الديوان » العصر العباسي » أبو حية النميري » ألا حييا بالخبي الديارا

عدد الابيات : 57

طباعة

ألا حيِّيا بالخبِيّ الديارا

وهلْ ترجعَنَّ ديارٌ حِوارا

زمانَ الصِّبا ليتَ أيامَنا

رجعْنَ لنا الصالحاتِ القِصارا

زمانٌ عليَّ غُرابٌ غُدافٌ

فطيَّرَهُ الدهرُ عنّي فطارا

فلا يُبعدِ اللهُ ذاكَ الغُدافَ

وإنْ كانَ لا هو إلاّ ادِّكارا

فأصبحَ موقعُهُ بائضاً

محيطاً خِطاماً محيطاً عِذارا

فأما مَسايحُ قدْ أفحشَتْ

فلا أنا أسطيعُ منها اعتذارا

وهازئةٍ إنْ رأتْ كَبْرَةً

تَلفَّعَ رأسٌ بها فاستنارا

أجارَتِنا إنَّ ريبَ المَنو

نِ قبلي عابَ الرجالَ الخِيارا

فإمّا ترَيْ لِمَّتي هكذا

فأكثرتِ مما رأيتِ النِّفارا

فقدْ أرتَدي وحْفةً طَلّةً

وقدْ أشعفُ العطراتِ الخِفارا

وقدْ كنتُ أسحبُ فضلَ الرِّداء

وأُرخي على العقِبَيْنِ الإزارا

ورَقراقةٍ لا تطيقُ القِيا

مَ إلاّ رويداً وإلاّ انبِهارا

خلَوتُ بها نَتجازى الحَدي

ثَ شيئاً علاناً وشيئاً سِرارا

كأنَّ على الشمسِ منها الخِمارَ

إذا هيَ لاثَتْ عليها الخِمارا

كأنَّ الخزامى يمُجُّ الندى

بمَحنيَةٍ أُنُفاً والعرارا

تَقاَّمُ في نشرِ أثوابِها

إذا الليلُ أردفَ جَوزاً وحارا

وأخّرَ جَوزاً وكانتْ لهُ

خُداريّةٌ يعتكِرْنَ اعتِكارا

ويومِ تساقَطُ لذّاتُهُ

كما ساقطَ المُدجَناتِ القطارا

تأنفْتُ لذّاتِهِ باكراً

بَرَهْرهةً طَفلةً أو عُقارا

بكلتَيْها قدْ قطعتُ النَّها

رَ خَوداً شَموعاً وكأسلً هِتارا

فأمّا الفتاةُ فمِلَكُ اليمينِ

تنضِحُ نضْحاً عبيراً وقارا

وأمّا العُقارُ فوافى بهِ

سَبيئةَ حولَيْنِ تَجْراً تِجارا

كأنَّ الشبابَ ولذّاتِهِ

ورَيْقَ الصِّبا كانَ ثوباً مُعارا

وغيثٍ تَجنَّنَ قُريانُهُ

يُخايلُ فيهِ المُرارُ المُرارا

علَوناهُ يَقدُمُنا سَلْهبٌ

نُسكِّنُهُ تَئِقاً مُستطارا

قَصرْنا لهُ دونَ رزقِ العيالِ

بُحّاً مَهاريسَ كُوماً ظُؤارا

مَقاحيدَ يَغْبِقْنَهُ ما اشتهى

فيصبحُ أحسنَ شيءٍ شَوارا

فبِتْنا بأوسطِهِ سُرّةً

نُصَهْصي النُّهاقَ بهِ والعِرارا

فلما أضاءَ لنا حاجبٌ

منَ الشمسُ تحسِبُهُ العينُ نارا

رأينَ المها ورأينَ النَّعامَ

وأحمِرةً بغَميسٍ نِعارا

فلما رأينا صِفاحَ الوجو

هِ يَبرُقْنَ نَغْتَرهُنَّ اغتِرارا

غدَونا بهِ مثلَ وقْفِ العَرو

سِ أهيفَ بطناً مُمَرّاً مُغارا

قذفْنا الحَرُوريَّ في شِدقِهِ

وأُبطِنَ مُلَحَمُ فيهِ العِذارا

فلما عقلْنا عليهِ الغُلا

مَ قِرنَيْنِ لا يُنكرانِ الغِوارا

حذرناهُ من فلكٍ بافعٍ

يغيبُ الرَّقاقَ ويطفو الخُبارا

كأنَّ غُلَيِّمنا مُعْصِماً

ونحنُ نرى جانبَيءهِ الشَّرارا

يمرُّ بهِ برَدٌ سابحٌ

يُشَقِّقُ من كلِّ بينٍ دبارا

كأنَّ مُلأتُهُ مُدْبِراً

حريقُ الغَريفِ إذا ما استدارا

هشيمٌ منَ الغافِ مُستوقدٌ

يُسنِّنُ ريحاً وزادَ استعارا

وشدَّدَ أزرقَ مثلَ الشِّها

بِ كنّا انتقَيْناهُ زُرقاً حِشارا

فلما علاهُنَّ شُؤْبوبُهُ

ولفَّ نفِيُّ غبارٍ غبارا

فأحْذاهُ مثلَ قُدامى الجِناحِ

خَضْخَضَ قُصْباً وأفرى سِتارا

فتزداد حَمْياً شآبيبُهُ

وتزداد أوضاحُهنَّ احمِرارا

فألغى مَهاتَيْنِ في شأوِهِ

وألغى الظَّليمَ وألغى الحِمارا

وخَطّارةٍ مثلِ خطْرِ الفنِي

قِ تقطعُ منهُ الحِطاطُ السِّفارا

هَوِيَّ مُصَلَّمةٍ صَعْلةٍ

تأوَّبُ بالسِّيِّ زُغباً صغارا

رماها المساءُ فما تبتلي

بأرْمِيَةٍ ينهمِرْنَ انهمارا

يبادرْنَ رَيِّقَ ذي كِرْفئٍ

يَقُدُّ الرُّبا ويشقُّ البحارا

خَشوفِ الظلامِ إذا أظلمَتْ

فأما النهارَ فتَخْدي النهارا

رميتُ بها الليلَ حتى انحنتْ

كأنَّ بها وهْيَ رهْبٌ هِجارا

تُبادرُهُ أمَّ أُدْحِيّها

فتَبْدِرُهُ وتفوتُ الغبارا

فشبَّهتُ تلكَ صُهابيّةٌ

منَ العيسِ تهدي قِلاصاً مِهارا

إذا يدُها وافدَتْ رِجلَها

بأغبرَ يزدادُ إلاّ اغبرارا

تَواهَق أربَعُها واغتلى

مُقدَّمُها وابتذلْنَ المَحارا

إلى حكَمٍ وهوَ أهلُ الثناءِ

وحُسنِ الثناءِ تولّى القِفارا

أُنيختْ بهِ ولقدْ هُلّلتْ

ومُقْوَرَّةً كِليتاها اقوِرارا

كأنَّ العُفاةَ على بابِهِ

عفاةُ المُحَصَّبِ ترمي الجِمارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو حية النميري

avatar

أبو حية النميري حساب موثق

العصر العباسي

poet-Abu-Hayya-al-Numeiri@

78

قصيدة

65

متابعين

الهيثم بن الربيع بن زرارة، من بني نمير بن عامر، أبو حية. شاعر مجيد، فصيح راجز، من أهل البصرة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مدح خلفاء عصره فيهما. قيل في ...

المزيد عن أبو حية النميري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة