الديوان » العراق » عبد الرحمن السويدي » إلى الله أشكو مصاب الورى

عدد الابيات : 47

طباعة

إلى اللَه أشكو مُصاب الورى

فَزَند النوائب فيهم وَرى

وقد حلَّ خطبٌ جسيمٌ عظيمٌ

يزعزع رَضوى ويوهي حِرا

فيا دهرُ قد نِلتَ ما ترتجي

ظفرتَ لَعَمري بكنز الورى

فعهدي وقد كنتَ من حشدِه

فَمِمَّ العقوقُ وماذا جرى

وكيف لك الويل جَحدَرته

وقد كان يَبهَرُ من جَحدَرا

وقد كان بالأمس ذا قوّةٍ

تقاوم ثهلان بل تعكرا

ومن أين يا ذا عليه دخلت

وقد حرسته ليوث الشرى

ومن أين أبصرته نائماً

وبالمشرفيات قد سُتّرا

ومن أين قوّة هدّ الطباق

دخلتَ عليه ولن تُذعَرا

فشُلَّت يمينك من غادر

بأكرم مولىً ومَن أُمِّرا

وهلاّ سواه فداءً أخذت

من الصِّيد ألفاً ولن تفجرا

فمَن للأرامل من بعده

ومَن للضيوف ومَن للقِرى

ومن للوُفود وبذل النقود

ومَن للغنّي إذا أعسرا

ومَن للسيوف ورغم الأنوف

ومَن يورد الأمر إن أصدرا

ومَن لصروف تُحِلَّ العناءَ

ومَن لمخوف يحلّ العُرا

ومَن لانتظام أمور العراق

ورفع الشقاق ونفع الورى

ومَن ذا يقيم لسدّ الثغور

وحفظ البلاد وحصن القرى

ومَن يبسط العدل بين الأنام

ومَن يقبض الجور والمُنكرا

فهيهات أن يُحتذى حذوه

وقد فاق هارون بل قيصرا

كريم الشمائل زاكي النجار

جميل الخصائل سامي الذُرى

هو البَحر يجري على الوافدين

من التبر فوق الثرى أشهُرا

فيا قبره كيف واريتَه

متى ساغ للبَحر أن يُستَرا

وكيف كسَفتَ دراريَّه

وغَيَّبتَ من شكلهِ النَّيّرا

ومركزه كان فوق السحاب

يجاري النجوم على ما ترى

فلو دفنوه إلى قَدرهِ

لحَقَّ لدى النجم أن يقبرا

نَقيٌّ غدا غسله سُنَّةً

محبَّبَةً لا لأن يَطهُرَا

وإلاّ فمن دَمَّثَ الغاديات

بشيءٍ ومن نَجَّسَ الأبحرا

عليه تشَحَّبَ وجهُ العُلى

وعين المراتب لن تُبصِرا

فَحَقٌّ علينا نشقُّ القلوب

مكان الجيوب وأن نضجرا

فقد قبح الصبر والإتّساء

ومن ذا يطيق لأن يصبرا

ويا عين أن غاض بحر الدموع

فسحّي عليه دماً أحمرا

ويا مهجة القلب ذوبي أسىً

ويا قلب قد آن أن تُفطَرا

ويا ظلمة الليل لا تبرحي

فقد غُيّبَ الفجر تحت الثرى

فمن ذا يخّبِرُ عني جريراً

ويُنبي الفرزدق والشنفرى

بأنَّ القريض وهي سوقه

فليس يُباع ولا يشترى

وأن المديح غدا كاسداً

فلن يُنظَمَ اليوم أو يُنثَرا

وأن البيان عَفَت داره

وبابَ البلاغة قد سُكِّرا

فقد مات من كان يولي النظام

ويهوى المديحَ ولن يضجرا

وغُيَبَ من كان يولي البليغ

مكان مدائحه الجوهرا

فقُوما للنعاه في طيئ

وعَبسٍ ونبكيه في حِميرا

بأنَّ الكريم أخا حاتمٍ

وعنترة الحرب والأجسَرا

وتاج الملوك أبا عادلٍ

دعته المنون فلن يُدبرا

ونادَته طوبى إلى وصلها

فلبّى النِّدا وإليها سرى

وعانَقَ في الخلد حُورَ الجنان

وبالمكرمات لقد بُشّرا

ونال من اللَه إحسانه

وخير الجزاء وحُسنَ القِرى

فما صار حقاً إلى حضرة

ولا حل فيها ولا أقبرا

ولكنه منذ تاريخه

إلى رحمة اللَه قد صُيِّرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرحمن السويدي

avatar

عبد الرحمن السويدي حساب موثق

العراق

poet-AbdulRahman-AlSuwaidi@

128

قصيدة

289

متابعين

عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير. مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد. له كتب، منها (حديقة الزوراء- ...

المزيد عن عبد الرحمن السويدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة