثم سارت كغزالٍ نافرٍ

من يد الصيّاد مغلول الحبال

فاقتفى قلب المعنّى إثرها

وتسلّى الكفُّ في نَتفِ السِّبال

وجَرَت من عَينيَ اليمنى عيون

ومن اليسرى سحابٌ متوال

وزمان فيه قد قلّ الظهير

وأنا البائس معدوم النوال

لم يكن لي خِلٌّ صادق

وصديق لودادٍ ما أقال

وكريم ارتجي منه الغنى

كي اروم الريمَ أخذاً بالحلال

غير رب المجد معطاء النوال

أحمد الأفعال محمود الخصال

حاتمٌ في الجُود بحرٌ ف يالكرم

ملجأ الوفد إذا ما الخَطب جال

كم فقير بات منه حامداً

مطمئن القلب مسرور العيال

إن ئنّي بالوزير أبن الوزير

خير ما ظُنَّ بأرباب الكمال

كيف لا وهو الجود الذي حكى

حاتمَ الطائيَّ في حسن الفعال

وحكى العيسيَّ واللائي غدوا

مثلةً في كل ضربٍ من قتال

فهو في الهيجاء مُسعر حربها

كم إلى الرمضاء ألقى من جبال

سَل عن الضرغام إبران فكم

جرّعت من بأسه كأس الزوال

يوم حرب الشاه تلقى ضَيغماً

منه يسطو بسلاحٍ فوق رال

شزرة الأذنين أما نَسرها

فهو دامٍ من قتال للرعال

قُبَّة الأيطل من خيل العِراب

لا ترى الركل كورقاء الزجال

في خميسٍ أرهبت راياته

وجنودٍ عدُّها ريث الرمال

دأبهم في الحرب كرٌّ دائماً

لا مفرٌّ بل مَقَرٌّ لا محال

مرمغلّون إذا اشتدّ الوغى

للأعادي في سيوفٍ ونبال

فهناك السُمر يوفي حقُّها

منهم والبيض منهم في اشتغال

يا لهم كم جندلوا من فارس

كاشر عن نابِهِ مما ينال

شِلوُهُ فيما يُرى كالزندبيل

أو كطودٍ من على الغبراء مال

في نجيع الحتف مطروحاً ودين

هكذا دِينَ الذي عادى الرجال

لا يَرَون الردع عن حرب العدى

بل يرون الرَّصع بالسُّمر العوال

مُشمَعِلّونَ إذا حلّ العدى

شمعلٌ إمّا يلاقوا من نصال

كيف لا والسِّجلُ أضحى ربَّهم

وهو في الهيجاء محمود

كاشف الصبل إن حلَّ الورى

يوم فيه الرّوع في الرُّوعِ استحال

كعبةَ القصّاد أضحت داره

منزل الوقد بها حَطُّ الرحال

يا أبا عدلٍ أبا عادلَ لا

تردُدِ الكفَّ من الأصفر خال

واشبلن يا شبل إنّي مرملٌ

وكن المِزوَعَ في بذل النوال

دُمتَ في خيرٍ وعّزٍ وهَنا

وسرورٍ وعلاءٍ واعتدال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرحمن السويدي

avatar

عبد الرحمن السويدي حساب موثق

العراق

poet-AbdulRahman-AlSuwaidi@

128

قصيدة

289

متابعين

عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير. مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد. له كتب، منها (حديقة الزوراء- ...

المزيد عن عبد الرحمن السويدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة